أخلاقيات الصورة الصحفية.. ما بين التزييف والحقيقة
"صورة واحدة بألف كلمة “من منا لم يسمع أو يقرأ هذه المقولة؟
قد تفعل صورة واحدة ما قد تعجز عنه عشرات المقالات، باعتبارها واحدة من أقوى أدوات الصحافة لتوصيل الرسالة والتأثير على الرأى العام. ولا ننسى صورة الطفلة الفيتنامية "كيم فوك"، وهى تهرول عارية على الطريق بعدما طالها وهج النيران جسدها عقب إلقاء قنابل النابالم المحرمة دوليا على قريتها في يونيو ١٩٧٢.
أثارت الصورة سخط الرأي العام وأدت إلى إنهاء الحرب الأمريكية على فيتنام في إبريل ١٩٧٥ أي بعد قرابة العشرين سنة.
صورة واحدة قد تؤدى إلى إنهاء حرب مشتعلة. لكن ما هى الإرشادات الأخلاقية التي يحتاجها المصور الصحفى قبل النزول إلى ميدان العمل وتغطيته الأحداث؟
ويقدم ديفيد بريور مؤسس موقع "media helping media" بعض الإرشادات الأخلاقية للمصورين الصحفيين، بناها استنادا على قيم تحريرية تتبناها معظم المؤسسات الإعلامية الدولية.
الدقة في التوثيق
- احتفظ بسجل دقيق يحتوي على كل البيانات الخاصة بالحدث المراد تغطيته مثل: الوقت والتاريخ والأماكن والظروف المحيطة بالحدث وتفاصيل كل الأطراف المشاركة فيه.
- لا تسعى وراء الصور الصادمة والمؤججة للمشاعر فقط، بل حاول أن تسعى لتغطية أسباب المحنة ومعاناة الضحية ضمن تغطيتك.
- لا تأخذ الحقيقة كما تقال لك، ولكن ابحث عن كل تفصيلة من مصدرين مختلفين.
- ضع في الحسبان أنه يوجد دائما أناس يريدون إظهار المشهد تبعا لأهوائهم الشخصية، ولذلك عليك القلق عندما يعرض أحدهم فرص لصور رائعة.
- تأكد أن ما تصوره يعكس الموقف الحقيقي بدقة وليس تشويهًا للواقع، من ناحية أخرى، لا تتجاهل أبدًا أن ما يحدث لمرة واحدة يمكن أن يكشف عن جانب من جوانب الإهمال أو الأذى الذي لم يلاحظه أحد حتى الآن.
- ليس عليك أن تكون ملما بالقصة الكاملة لما وراء الحدث، ولكن عليك أن تكون مدركا تماما لما تعرفه وما لا تعرفه.
- احرص على بناء شبكة علاقات موثوقة حتى تتمكن من التمييز بين ما هو حقيقي وما هو منسوج من الخيال.
- عليك أن تدرك الخط الفاصل بين التعديل والتلاعب في الصور، لا تقص أو تعدل أكثر مما تقتضيه الحاجة التقنية لعرض الصور فيؤدى ذلك على تشويهها.
- لا تقم بتهيئة المشهد لإبراز القصة، ولكن وظيفتك هي عمل تقرير من خلال الصور كما حدث بالفعل.
حياد التغطية
- كن حذرًا عند تغطية القصص التي تثير اهتمامك الشخصي، لأنه يمكن أن تفقد موضعيتك بسهولة وتضر أكثر مما قد تنفع.
- إذا كنت مهتما بتغطية حدث ما فأوضح ذلك في النص المصاحب لعملك.
- احرص على إظهار كل جوانب الحدث، لكى يتمكن المتلقي من الوصول الى استنتاج منطقي مبني على حقائق ومعلومات.
- يجب أن يكون دافعك الوحيد هو إظهار الحقيقة للرأي العام وتسليط الضوء على الأفعال المشينة.
- لكي تكون حياديا وموضوعيا، يجب أن تكون عادلا ودقيقا وليس لديك أحكام مسبقة.
- احرص على رؤية القصة من وجهات نظر مختلفة عن رؤيتك الخاصة، وإلا سيخرج العمل منحازا لوجهة نظر واحدة ومحدود القيمة.
- احرص على إظهار وجهات النظر العديدة من خلال عدسة كاميرتك، وكن مستعدا لإظهار تباين الآراء ليخرج عملك مكتملا
الذوق واللياقة
- لا تخف من التسبب في إثارة المشاكل إذا كان الحدث الذي تصوره يشغل الرأي العام.
- احرص على اختيار الصور القادرة على توضيح الحدث وتجنب الصور الصادمة، كي تبتعد عن تأجيج المشاعر أو الإثارة.
الخصوصية وحدودها
- احترم خصوصية الأفراد وخصوصا الضعفاء، لا يجب أن ينظر إليهم كدرجة في سلم الترقي الوظيفي.
- تأكد أن الأشخاص الذين يتم تصويرهم على دراية تامة بمكان ووقت وطريقة استخدام الصور، كذلك تأكد أنهم على علم أنه في حالة النشر سواء كان مطبوع أو مذاع أو عن طريق الإنترنت ستصبح صورهم متاحة للأبد.
- النزاهة
- لا تُعرض شخص للأهانة أو السخرية لأن هذا الشخص سيكون عليه العيش مع تداعيات تلك الصور بعد النشر.
- تذكر أنك تنقل الحقيقة للعامة، وليس لمجدك الشخصي أو تحسين صورتك.
- لا تُعرض أحدا للخطر أثناء التقاط الصور لتبدو بشكل أفضل، التقط الصورة على طبيعتها كما هي.
- لا تأخذ مقابلا على هيئة هدايا أو مجاملات أو نقود من أجل تغطية حدث ما بطريقة معينة أو تقديم صور لخدمة قضية ما.
للاطلاع على المقال إليك الرابط التالى:
