هل تدقيق الأخبار كافي لوقف الإشاعات؟

27/07/2019 
5 دقائق للقراءة
كتابة: AkhbarMeter 
التصنيف: المهنية الإعلامية
هل تدقيق الأخبار كافي لوقف الإشاعات؟

يبذل مدققو الحقائق مجهودا ضخما كل يوم للتحقيق من المعلومات، ورغم ذلك يظل انتشار التصحيح أقل بكثير من انتشار الشائعات.

لماذا يصر البعض على تصديق الشائعات رغم وجود ما ينفيها؟ وهل يمكن لهوية بعض مدققي الحقائق أن تجعل الجمهور يفقد الثقة بهم؟ وهل تؤثر هوية مدققي الحقائق على تقبل الجمهور لهم؟ نستعرض في هذا التقرير، إجابات عن هذه الأسئلة.

معظم الجمهوريين لا يثقون بمدققي الحقائق

نهاية الشهر الماضي، أصدر مركز بيو للأبحاث تقريره الذي رصد فيه أن ما يقرب من نصف الأمريكيين يعتقدون أن مدققي الحقائق متحيزون.، فيما يعتقد النصف الآخر أنهم منصفون، وفقًا لمسح أجراه المركز بين 19 فبراير و 4 مارس 2019.

70 % ممن يشكون في حيادية مدققي الأخبار، هم من مؤيدي الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي لا يكف بدوره عن ترديد التهم بالانحياز لمدققي الحقائق، في مقابل 29% من الديمقراطيين يتبنون الرأي نفسه.

المستقلون منقسمون حول هذه النقطة أيضا، حيث يرى 47% منهم أن المدققين يميلون لتفضيل وجهة نظر واحدة، في حين يرى 51% أنهم يتعاملون بنزاهة.

 

هل يثقون في وسائل الإعلام التقليدية؟

تختلف هذه النظرة عندما يتعلق الأمر بمصداقية وسائل الأخبار نفسها، حيث يعتقد 26% من الأمريكين فقط أنها محايدة، في مقابل 72% يرون هذه الوسائل منحازة.

89 % من الجمهوريين يعتقدون أنها منحازة، أما الديمقراطيين، فيرى 57% منهم نفس الأمر.

هل كانت عدم الثقة في وسائل الإعلام متباينة بهذا الشكل طول الوقت إذًا؟ ليس صحيحا، يقول التقرير إن هذا التباين لم يكن موجودا على مدار 30 عاما، وقد ارتفع خلال الـ 3 سنوات الأخيرة فقط، باستثناء عام 2007، الذي شهد معدلات مرتفعة أيضا.

إذا كان الشك كبيرا لهذه الدرجة، فهل يستطيع الأمريكيون التأكد من الأخبار بأنفسهم؟ تظهر النتائج أن 29% منهم فقط يستطيعون فعل ذلك بكفاءة، بينما لا يستطيع 24% فعل ذلك على الإطلاق، في حين كان هناك 46٪ يثقون في قدرتهم على التحقق إلى حد ما.

 

أيهما أكثر تأثيرا.. الحقيقة أم التزييف؟

في الحقيقة، يعد الانتشار الفائق للشائعات مشكلة عالمية، وحسب دراسة من معهد ماساتشوستس لتكنولوجيا وسائل الإعلام الأكاذيب تنتشر بشكل أسرع وأعمق، وعلى نطاق أوسع من جميع أنواع المعلومات.

لكن لماذا لا تحظى الحقيقة بنفس الانتشار؟ لأن المواطنين يقاومون ما ينشره مدققوا البيانات إذا كان يتعارض مع معتقداتهم السابقة، خاصة إذا كان الأمر يتعارض مع مهتقداتهم السياسية. الأكثر إثارة للدهشة أن محاولات التصحيح قد تؤدي لنتائج عكسية، ويدفع المتلقى يثق بشكل أكبر في الشائعة التي تخالف معتقده.

ربما يتعلق الأمر بعدم رغبة الناس في الاعتراف بأن معتقداتهم السابقة كانت خاطئة، وقد يزيد الأمر سوء إذا كانت هذه الاعتقادات علنية، فإذا كان اعتراف المرء بخطأ تصوراته أمام نفسه صعبا، فالاعتراف أمام العامة أصعب.

تصحيح المعتقدات الدينية الخاطئة هو الأصعب

يزداد الأمر صعوبة عندما يتعلق بمعلومات زائفة ذات طابع ديني. في حديثه مع الشبكة الدولية للتحقق من البيانات، يقول الطاهر، مؤسس مبادرة "فتبينوا" التي تعمل على نطاق العالم العربي، أن هناك الكثير من الأخبار المزيفة والأساطير والشائعات التي كانت موجودة منذ 10 أو 15 عامًا في المجتمعات العربية، دون أي تصحيح، لذلك أصبحت جزءًا من الثقافة والمحادثات والتجمعات اليومية للناس.

كانت إحدى الأساطير تتمثل في فيديو لنبع ماء، يقال إن الماء يتدفق منه عندما يقف شخص ما بجانبه ويقرأ آيات قرآنية. قام فريق فتبينوا بالتحقق من القصة، ووضحوا لجمهورهم أنها ظاهرة طبيعية نادرة تسمى الينابيع الإيقاعية، ويتدفق الماء عندما حدوث أي صوت بالقرب منه.

حصل الفيديو على 19 ألف مشاهدة، ولكن الفيديو الذي يحتوي الشائعة بلغ 60 مليون مشاهدة.

هذا لا يعني أن التحقق من الحقيقة ليس له آثار إيجابية على الإطلاق. فقد تُغير تصحيحات الأخبار من تصورات المواطنين عن صدق المرشحين في الانتخابات، إذا كان الناخبون مستهلكين عقلانيين للمعلومات. الأهم من ذلك، ربما يشجع السياسيين على التوقف عن ترديد ادعاءات لا أساس لها من الصحة.

 

مزيد من المقالات

نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية