نتابع حديثنا عن هاتلنج حيث أن كتابه يعد مرجعا أساسيا لمن يعملون في الحقل الصحفي ، صحيح أن كثيرا مما ورد به قد أصبح محل الطرح والمناقشة الآن في الأجيال الجديدة و من الباحثين في كبريات شركات الميديا حول العالم إلا أنه من الضروري المرور عليه لفهم فحوى ما يتم الحديث عنه هذه الأيام .
يقول هاتلنج أن بيان جمعية رؤساء تحرير الصحف الأمريكية الصحفيين إلى التدقيق في متابعة أعمال الحكومة ،وكذلك جميع قوى السلطة في المجتمع ،ووفقا لهذا الإلتزام فقد قامت الصحف بالتحري حول دور الشركات في تلويث الماء و الهواء وعن نشاط المنتجين الذين قد تؤدي بضائعهم إلى الإضرار بالمستهلكين ،كما تابعت الصحف أيضا تكتيكات زعماء نقابات و الوسائل التي تلجأ إليها جماعات المصالح الخاصة التي تهدف دعايتها للعنصرية و التعصب.
ولكن المشكلة الرئيسية أن مصداقية الصحف في هذا المجال تكون على المحك ، فإذا كانت هناك صحيفة تملكها شركة بترول فإن القراء سيتعجبون كيف يمكن لمحرري هذه الجريدة أن يتابعوا بدقة نشاط هذه الشركة التي تصرف على الجريدة ،و عندما يجتمع أصحاب هذه الشركات أوجماعات المصالح أو أصحاب الأعمال الكبيرة مع رؤساء تحرير هذه الصحف ،فإن السؤال المطروح هو :
هل تنعكس هذه المصالح المتشابكة على القرارات العليا التي يتخدها هؤلاء المديرون ؟ و التي قد تحدد الكيفية التي يجب أن تعمل بها هذه الصحف؟ وحتى إذا التزم المحررون الحياد في التغطية و في التناول الخبري فإنه من الصعب أن يؤمن القراء أن الجريدة لا تتحيز بشكل أو بآخر لأصحابها من أصحاب الأعمال الكبيرة .