يدلنا هاتلج في كتابه أخلاقيات الصحافة على أن الاستقلال هو أن يخدم الصحفي الأخلاقيات و المبادىء الصحفية وألا يسمح أن تكون دوافعه محل شك و أن يكون هدفه الأساسي هو إعلام الجمهور بما يجب أن يعرفونه.
يسرد هاتلنج العديد من القصص حول الموضوع ،عما يمكن أن يتم تقديمه للصحفي في صورة هدية صغيرة يتبعها غرض ،و يقول : الأمركله يبدأ بسيجارة ،و يقول أن هذا الأمر ينعكس على بعض الصحف التي تحذر محرريها من قبول أي شيء ذا قيمة من مصادرهم .
و لكنه يرى في نفس الوقت أيضا أن سياسة الحظر ليست فعالة بشكل مطلق فالمراسل الحربي لا يمكنه أن يرفض الانتقالات من خلال سيارات الجيش ،و بشكل أكثر بساطة هل يمكن للصحفي أن يرفض مثلا فنجان القهوة إذا عُرض عليه ؟
و يضيف : إن رئيس قسم الأخبار يتوقع في العادة من المحرر أو المراسل أن يحتفظ بعلاقات ودية مع مصادره وأن يتعامل مع الأمر بذكاء لأن المصدر لو شعر أنك ترفض شرب القهوة معه مدعيا أنك أكثر أمانة واستقلالا منه فإن ذلك سيصعب عليك التعاون معه في المستقبل. يدعونا هاتلنج إلى إمساك العصا من النصف فهل هذا ممكن ؟
و هناك العديد من الأمثلة فمثلا :
الصحفيون الذين يتبعون الفرق الرياضية و يسافرون معها في المباريات و يتقاضون أجرا على ذلك و يقبلون السفر والإقامة والطعام مع الفرق الرياضية فإنه من المستحيل أن يبقوا على حيادهم.
إن المصورين الصحفيين الذين قاموا بتغطية الأولمبياد في شتاء عام 1980 تلقوا لفافات بها هدايا من شركة للإنتاج والتصوير ومن الواضح أن هدفهم كان التشيجيع على استخدام هذه الآلآت .
ليس المطلوب من الصحفي أن يكون غير اجتماعي أوأن يكون حساسا حساسية مفرطة تجاه كل من يحاول أن يقدم له شيئا في محيطه ،سواء أكان هدية أورسالة أو دعوة حفل ما ،لكن يتعين عليه دوما أن يسأل نفسه : هل يجب عليه أن يقابل هذه الهدية أو تلك بتغطية متحيزة أو بمحاباة من نوع ما ؟ هذا سؤال إجابته تحدد كل شيء.