قام بعض الأكاديميين بدراسة مثيرة للاهتمام في أيرلندا حول الصحفيين ذوي الأعمار الصغيرة، حيث وُجِد إنهم في تزايد، خصوصاً مع تقاعد الصحفيين ذوي الخبرة وذوي الأعمار الكبيرة من مناصبهم الصحفية.
وتتراوح أعمار الأغلبية الساحقة من الصحفيين الأيرلنديين والذين يمثلون حوالى 68% بين 25 و44 عاماً، مقابل 20% فقط من الصحفيين في البلاد تتراوح أعمارهم بين 45 و 54 عاماً مقابل، وذلك فى عام 1997.
ووفقاً لــ "كيفن رافتر"، أحد الأكاديميين المشاركين فى إعداد الدراسة في صحيفة "أيريش تايمز" ، يعد ما أسماه بــ "تفريغ" الصحفيين في منتصف حياتهم المهنية واقع تعيشه أيرلندا، ويؤكده العديد من الأمثلة، حيث يترك العديد من الصحفيين ذوي الخبرة مهنتهم الصحفية للعمل بمهن أخرى، وأضاف "رافتر" إن المسار العملي لمهنة الصحافة في أيرلندا ليس جذاباً بما يكفى من الناحية المادية، مما يؤدي إلى عزوف ذوي الخبرات وتركهم للصحافة ومحاولتهم للبحث عن مهن أخرى، يستطيعون تأمين حياتهم من خلالها، ولذلك فإن قضايا كمقدار الراتب وضغوط العمل – تم إبرازها في الدراسة - ساهمت في تحول صحفيو ايرلندا المخضرمين عن مهنتهم الأصلية.
ومن ناحية أخرى، فإن دخول دماء جديدة للصحافة فى أيرلندا بإنضمام الصحفيين الشباب يمكن أن يكون ذا بُعد إيجابي، وذلك نظراً لحماسهم وقدرتهم على ربط الأخبار بالحياة المعاصرة، ويشير رافتر إلى أنه ثمة سلبيات للأمر بالطبع، حيث يقول "يجب أن يسود قلق حول قدرة الصحفيين الشباب على تقديم سياق التحرير في مستويات مهنية أعلى، وبلورته على الأسس والمبادئ الصحافية".
وتطرقت الدراسة إلى الجندر فى تصنيفها، حيث ذكرت إن استمرار هيمنة الذكور على العمل الصحفى مع انقسام ما بين 62-38٪ من الرجال إلى النساء، وهو ما يؤكد بشكل أكبر على سيطرة الذكور على المناصب الصحفية الإدارية العليا، هذا فضلاً عن مرتبات النساء الصحفيات، التى تعد أقل بكثير من رواتب الرجال، كما تطرقت الدراسة للتحصيل العلمى للصحفيين الشباب، حيث كان الأمر مختلف تماماً ومثير للدهشة بحق، فالغالبية الساحقة والذين يبلغون حوالى 80% من الصحفيين الشباب لديهم مؤهلات من المستوى الثالث، على الرغم من أن مجال دراستهم يكاد لا يرتقي للمؤهلات الدراسية العليا، إلا أن 63% حصلوا على دورات في الصحافة أو الاتصالات.
وخلُص" رافتر" إلى أن نتائج الدراسة دعوة لاستيقاظ صحفيو المجتمع الأيرلندي، واختتم قائلاً "لا يمكن أن يكون للعمر تأثير على طرق تغطية الصحفيين للأخبار".