كيف يتناول الصحفي أخبار المتهمين قبل إدانتهم قضائيا؟

29/10/2018 
5 دقائق للقراءة
كتابة: AkhbarMeter 
التصنيف: المهنية الإعلامية
كيف يتناول الصحفي أخبار المتهمين قبل إدانتهم قضائيا؟

"تحول الجاني إلى ذئب بشري في لحظة وقام بتنفيذ جريمته" بالتأكيد قرات هذه النوع من الجمل  أكثر من مرة وأنت تطالع أخبار الحوادث.

 

بعيدا عن استخدام التشبيهات اللغوية في وصف تصرفات شخص ما، فإن هذا الأسلوب يستخدم أحيانا للتعليق على مجرد اتهام شخص بارتكاب جريمة، ودون أن يكون هناك قرار قضائي بتثبيت التهمة عليه. فكيف ينبغي على الصحفي أن يتعامل مع الأخبار التي تتناول اتهام شخص معين بارتكاب جريمة أو خطأ يستحق العقاب وفقًا للقانون؟

 

القاعدة القانونية، والصحفية أيضًا، تقر بأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته. ومن الواضح أن الجملة التي أشرنا إليها بالأعلى تتجاوز هذه القاعدة.

 

في كثير من الحالات ينقل الصحافيون أخبار الحوادث عن بيانات جهات رسمية في الدولة، مثل الشرطة أو النيابة العامة، ويكتفون باقتباس نص البيان دون إعادة تحريره بما يتناسب مع الأسس الصحفية. نتيجة لذلك، ربما يكون المتهم في موقع إدانة في وجهة نظر القارئ، قبل أن تتم محاكمته أصلًا.

 

تقتضي قواعد المهنية الإعلامية أن يعرض الصحفي الرأي والرأي المقابل، وأن يخصص لهما نفس المساحة لعرض وجهتي النظر، وأن يكون على نفس المسافة من الطرفين.

 

يعني ذلك أن الصحفي مطالب بعرض رد المتهم على الاتهامات. لكن ماذا لو كان في السجن ولا يمكن الوصول له بسهولة؟ قد يكون الحديث مع محاميه أو أسرته مفيدًا في هذا الشأن.

 

فضلًا عن ذلك، على الصحفى أن يتجنب وصم وإهانة وتشويه المتهم، بالإضافة لضرورة استخدام الواقعة لتعميم الاتهام على عدد أكبر من الأشخاص.

 

أمثلة للتغطية الصحيحة والخاطئة لأخبار الاتهامات.

 

على سبيل المثال، عرضت الإعلامية منى عراقي صورا للقبض على مجموعة أشخاص من حمام شعبي في منطقة باب البحر بالقرب من ميدان رمسيس بالقاهرة، بتهمة ارتكاب أعمال منافية للآداب.

 

على مدار عدة أشهر نظرت محكمة جنح الأزبكية  القضية، وتوصلت لبرائتهم في النهاية. عانى المتهمون خلال هذه الأشهر، وحتى بعد تبرئتهم من نظرة المجتمع السلبية لهم، مما أثر على حياتهم بشكل كبير، لدرجة أن أحدهم حاول الانتحار.



أما عن أمثلة التعامل الجيد مع الاتهامات والحوادث، فقد نشر موقع مصراوي قصة عن كيفية الأطفال الذين تهم العثور على جثثهم صباح يوم في فيلا مهجورة بمنطقة الهرم.

 

في هذا الموضوع، رصد صحفيو الموقع الأجواء التي شهدها موقع الحادث عند معرفة الأهالي بوجود جثامين لأطفال. المهم في هذه التغطية تحديدا أن أحد لما يتورط في نشر صور الأطفال أو المتهمين، ولم يقم بإلصاق التهم بأي شخص.



للضحايا حقوق أيضا



وقع عديد من البرامج التلفزيونية في أخطاء تتعلق بأخبار الضحايا. على سبيل المثال، عرضت الإعلامية ريهام سعيد صورا شخصية في ثياب منزلية لضيفتها التى ظهرت معها لتتحدث عن تحرش تعرضت ليه في أحد المولات التجارية. ولم تستأذن المذيعة قبل نشر هذه الصور، بل حاولت إتهامها بارتداء "ملابس خادشة للحياء".

 

ساهمت هذه الحلقة في تعزيز نظرة البعض ضد الفتاة "الضحية في هذه الحالة"، التي تعتبر الفتاة مخطئة لأنها غير محجبة، أو ترتدي ثيابا لا يعتبرونها "محتشمة".

بسبب تطورات هذه القضية، حاولت الفتاة الانتحار أيضا، وقامت ببث هذه اللحظات مباشرة عبر فيس بوك.

 

نصائح عامة

 

إذا كنت بصدد كتابة محتوى صحفى عن حادث معين، ولا تريد أن تتورط في مشكلات مهنية، فيرجى مراعاة التالي:

 

1- لا تذكر معلومات عن مكان إقامة الضحايا، أو أي من أفراد أسرهم طالما أنهم ليسوا طرفا في القضية. كل هذه التفاصيل لا تهم القارئ ولا تخدم الرسالة الإعلامية، كما أنها تضر بالضحايا وذويهم، والمتهم الذي ما زال بريئا.

 

2- تجنب نشر صور الضحايا أو المتهمين إلا بعد الحصول على إذن منهم.

 

3- احرص على وصف الشخص الخاضع للمحاكمة بالمتهم، ولا تقم بتثبيت التهمة عليه.

 

4- يميل بعض المهتمين بالأخلاقيات الإعلامية إلى عدم نشر أسماء الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم صغيرة وتمت معاقبتهم بأحكام بسيطة.

 

5- يستثنى من هذه القاعدة نشر أخبار ارتكاب موظف عام لجريمة.

 

6- لا تذكر أسماء القاصرين، سواء كانوا متهمين أو ضحايا.



مزيد من المقالات

نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية