بتوقعات صادمة.. عالم الزلازل الهولندي ينشر خريطة «الرعب الحمراء»

الصورة المستخدمة بالخبر غير منسوبة المصدر وهو ما يُهدر حقوق الملكية لصاحبها

بالفعل نشر العالم الهولندي هذه التغريدات وتحققنا منها، سواء الخريطة الحمراء، سواء رأيه في الإبادة الجماعية الحادثة في غزة.

لكن قدّم المحرر المعلومات الواردة عن المصدر وهو في موضع انتقاد دائم من مختلف الأوساط العلمية، على أنها حقيقة وستقع بالفعل، ولم يشر إلى أنها توقعات أو تنبؤات، وحتى حين ذكر أن توقعاته تستند إلى حقائق علمية لم يوضح ما هي. 

أما بخصوص المعلومات الواردة على لسان الباحث الهولندي عن خريطة للمناطق الحمراء حول العالم، والتي يمكن أن تشهد زلازل كبيرة وبمنطقة الشرق الأوسط، ليس لها أساس من الصحة، إذ أكد علماء وباحثون كثر أكدوا استحالة توقع نشاط زلزالي بشكل دقيق، خصوصا أن تغريدة هذا الخبير، لم تعلن متى سيحدث الزلزال، واكتفى بالقول "عاجلا أم آجلا".

المراكز الجيولوجية تكذب أيّ إمكانية لتنبؤ مواعد الهزات الأرضية، وأقصى ما يمكن هو توقع لمدة لا تزيد عن دقيقة أو دقيقة ونصف، وهي تكنولوجيا باهظة الثمن، تُستخدم في اليابان.

هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية تتحدث عن عدم وجود إمكانية التنبؤ، وكل ما يمكن لعلماء الهيئة حاليا القيام به هو احتساب احتمال وقوع هزات أرضية في مكان ما بالعالم خلال سنوات معينة، ويؤكد أن أيّ حديث عن توقع دقيق كاذب، بحسب تقرير لـ"dw". 

وفي تصريح سابق للدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة لموقع DW ، فأن توقعات هونغربيتس ليست سوى "تنجيم"، مضيفا بأن الباحث الهولندي "لم يقدم أي أساس عملي يؤكد صحة توقعاته".

وأضاف "هونغربيتس يتحدث عن القمر والنجوم، لذا فكلامه لا يحمل أي مصداقية. إذا فالأمر ليس سوى توقعات".

الخلفية الخاصة برأيه في الأحداث الجارية في فلسطين ليس لها علاقة بتوقعاته بوقوع زلازل. وكان من الأولى تقديم شارح وافِ من متخصصين أو شرح ما هي الحقائق العلمية التي استند إليه الباحث الهولندي كما ذكر في فقرته الثانية، فضلًا عن أن المحرر ذكر أن توقعاته الأخيرة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي لكنه لم يشر إلى هذا ولم يوضح كيف أشعلها وما شكل التعليقات على توقعاته.

كذلك لم يوضح الأحداث الجارية في غزة والتي بدأت مع هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، في عملية أسمتها "طوفان الأقصى"، وما تبعها من رد للاحتلال وحصار غزة بالقصف المستمر والاجتياح البري، ومن ثم سقوط الكثير من القتلى والمصابين، وتدمير عدد كبير من المبانِ ومنها المستشفيات ودور العبادة، والتي استشهد على إثرها أكثر من 7800 شهيداً بحسب الجهاز المركزي للاحصاء في فلسطين.

المحرر قدم معلومات من مصدر مُثار حوله الجدل وكثير من العلماء كذبوا توقعاته، ورغم ذلك لم يؤكد أو ينفِ كلامه من مصدر آخر، وهو ما جعل تغطيته ناقصة، ومعلوماته مشكوك فيها.

تناول العنوان توقعات صادمة، ولم يحمل النص المكتوب أي توقعات لها علاقة بالصدمة، بل توقع زلازل اعتاده العالم الهولندي، ورأيه بالقضية الفلسطينية.