على مدار الأيام القليلة الماضية، وعقب وقوع حادث قطار البدرشين يوم الجمعة الماضية، قدمت الصحف المصرية والمواقع الإخبارية المصرية تغطية حية ووافية لتفاصيل وخلفيات الحادث، سواء من خلال صفحاتها المطبوعة أو بواباتها الإلكترونية على حد سواء.
ورغم التركيز على التغطية الإخبارية المتزامنة مع تطورات الحادث، سواء بزيارة المسئولين الحكوميين أو تصريحاتهم المتعلقة، أو من خلال مسايرة تحقيقات الجهات المعنية، وقرار النائب العام المتعلق بفتح التحقيق في هذا الحادث، إلا أن بعض المحررين الصحفيين فضلوا الكتابة من "زاوية إنسانية"، وتقديم لقطات مختلفة في نفس سياق "حادثة قطار البدرشين".
"أخبار ميتر" قام على مدار الأيام الأربعة الماضية بمتابعة ورصد ما تمت كتابته حول موضوع "حادث قطار البدرشين"، واختار منصة "مصراوي" الإخبارية، كنموذج لزاوية الكتابة بلمحة إنسانية.
فخلال اليوم الأول من وقوع الحادث، قدّم موقع "مصراوي" 4 موضوعات مصاغة من زاوية إنسانية، ركزت على العنصر البشري في الحادث، ولملمت خيوط القصة من خلال روايات حية من داخل المستشفيات، حيث يرقد مصابو الحادث لتلقي العلاج.
الموضوع الأول حمل عنوان " "ولادة في السكة".. "هاجر" تضع مولودها بحادث قطار البدرشين"، والذي كتبه المحرر الصحفي "أحمد جمعة"، ورصد فيه حالة إحدى ركاب القطار وتدعى "هاجر"، وكيف تزامنت لحظات مجئ مولودها للحياة، بينما هي تصارع من أجل الخروج من عربة القطار المقلوبة رأسة على عقب.
"مولود قطار البدرشين" لم يتم التركيز على قصته بشكل كاف في المنصات والمواقع الصحفية الأخرى، إلا من تقارير صغيرة مماثلة، افردته له مواقع "البوابة نيوز"، و"الدستور"، و"الوطن"، أغلبها اتخذ طابع القالب الإخباري في الكتابة.
أما الموضوع الثاني بـ"مصراوي"، والذي صاغه كل من المحررين "مها صلاح الدين وعبد الرحمن سيد"، وحمل عنوان "صور| رئيس ومشرف وكمسري وفني.. كيف واجه طاقم قطار البدرشين الحادث؟"، وركز خلاله المحررين على رصد تعليقات ومعايشة أجواء الحادث، من خلال أفراد طاقم القطار المصابين أيضا.
المحررة الصحفية مها صلاح الدين، تقول إن قرارها النزول إلى مستشفى الهرم، لتغطية الحادث بشكل فوري ومفاجئ، جعلها لا تضع سوى خطة مبدئية للتغطية، تتلخص في "رصد القصص الإنسانية أهم شيئ- على حد تعبيرها"، غير أن الحالات التي قابلتها بالمستشفى وضعت أمام أعينها ثلاث سيناريوهات لكتابة ثلاثة قصص متنوعة.
وتوضح "صلاح الدين"، أن القصص الثلاثة بدأت أمامها بطاقم هذا القطار، خاصة وأن كل فرد من الأفراد الأربعة كان متواجد لحظة الحادث في عربة منفصلة من عربات القطار، فالسائق في الحربة الأولى، والكمساري بالعربة الأخيرة، في حين كان كل من فني الكهرباء ومشرف القطار بالعربات الوسطى.
وتضيف، أن تواجد هذا الطاقم جعلها تبني قصتها الإنسانية كوحدة واحدة، تجمع فيها الأشخاص الأربعة كعناصر لقصتها، ما يعطي زاوية موسعة للقارئ.
أما الموضوع الإنساني الثالث، والذي نشره "مصراوي" أيضا في نفس يوم الحادث، فحمل عنوان "بينهما مريضة توحد.. مشاهد الرعب والفزع في عيون أطفال قطار البدرشين (صور)"، وهو يوضح كيف أثر المشهد المفاجئ والمفزع على بعض من المصابين من الركاب الأطفال.
الموضوع كتبه أيضا المحررين "مها صلاح الدين وعبد الرحمن سيد"، وتقول "مهى" إن الحالات الثلاثة المصابة التي رصدتها مع زميلها المتدرب، ليست متشابهة بالمرة، فالأولى لطفلة تبلغ من العمر نحو 8 سنوات، وهي تعاني "التوحد"، وكانت تستقل القطار برفقة والدها.
وأضافت المحررة، أن ملامح الطفلة الصغيرة لا تعطي أية انطباعات، ووالدها هو من تحدث نيابة عنها لشرح كيف وجدها عالقة بأحد كراسي القطار المقلوب، وسط صراخه الممزوج بصراخ بقية الركاب المفزوعين، والطفلة مندهشة تماما مما حدث، ولا تستطيع أن تصف ما بها.
أما الطفل الثاني المصاب فكان عمره نحو 13 عاما، وهو بحالة تسمح له بالحديث، لاسيما وأنه يتمتع بشخصية لبقة وواعية لكل ما دار خلال الحادث وهو برفقة والدته، في حين اعتلت الدهشة والصدمة وجه الطفلة الثالثة ذات الأعوام الـ12، والتي كانت نائمة لحظة وقوع الحادث برفقة والدها، وقالت بكلمات مقتضبة: "كنت خايفة.. الناس كسروا الإزاز من فوق وأبويا رفعني والناس مسكوني، وطلعوني برة القطر".
الموضوع الإنساني الرابع على "مصراوي"، خلال نفس يوم وقوع الحادث، جاء على شكل "ريبورتاج/ تقرير" صحفي، جمع خلاله المحرر "سامح غيث"، أبرز المشاهد التي برزت ضمن الحادث، وهذا من خلال كاميرا المصور "مصطفى الشيمي"، بعنوان "ولادة وذعر وعروسة لعبة.. ماذا حدث في "قطار البدرشين"؟".
الكتابة الإنسانية على صفحات "مصراوي" لم تتوقف مع نهاية يوم الجمعة، حيث وقع الحادث، ولكنها امتدت إلى يوم السبت التالي ليوم الحادث، من خلال تقديم موضوعين، الأول حمل عنوان "كيف أصبحت "المرازيق" بعد حادث "قطار البدرشين"؟"، وكتبه المحرر "محمد زكريا" وتصوير "محمود حمد الله".
والموضوع الثاني جاء بعنوان ""كلنا نطقنا الشهادة".. حكايات المصابين في حادث "قطار البدرشين" (صور)"، وكتبه أيضا المحررين "مها صلاح الدين وعبد الرحمن سيد".
الموضوع الأول، تناول روايات أهالي قرية المرازيق من بعد وقوع حادث قطار البدرشين، وكيف توقف حال بعضهم بسبب عدم رفع عربات القطار، أو كيف ظلت مشاهد المصابين شاخصة أمام أبصارهم.
والموضوع الثاني، روى خلاله بعض من مصابو الحادث كيف عاشوا لحظة حادث القطار، من خلال معايشة معهم من داخل مستشفى الهرم التخصصي.
تغطية "مصراوي" شملت كذلك تقديم تقارير مصورة (فيديو) بجانب الصور والتغطية المكتوبة، وهو ما نقل القارئ لمعايشة أجواء الحادث وتفاصيل معاناة المصابين، والاطمئنان على حالتهم الصحية لحظة بلحظة.
تم تحرير المحتوى بواسطة فريق "أخبار ميتر"
الصورة متاحة من خلال موقع "مصراوي"
المحتوى قد يتضمن روابط نشطة لمزيد من الإيضاح