توفي والدها عندما كان عمرها 12 عاما، كسر براءة الأطفال عندها، وقتل أنوثتها مبكرا، وبالرغم من ذلك فإن وفاته، جعلها قوية، تتمسك بأن تستكمل مسيرة والدها في العمل، حتى لا تمد يدها لأحد، أو تنتظر العطف أو الشفقة من غير من كان سندا وعونا لها.
آنسة الخطيب، سيدة قنائية، ارتدت زي الرجال منذ صغرها، منذ كثيرات فعلن ذلك، ولعل من أبرزهن الحاجة صيصة سيدة الأقصر، حتى تعتمد على نفسها وتكسب قوت يومها، كاسرة التقاليد والعادات، ومتحدية للظروف البيئية في مجمتع قبلي، يسير على دستور يحكمه العادات والتقاليد.
تقيم آنسة، هنا في مركز قوص جنوبي محافظة قنا، توفي والدها والذي كان يعمل تاجر دقيق وسكر ، عندما كان عمرها 12 عاما، فقررت أن تستكمل مسيرته وتنتهج نهجه.
الأسطورة كما يطلق عليها الأهالي، ارتدت زي الرجال والجلباب والعمة الصعيدي، تتعامل مع الجميع وكأنها رجل ، توزع الدقيق والسكر، تقف شامخة لا تبالي، عزيمتها وإصرارها، جعلها قوية للغاية، تتعامل برجولة دون أن تستمع لانتقادات كانت في البداية، وتغلبت عليها بالصبر والرغبة الملحة في العمل.
وتتواجد الآنسة الخطيب، في محل عملها بشكل يومي، ويبلغ عمرها قرابة 70 عاما، رفضت الزواج من أحد، فضلت بعد وفاة والدها، استخراج رخصة تموين، حتى تستكمل مسيرته العملية، وتساعد أشقائها في تحمل مصاريف الحياة اليومية.
وتقول المعلمة آنسة، خلال حديثها لبوابة أخبار اليوم: "بعد ما أبويا مات حسيت ان الدنيا كلها وقفت قدامي، حسيت بحزن كبير كان سندي وعزوتي عشان كده حبيبت اكون زيه فلبست ملابس الرجالة واشتغلت شغلانته ولبست الجلابية عشان لو معملتش كده محدش كان هيوقف جنبي".
وتتابع: "الشغل مش عيب ولكن للي يقدره ويحافظ عليه ، اشتغلت كثير جزارة وبيع الخضار والفاكهة، وتاجرة تموين، عشان اساعد اخواتي اللي جوزتهم ووقفت جنبهم كأن ابويا عايش وبقدر أحل المشاكل عشان بيحترموني".
ويمكن مشاهدة فيديو لقائها بأخبار اليوم من هنا.
استعان المحرر بصورة المعلمة الآنسة الخطيب خلال لقائه معها، مما يمثل التزاما بحقوق الملكية الفكرية.
أرفق محرر أخبار اليوم فيديو لقائه بالمعلمة آنسة الخطيب ضمن المحتوى.