يرى جون إل هاتلنج في كتابه أخلاقيات الصحافة و تحت عنوان "المسؤلية" أن الغرض الرئيسي لجمع وتوزيع الأخبار هو الرفاهية العامة، وذلك عن طريق إمداد الناس بالمعلومات التي تلزمهم وتمكنهم من إصدار الأحكام حول قضايا العصر. ويرى أن الحرية التي حصلت عليها الصحافة الأمريكية مكنتها من أن تقوم بدور الرقيب على سير الحياة الديمقراطية في كل مناحيها وصولا إلى البيت الأبيض. وعلى الرغم من أن الدستور الأمريكي لا يشير إلى حرية الصحافة بكلمات واضحة فإن رئيس تحرير جريدة الوول ستريت السابق فيرمونت رويستم يقول إن كلمة السلطة ارابعة تُشعرنا أننا نقوم بعملية حكم ذاتي من مواقعنا.
ويتطرق هاتلنج إلى دور الصحافة الأهم في الانتخابات والسلطة الممنوحة للصحفيين كي يتحكموا في شكل الأخبار الذي بات أهم من الخبر نفسه. وأشار أيضا إلى أن الذين يستغلون مواقعهم في كتابة الأعمدة الصحفية لتشويه المرشحين أو لدعم آخرين يفتقرون إلى المهنية، ويوردلنا هتلنج في هذا السياق بعض الأمثلة:
بعث رئيس تحرير مجموعة من الصحف إلى رؤساء التحرير مقالا يتضمن هجوما عنيفا على الرئيس الأمريكي وطلب منهم إبراز هذا الهجوم في أعمدة الأخبار بالرغم من أنه حافل بالآراء و التعليقات وعندما تردد اثنان من رؤساء التحرير في تلبية طلبه كان مصيرهما الفصل من الوظيفة.
مثال آخر: قام ناشر صحيفة يومية بفصل رئيس التحرير وأحد المحررين بالصحيفة لأنهما خالفا علنا قراره بمنع نشر المعلومات المتعلقة بالدعاية الانتخابية لمرشحين معينين يعارضهم الناشر .
وتتوالى الأمثلة التي يمكن ألا تنتهي أبدا عن " التخلي عن مسؤلية العمل المهني في سبيل الانحيازات الشخصية".
يؤكد جون إل هاتلنج في كتابه أخلاقيات الصحافة أن الهدف الأسمى للعمل الصحفي هو خدمة الصالح العام عبر تزويد الناس بالمعلومات التي تمكّنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة، خصوصًا في القضايا السياسية والانتخابية. لكنه يحذّر من خطورة انحراف الصحافة عن مسؤولياتها عندما تستغل سلطتها لدعم مرشحين أو تشويه آخرين، ويعرض أمثلة عن تدخل الناشرين في توجيه التغطية لخدمة مصالح شخصية على حساب المهنية والنزاهة.
AkhbarMeter Team ()
يتيح فريق أخبار ميتر المساحة المناسبة لرد الأشخاص المعنيين والجمهور على المعلومات الواردة في عملية تقصي الحقائق بتصحيحها بشفافية كاملة. يمكن التواصل معنا عبر بريد الموقع الإلكتروني [email protected]. كما يتكفل الفريق بإجراء التصحيحات اللازمة حال التأكد من صحة المعلومات وقبولها في أسرع وقت ممكن. قدم من هنا