من مؤامرة الرقائق إلى فزاعة العقم.. العلم يُنهي سيطرة 12 خرافة على عقولنا
رغم أن اللقاحات تمثل واحدة من أعظم الإنجازات الطبية في التاريخ الحديث، وأسهمت في القضاء على أمراض خطيرة مثل شلل الأطفال والحصبة، فإنها لا تزال تواجه موجة من الشائعات ونظريات المؤامرة، لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي. هذه المعلومات المضلّلة تتجاوز مجرد التشكيك في فاعلية اللقاحات، لتروّج لادعاءات خطيرة، مثل أنها تسبب التوحد أو العقم، أو حتى أنها تُستخدم كوسيلة للمراقبة من خلال شرائح إلكترونية!
في مصر، تعكس النجاحات المحققة في مجال الصحة العامة أهمية اللقاحات بشكل عملي وملموس؛ فبفضل حملات التطعيم، أصبحت البلاد خالية من شلل الأطفال منذ عام 2006، كما خرجت من قائمة الدول الموبوءة بالتيتانوس الوليدي في عام 2007، وفي عام 2023، أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميًا القضاء على مرض الحصبة.(مؤرشف)
وفي ضوء انتشار هذه الخرافات وتأثيرها المحتمل على قرارات الناس الصحية، يستعرض هذا التقرير 12 من أكثر الأساطير شيوعًا حول اللقاحات، مع توضيح الحقيقة العلمية لكل منها، اعتمادًا على ما توصلت إليه منظمات دولية موثوقة مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
❌ الخرافة 1: اللقاحات تحتوي على مواد سامة أو ضارة
✅ الحقيقة:
يعتقد البعض أن المكونات التي تُستخدم في تصنيع اللقاحات سامة أو خطرة، مثل الفورمالديهايد أو الألمنيوم أو الزئبق. لكن في الحقيقة، تُستخدم هذه المواد بكميات ضئيلة جدًا لا تمثّل أي خطر على الصحة، بل إنها ضرورية لضمان فعالية اللقاح.
مثلاً، الفورمالديهايد يُستخدم لتعطيل الفيروسات، والألمنيوم يُساعد في تعزيز الاستجابة المناعية. والغريب أن أجسامنا تُنتج بشكل طبيعي كميات من الفورمالديهايد تفوق تلك الموجودة في أي لقاح.( مؤرشف)
❌ الخرافة 2: اللقاحات تسبب التوحد
✅ الحقيقة:
هذه من أكثر الخرافات انتشارًا، وقد بدأت بعدما نشر طبيب يُدعى أندرو ويكفيلد دراسة عام 1998 تزعم وجود علاقة بين لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) والتوحد. لكن الدراسة سُحبت لاحقًا، وأُثبت أنها غير موثوقة وأن نتائجها مُلفقة.
عشرات الدراسات اللاحقة التي شملت مئات الآلاف من الأطفال أثبتت أنه لا يوجد أي ارتباط بين اللقاحات والتوحد.( مؤرشف)
❌ الخرافة 3: المناعة الطبيعية أفضل من اللقاح
✅ الحقيقة:
رغم أن الإصابة بالمرض يمكن أن تُكوّن مناعة، إلا أنها تحمل مخاطر كبيرة. على سبيل المثال، الإصابة بالحصبة يمكن أن تُسبب التهاب الدماغ أو الوفاة، بينما يوفر اللقاح مناعة مماثلة دون أي من تلك المخاطر. (مؤرشف)
اللقاحات تُحفز جهاز المناعة بطريقة آمنة ومدروسة، وتُقلل خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة. (مؤرشف)
❌ الخرافة 4: طالما أن الآخرين تلقوا اللقاح، فلا حاجة لي لأخذه
✅ الحقيقة:
تعتمد المناعة المجتمعية على حصول نسبة كبيرة من السكان على اللقاح، وهذا يحمي الأشخاص الذين لا يستطيعون التطعيم بسبب ظروف صحية. لكن إذا تخلّى عدد كافٍ من الناس عن التطعيم، تنهار المناعة الجماعية، وتنتشر العدوى بسرعة، حتى بين المُلقّحين. (مؤرشف)
❌ الخرافة 5: اللقاحات تُسبب العقم
✅ الحقيقة:
انتشرت هذه الشائعة خلال جائحة كورونا، خاصة على وسائل التواصل، لكنها غير صحيحة. لم تجد أي دراسة علمية موثوقة علاقة بين اللقاحات والعقم لدى الرجال أو النساء.(مؤرشف)
على العكس، فإن بعض الإصابات الفيروسية (مثل كورونا نفسه) قد تؤثر سلبًا على الخصوبة، ما يجعل التطعيم وسيلة حماية غير مباشرة.
❌ الخرافة 6: التطعيم ضروري فقط عند السفر
✅ الحقيقة:
التطعيم ليس أمرًا يقتصر على حالات السفر فقط، فحتى داخل حدود الدولة يمكن أن تعود العديد من الأمراض إذا انخفضت معدلات التطعيم. قد تبدو الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات نادرة الحدوث في بلدك، لكنها لا تزال موجودة، ويمكن أن تنتشر بسرعة، خاصة في عصر يشهد سهولة التنقّل والسفر بين البلدان. لذلك، من الضروري أن يتلقى من يستطيع التطعيم اللقاح، ليس فقط لحماية نفسه، بل أيضًا لحماية الأشخاص الذين لا يستطيعون تلقيه، مثل النساء الحوامل أو المصابين بحالات صحية تمنعهم من الحصول على اللقاحات.
❌ الخرافة 7: اللقاح يُسبب المرض الذي يُفترض أن يقي منه
✅ الحقيقة:
معظم اللقاحات لا تحتوي على الفيروس الحي، بل على أجزاء منه أو نسخ مُعطّلة لا يمكن أن تُسبب المرض. في بعض الأحيان، قد يشعر الشخص بأعراض خفيفة مثل الحمى أو التعب، لكنها مؤشر على أن الجهاز المناعي يعمل كما يجب.
❌ الخرافة 8: بعض من تلقّوا اللقاح أصيبوا بالمرض، إذًا اللقاح غير فعال
✅ الحقيقة:
هذا الادعاء يفترض أن اللقاحات ليست فعّالة بنسبة 100%، لذا فهي غير فعّالة إطلاقًا. هذا غير صحيح، اللقاحات فعّالة بنسبة 100%، لكن 5 إلى 10% من الناس لا يُطوّرون مناعة، حتى بعد التطعيم. في الواقع، كلما زاد عدد المُلقَّحين، انخفض عدد المُصابين.
❌ الخرافة 9: الأمراض التي تحمينا منها اللقاحات اختفت
✅ الحقيقة:
بعض الأمراض قلت بشكل كبير بفضل اللقاحات، لكنها لا تزال موجودة في بعض الدول. أي تراجع في التطعيم قد يؤدي إلى عودة هذه الأمراض وانتشارها.
الحفاظ على التطعيم ضروري لمنع عودة هذه الأمراض وانتشارها مجددًا. (مؤرشف)
❌ الخرافة 10: لقاحات كورونا تحتوي على الرقائق إلكترونية
✅ الحقيقة:
اللقاحات تُحفّز جهاز المناعة لحمايتك من المرض دون أن تُصاب به. وهي لا تحتوي على معادن أو رقائق إلكترونية ولا يمكنها تتبّعك أو إنتاج أي مجال كهرومغناطيسي. (مؤرشف)
❌ الخرافة 11:التطعيمات تغير من تركيب الحمض النووي الخاص بالبشر
✅ الحقيقة:
لقاحات mRNA وبروتينات subunit تعمل عن طريق إرسال تعليمات لخلايا الجسم لبناء مناعة ضد فيروس كوفيد-19 دون التأثير على الحمض النووي أو تغييره. بعد الاستجابة المناعية، يُتخلص الجسم من مكونات اللقاح كما يتخلص من أي مادة غير ضرورية.
❌ الخرافة 12: النظافة الشخصية تكفي للوقاية من الأمراض
✅ الحقيقة:
رغم أهمية النظافة، إلا أنها لا تكفي وحدها للحماية من أمراض مثل شلل الأطفال أو السعال الديكي. التطعيم يبقى الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من أمراض يمكن أن تنتقل بطرق لا تمنعها النظافة فقط.
اللقاحات ليست مجرد إجراء طبي، بل هي خط دفاع أساسي لحماية المجتمعات من الأوبئة والأمراض المعدية.وبينما تنتشر المعلومات المغلوطة بسرعة، فإن الحقيقة العلمية تبقى ثابتة: اللقاحات آمنة، فعّالة، ومدروسة بدقة من جهات طبية موثوقة. مقاومة الخرافات تبدأ بالوعي، والانحياز للعلم، والرجوع إلى مصادر موثوقة، لا سيما حين يكون القرار مرتبطًا بصحة الإنسان وسلامة المجتمع.
تصنيفات الموضوعات
ندى محمد (مدققة معلومات)
حاصلة على درجة البكالوريوس في الاتصال الجماهيري من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا. صحفية متخصصة في...
حاصلة على درجة البكالوريوس في الاتصال الجماهيري من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا. صحفية متخصصة في كتابة القصص ولديها خبرة في كل من وسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية، وفي تطوير المقالات والتحقيق في القضايا. والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة المشاركة والاستجابة للأخبار العاجلة، مع خلفية قوية في التحقق من المعلومات. عملت كصحفية في جريدة المصري اليوم منذ نوفمبر 2021، وغطت مجموعة من الموضوعات والأحداث. تعمل حاليًا كمدققة للمعلومات في قسم التحقق بأخبارميتر منذ أكتوبر 2023، لضمان دقة المعلومات واكتشاف المعلومات المضللة.
يتيح فريق أخبار ميتر المساحة المناسبة لرد الأشخاص المعنيين والجمهور على المعلومات الواردة في عملية تقصي الحقائق بتصحيحها بشفافية كاملة. يمكن التواصل معنا عبر بريد الموقع الإلكتروني [email protected]. كما يتكفل الفريق بإجراء التصحيحات اللازمة حال التأكد من صحة المعلومات وقبولها في أسرع وقت ممكن.
هل لديك تصحيح أو معلومة غائبة ترغب بإضافتها؟ 📱 تواصل معانا