80عاما هى عمر الرجل قضى منها أكثر من نصف قرن بين جدران تلك المهنة القديمة، لم يتخلى عنها يوما، بل أصبحت مصدر رزقه الوحيد الذى اعتمد عليه، وحافظ عليها لأكثر من نصف قرن، فداخل محل صغير فى قنا يتواجد الرجل الثمانينى الذى أفنى عمره فى تلك المهنة اليدوية، ورغم التطور والحداثة إلا أنه احتفظ بشكلها القديم، وبالعمل اليدوى الذى أطلق عليه "جزماتى أو منقل" لتصليح الأحذية القديمة بشكل يدوى.
لا تمل من الحديث معه وتلقائيته النابعة من طيبة قلبه، التى تجبرك على استمرار حديثك لأطول وقت، فيسرد بشغف حكاية المهنة قديما وما وصلت إليه فى الوقت الحالى، وتأثير الآلة على عمله، وأيضا سعر الحذاء قديما وسعره اليوم وطريقة صناعة الحذاء، كما يحدثك عن الطعام وقتها الذى كان يأكله الحرفيين.
قال العم سعيد الخميمى إنه منذ نعومة أظافره فى عمر 5 سنوات وهو يتواجد مع صناع تلك المهنة فكان يعمل في مدينة قوص ثم تنقل للعمل بأماكن أخرى ورغم أن عمره الآن 80 عاما إلا أنه ما زال مستمرا فيها ولم يعمل في مهنة غيرها، حيث تعلمها على يد أقارب له وعلمها للعديد أيضا وأصبحت مصدر دخل لهم، كما أنه يتواجد فى محل قديم أجره منذ سنوات عديدة.
وأوضح سعيد "لفظ جزماتي أفضل من منقلاتي وهو موجود من أيام البشوات وكان منهم في قنا"، كما أن الأكلات التي كان يعتمد عليها الصناع الخبر من البتاو واللوحة".
وأضاف الخميمي، أنه يعمل على مدار اليوم داخل المحل الخاص به ويعتمد في التصليح على الخيط والمقص وشاكوش صغير، لافتا أن العمل اليدوى أفضل من الآلة فى تصليح الحذاء لأنه يعتمد على الدقة بدلا من السرعة، فيمكن أن يستغرق الحذاء ساعة عمل أو أكثر ويجب أن يراعى الصانع ضميره فى العمل، كما أن سعر الحذاء كاملا كان لا يتعدى 50 قرشا".
سعيد الخميمي الملقب بـ"جزماتي البشوات".