كيف تقاتل وسائل الإعلام لأجل التوازن في تغطية خطاب ترامب ؟
المواجهات بين ترامب و الصحافة لن تنتهي و يبدو أنها جولات متلاحقة واحدة بعد أخرى ،و الصراع الدائر هو كيف للصحافة أن تلتزم الحياد وهي متهمة وسمعتها على المحك . على جريدة الديلي نيشن يورد لنا هذا التقرير الجوانب المتعددة لهذه المعضلة ،و المعضلة هي أن الصحفي يناضل لتحييد ذاته بعد أن أصبح جزءا من القصة السياسية . و فيما يلي ترجمة بتصرف لهذا التقرير:
إن مواجهة البيت الأبيض الذي أصبح يوجه هجمات لا تلين على وسائل الإعلام ، يُصعب مهمة المؤسسات الإعلامية في الولايات المتحدة التي تكافح لالتزام المهنية و الاحترافية في تغطية خطابات ترامب .
أصبح الصحفيون و المراسلون في ورطة لأنهم باتوا يجدون أنفسهم جزء من التغطية ، بعد الأنباء الوهمية عن انسحاب ترامب و مجموعته الإعلامية واصفا الصحافة بأنها "عدوة الشعب ".
وعدت المؤسسات الإعلامية أن تستمر في الوفاء بالتزاماتها بشدة و أن تقوم بدورها المهني دون أن يكون لها أي نوايا انتقامية. قال ريتشارد بينيديتو، وهو أستاذ مساعد في الصحافة في الجامعة الأميركية الذي كان مراسلا للبيت الأبيض لصالح جريدة USA Today : "الهدف أن نكون أشداء،لكن أن نكون عادلين أيضا،العدالة جزء مهم من المعادلة ".
لعل البيت الأبيض يجد الأمر منطقيا في إدعائه أن الصحافة غير عادلة: حيث أن استطلاعا قامت به شبكة NBC الإخبارية ، بينت نتائجه أن 53% من الأمريكيين يرون أن الصحافة تبالغ في تضخيم المشكلات التي تعاني منها إدارة ترامب.
يقول بينيدتو : "لا يبدو أن هناك اهتماما بالحياد" و يضيف "أخذت الأمور منحى شخصي". و أشار بينيدتو وقتها إلى ما قاله جاك شيفر على البوليتيكو عن أن التغطية عن ترامب هي تغطية تشبه المراسلة من أرض المعركة و أن العدوانية تجلب العدوانية ،وحيث يمنع الضباب جمع المعلومات الموثوق بها مباشرة من المقاتلين ،حيث كانت المهمة مسألة حياة أو موت.
الحياد والإنصاف
رئيس تحرير وكالة رويترز ستيف أدلر إن وكالة الأنباء خططت للقيام بعملها في واشنطن كما هو الحال في بلدان أخرى حيث تكون الحكومات معادية للصحافة. و يقول أدلر " تجاوبت الوكالة مع الظروف الصعبة من خلال" بذل قصارى جهدنا لحمية صحفيينا ،والإلتزام بتقديم صحافة تتميز بالأمانة و الصدق عن طريق الإصرار على جمع المعلومات بصدق ،و البقاء على الحياد " .
و قالت كارين نورث و هي أستاذة في كلية الحقوق بجامعة آننبيرغ جنوب كاليفورنيا :"إن الموضوعية أصبحت معقدة و كثير من الصحفيين يشعرون أنهم بحاجة إلى التواصل مع قرائهم من خلال تقديم أفكارهم الشخصية لهم على مواقع التواصل الإجتماعي ".
نورث أفادت "إن بعض الصحفيين يحبون أن يواجهوا الرئيس على موقعه المفضل تويتر" و أضافت " لدينا رئيس يتحدث إلى شعبه مباشرة من تويتر" . و تقول نورث عن برنامج Twittersphere :إنهم لا يلوون ذراع الحقائق فقط فيه بل يعبرون عن آرائهم على السوشيال ميديا" .
و أشارت نورث إلى أن وكالات الأنباء أيضا تريد الحفاظ على انتباه المتابعين و القراء ،خاصة أن وسائل الإعلام يجب الآن أن تنافس وسائل الترفيه. لذلك فهناك ميل كبير إلى أن تكون الأخبار نفسها مسلية وملفتة للانتباه."
الأكاذيب اعترف المحرر العام للنيويورك تايمز ليز سبيد أن بعض المراسلين قد تجاوزوا حدودهم على حساباتهم على تويتر مما يثير الشك في موضوعيتهم كصحفيين . اختبر ترامب حدود وسائل الإعلام ليس فقط بمهاجمة الصحافة واصفا إياها " بعدم الأمانة" و لكن أيضا بسبب تجاهل أو تجنب الحقائق حول الإقتصاد و الجريمة و التحقيق في دوائر اتصاله الخاصة بروسيا أثناء الحملة.
بعض الصحف، ولا سيما صحيفة نيويورك تايمز، قررت أن توصم كل تصريحات ترامب بالأكاذيب . بينما أدارت صحيفة الوول ستريت جورنال تغطية صحفية أكثر تحفظا تجاه تصريحات ترامب مما أثار احتجاجات من جانب هيئة التحرير ضد رئيس تحرير جيري بيكر.
ليس هناك نقصا في الاستراتيجية التي يجب أن تتعامل بها الصحافة مع إدارة ترامب. ويقول بعض المحللين أن وسائل الإعلام يجب أن تكون متسامحة ،والبعض الآخر يرى أنه يجب أن تتجاهل جهود ترامب ،بينما تكثف بعض وكالات الأنباء جهودهم في التحقق من كل شيء .
يقول نيك دوز و هو صحفي سابق يعمل الآن لهيومن رايتس ووتش يقول : " إن صناعة الأخبار تواجه تحديا صعبا في التعامل مع إدارة سياسية معادية للصحافة" و أضاف "إن ترامب يسعى "لتقويض البنية التحتية التي تقوم على أساسها للديمقراطية. هدفه الأساسي هو الخضوع في أوسع معانيه" و أشار إلى أن الحرب من أجل حرية الصحافة في عهد ترامب يجب تساق من عدة جبهات " . ثم أنهى قوله ب: إذا أصر الصحفيون على الحياد سوف يتجنبون أن يسألوا أسئلة صعبة و أن يسموا الكذبات .. كذبات"
رابط المقال الاصلي (الترجمة بتصرف) : http://www.nation.co.ke/news/world/Media-struggles-for-balance-in-covering-hostile-Trump/1068-3837480-format-xhtml-su7gclz/index.html