بلغة سهلة وقريبة من الشارع.. مبادرات شبابية لمحاربة الأخبار الزائفة

03/07/2018 
5 دقائق للقراءة
كتابة: AkhbarMeter 
التصنيف: المهنية الإعلامية
بلغة سهلة وقريبة من الشارع.. مبادرات شبابية لمحاربة الأخبار الزائفة

منذ ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والحديث عن الأخبار الزائفة، وأهمية التحقق من المعلومات لا يتوقف، ومن أجل ذلك ظهرت مبادرات شبابية عدة تهدف لتصحيح الأخبار المغلوطة، ومحاولة شرح ثقافة التحقق من المعلومات لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة بسيطة وبلغة سهلة، تتشابه ولغة المستخدمين من غير المتخصصين على الإنترنت.

بدون شك لا يمكننا أبداً أن ننكر المجهود الضخم الذي تقوم به الصحافة الاستقصائية المحترفة وصناعها في التحقق من المعلومات، بهدف مد القراء والمستخدمين بمعلومات وأرقام سليمة، لكن لا يمكننا أن ننكر أيضاً أنّ لغة هذه التجارب جافة بشكل ما، وقد يكون السبب في ذلك هو طبيعة الصحافة الاستقصائية نفسها الجادة.

على العكس من ذلك، نجحت المبادرات الشبابية على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها على سبيل المثال مبادرة "تأكد" السورية، و"هيئة مُكافحة الإشاعات" السعودية، وغيرهما، في النجاح في الوصول لأعداد كبيرة من المستخدمين، وباتت المصدر لعشرات الآلاف من راغبي التأكد من صحة الأخبار التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي. تتميز هذه المبادرات باستخدامها للغة العامية في منشوراتها، وهو ما يجعلها أقرب للناس. وكانت مبادرة "ده بجد" المصرية واحدة من أوائل المبادرات التي اهتمت بتصحيح الأخبار المغلوطة على وسائل التواصل الاجتماعي، وانطلقت في العام 2013، وسرعان ما أصبحت جهة موثوقة لكل من يريد التحقق من خبر أو صورة تمّ نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام، وعلى موقع فايسبوك بشكل خاص.

ويقول هاني بهجت مؤسس المبادرة إن "ده بجد" انطلقت بهدف تصحيح الأكاذيب، التي تؤثر بشكل سلبي على وعي الجمهور واتجاهاته، ويحلم بهجت بأن تساهم الصفحة في جعل كل شخص يفكر جيداً قبل مشاركة أي شيء مع أصدقائه. كما يستخدم فريق "ده بجد" أدوات بسيطة في التحقق من المعلومات يمكن للجميع استخدامها، مثل موقع البحث جوجل وخدمة البحث عن طريق الصور والفيديوهات لمعرفة تاريخ كل صورة والمصدر الأساسي التي جاءت منه.

أحدث مبادرات التحقق من المعلومات في مصر مؤخراً ظهرت بمبادرة "متصدقش"، التي نجحت في فترة قصيرة في جذب نحو 85 ألف مستخدم، ويقول صناع المبادرة لشبكة الصحفيين الدوليين إنّ هدفهم الأساسي هو محاربة الأخبار المغلوطة، خصوصاً في ظل الانقسام السياسي الواضح الذي تعاني منه مصر، وغياب المؤسسات المهمومة بتحسين أداء المنصات الإعلامية عن القيام بدورها.

السبب الآخر الذي جعل صناع "متصدقش" يطلقون مبادرتهم هو زيادة نسبة الأخبار والقصص المزيفة التي ترسخ لمفاهيم سلبية اجتماعياً ضد الأقليات والنساء وغيرهم، إضافة إلى المواد المغلوطة التي تهدف لنشر الكراهية بين المصريين. ويضيف صناع "متصدقش" أن ظاهرة الأخبار المزيفة لا تتواجد على وسائل التواصل الاجتماعي فحسب، بل تظهر أيضاً في الصحف المطبوعة، والفضائيات، والمواقع الإخبارية الشهيرة.

لا يفضل صناع مبادرة "متصدقش" التعريف بأنفسهم، مؤكدين أن هدفهم أن يكون البطل هو الفكرة نفسها وليس الأشخاص القائمين عليها، مكتفين بالقول أنهم سبعة شباب مصريين، ما بين صحفيين وباحثين ومصممي جرافيك، وعملهم تطوعي بالكامل، وأن معظمهم سبق له العمل في مؤسسات إعلامية كبيرة، وشعروا بأنه يجب أن يكون لهم دور في مواجهة انتشار الأكاذيب.

"هدفنا هو الحد من ظاهرة الأخبار المغلوطة والعمل على القضاء عليها تماماً، نريد أيضاً تقييم المؤسسات الإعلامية بحسب عدد الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة التي يقومون بإنتاجها، حتى نوضح للقراء بشكل موضوعي ما هي الصحف والقنوات والمواقع التي تحترم عقولهم ولا تنشر لهم أكاذيب".

ينصح صناع "متصدقش" كل مستخدمي فايسبوك بالشك، والتفكير النقدي، مطالبينهم بتحليل كل ما يجدونه من أخبار وفيديوهات وصور، ومن أجل ذلك أطلقوا ضمن المبادرة زاوية تحمل اسم "اعرف بنفسك"، وهدفها الأساسي تعريف الجمهور بأدوات التحقق من صحة المعلومات والأخبار والصور والفيديوهات، من خلال شرح مبسط لهذه الأدوات بحيث يتمكن القارئ العادي من استخدامها بنفسه.

ويلفت صناع "متصدقش" الى أنّ مصر تعاني من مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن انتشار الأخبار المزيفة، وهي وجود صفحات كثيرة مزورة تقول إنها تمثل مؤسسات رسمية في البلد، أو شخصيات معروفة، وبعض المستخدمين يصدقون بالفعل هذه الصفحات ويتبادلون الأخبار المنشورة عليها، مضيفين أن أحد أهدافهم هو الحد من تأثير تلك الصفحات وتشجيع الشخصيات والجهات التي تدعي هذه الصفحات تمثيلها للتواصل مع إدارة فايسبوك لإغلاقها.

"لدينا هم آخر وهو انتشار محتوى متطرف على بعض المنصات مثل تويتر، من دون أن يكون هناك أي مجهود حقيقي لإغلاق الحسابات التي تنتج هذا المحتوى، نحن مهتمون بأن يكون لنا دور في الحد من تأثير خطاب الكراهية والتحريض على العنف، الذي نراه على وسائل التواصل الاجتماعي"، يختم صناع "متصدقش".

 

الصورة من صفحة "متصدقش" على فايسبوك

 

هذا المحتوى منشور على موقع شبكة الصحفيين الدوليين ijnet
بواسطة:مصطفى فتحي

المحتوى قد يتضمن روابط نشطة لمزيد من الإيضاح

مزيد من المقالات

نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية