كيف تقاتل وسائل الإعلام لأجل التوازن في تغطية خطاب ترامب؟

كيف تقاتل وسائل الإعلام لأجل التوازن في تغطية خطاب ترامب؟

تم النشر بتاريخ : 09/03/2017  تم التحديث بتاريخ: 30/04/2025 10:04:57  تصنيف: أخلاقيات الإعلام 

المواجهات بين ترامب والصحافة لن تنتهي، ويبدو أنها جولات متلاحقة، واحدة بعد أخرى. الصراع الدائر هو: كيف للصحافة أن تلتزم الحياد وهي متهمة وسمعتها على المحك؟ على جريدة "الديلي نيشن" يورد لنا هذا التقرير الجوانب المتعددة لهذه المعضلة، حيث يناضل الصحفي لتحييد ذاته بعد أن أصبح جزءًا من القصة السياسية. وفيما يلي ترجمة بتصرف لهذا التقرير:

إن مواجهة البيت الأبيض، الذي أصبح يوجه هجمات لا تلين على وسائل الإعلام، يُصعب مهمة المؤسسات الإعلامية في الولايات المتحدة التي تكافح لالتزام المهنية والاحترافية في تغطية خطابات ترامب.

أصبح الصحفيون والمراسلون في ورطة، لأنهم باتوا يجدون أنفسهم جزءًا من التغطية، بعد الأنباء الوهمية عن انسحاب ترامب ومجموعته الإعلامية، واصفًا الصحافة بأنها "عدوة الشعب".

وعدت المؤسسات الإعلامية أن تستمر في الوفاء بالتزاماتها بشدة، وأن تقوم بدورها المهني دون أن يكون لها أي نوايا انتقامية. قال ريتشارد بينيديتو، وهو أستاذ مساعد في الصحافة في الجامعة الأميركية، وكان مراسلًا للبيت الأبيض لصالح جريدة USA Today: "الهدف أن نكون أشداء، لكن أن نكون عادلين أيضًا، العدالة جزء مهم من المعادلة".

لعل البيت الأبيض يجد الأمر منطقيًا في ادعائه أن الصحافة غير عادلة، حيث أظهر استطلاع قامت به شبكة NBC الإخبارية أن 53% من الأمريكيين يرون أن الصحافة تبالغ في تضخيم المشكلات التي تعاني منها إدارة ترامب.

يقول بينيديتو: "لا يبدو أن هناك اهتمامًا بالحياد"، ويضيف: "أخذت الأمور منحى شخصي". وأشار إلى ما قاله جاك شيفر على موقع "بوليتيكو" من أن التغطية عن ترامب تشبه المراسلة من أرض المعركة، وأن العدوانية تجلب العدوانية، حيث يمنع الضباب جمع المعلومات الموثوقة من المقاتلين، وتصبح المهمة مسألة حياة أو موت.

الحياد والإنصاف
رئيس تحرير وكالة رويترز، ستيف أدلر، صرّح أن الوكالة قررت التعامل مع الوضع في واشنطن كما تفعل في بلدان معادية للصحافة. ويقول: "تجاوبت الوكالة مع الظروف الصعبة من خلال بذل قصارى جهدها لحماية صحفييها، والالتزام بتقديم صحافة تتميز بالأمانة والصدق، عبر جمع المعلومات بصدق، والبقاء على الحياد".

وقالت كارين نورث، أستاذة في كلية آننبرغ بجنوب كاليفورنيا: "الموضوعية أصبحت معقدة، وكثير من الصحفيين يشعرون بالحاجة للتواصل مع قرائهم من خلال تقديم آرائهم الشخصية على مواقع التواصل".

وأضافت نورث: "بعض الصحفيين يحبون مواجهة الرئيس على تويتر، موقعه المفضل، حيث لا يتم فقط ليّ الحقائق، بل التعبير عن الآراء أيضًا"، مشيرة إلى رغبة وسائل الإعلام في جذب الانتباه، ما يدفع البعض لتحويل الأخبار إلى محتوى ترفيهي.

الأكاذيب والمهنية
اعترف المحرر العام لصحيفة "نيويورك تايمز"، ليز سبيد، أن بعض المراسلين تجاوزوا الحدود على حساباتهم، مما يثير الشك في موضوعيتهم. وقد اختبر ترامب وسائل الإعلام، ليس فقط بمهاجمتها واتهامها بعدم الأمانة، بل بتجاهله أو تحريفه للحقائق حول الاقتصاد والجريمة وتحقيقات روسيا.

بعض الصحف، كـ"نيويورك تايمز"، قررت وصف بعض تصريحات ترامب بالكذب صراحة. بينما تبنت "وول ستريت جورنال" تغطية أكثر تحفظًا، مما أدى إلى احتجاجات داخلية من هيئة التحرير ضد رئيس التحرير جيري بيكر.

ليس هناك نقص في الاستراتيجيات الصحفية للتعامل مع إدارة ترامب. بعض المحللين يوصون بالتسامح، وآخرون يدعون إلى تجاهل استفزازات الرئيس، بينما تسعى مؤسسات أخرى للتحقق المضاعف من كل تصريح.

يقول نيك دوز، الصحفي السابق والعامل حاليًا في هيومن رايتس ووتش: "إن صناعة الأخبار تواجه تحديًا كبيرًا في التعامل مع إدارة سياسية معادية للصحافة". وأضاف: "ترامب يسعى لتقويض البنية التحتية التي تقوم عليها الديمقراطية، وهدفه الأساسي هو الإخضاع". واختتم بقوله: "إذا أصر الصحفيون على الحياد فقط، فإنهم سيتجنبون طرح الأسئلة الصعبة، وتسمية الأكاذيب بأسمائها".

رابط المقال الاصلي (الترجمة بتصرف):

http://www.nation.co.ke/news/world/Media-struggles-for-balance-in-covering-hostile-Trump/1068-3837480-format-xhtml-su7gclz/index.html

 

الخلاصة

يشير تقرير "الديلي نيشن" إلى التحديات التي تواجه الصحفيين الأمريكيين في تغطية خطاب ترامب، خاصة مع وصفه الإعلام بأنه "عدو الشعب". يبرز الصراع بين الحياد المهني والهجمات السياسية، حيث تتعامل بعض الصحف بعدوانية، بينما تسعى أخرى للحفاظ على الموضوعية. يرى الخبراء أن الإعلام يجب أن يوازن بين كشف الأكاذيب والحفاظ على المصداقية، وسط بيئة سياسية تسعى لتقويض دور الصحافة الديمقراطي.

Profile Picture

AkhbarMeter Team ()

سياسات التصحيح

يتيح فريق أخبار ميتر المساحة المناسبة لرد الأشخاص المعنيين والجمهور على المعلومات الواردة في عملية تقصي الحقائق بتصحيحها بشفافية كاملة. يمكن التواصل معنا عبر بريد الموقع الإلكتروني [email protected]. كما يتكفل الفريق بإجراء التصحيحات اللازمة حال التأكد من صحة المعلومات وقبولها في أسرع وقت ممكن. قدم من هنا

مزيد من المقالات

نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية