حلم تصنيع سيارة مصرية خالصة راود أجيالا عديدة، ويبدو أن هذا المشروع الذي بدأه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بات له أن يتحقق.
جاء ذلك بعدما كشف الفريق عبدالمنعم التراس، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، عن إنتاج سيارة مصرية الصنع قريبًا، حيث إنه عرض على الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال اجتماعهما أمس، عدة مشروعات مهمة من ضمنها سيارة مصرية الصنع بالإضافة إلى الطائرة الكهربائية.
بدأت فكرة تصنيع سيارة مصرية عام 1959، وذلك بالتزامن مع إنشاء شركة "النصر للسيارات"، والتي كانت في البداية تهدف إلى تجميع السيارات العالمية محليا.
بجانب عملية تجميع السيارات العالمية، كان هناك محاولات لتصنيع أول سيارة مصرية، وهو ما تحقق بتصنيع السيارة "رمسيس".
وكانت السيارة "رمسيس"، نموذجا معدلا عن السيارة الألمانية "برينز 4"، والتى كانت تنتجها شركة "NSU" الألمانية الغربية في ذلك الوقت، وتم الاعتماد على محرك من إنتاج الشركة الألمانية ضمن مكونات السيارة "رمسيس".
ولاقت السيارة "رمسيس" إقبالا شديدا من المواطنين، بسبب موجة تشجيع الصناعات الوطنية التي كانت سائدة في ذلك الوقت.
وكان ثمن السيارة 200 جنيه مصري، وهو ثمن لا يقارن مع السيارات الأخرى حينها.
كان إنتاج السيارة المصرية يعاني من بطء في النمو، حيث كان الإنتاج اليومي لا يتعدى 8 سيارات، كما عانت رمسيس من مشكلة رئيسية بسبب إطلاقها للمحرك "الرحوي" وما تبعه من مشكلات كبيرة على صعيد الاعتمادية وقصر عمره وصعوبة إصلاحه، ما أدى إلى استحواذ شركة "فولكس فاجن" عليها في النهاية بحلول عام 1969.
وفي منتصف الستينيات أبرمت شركة فيات الإيطالية الفرصة عقد شراكة معها لتجميع سيارات فيات في شركة النصر لصناعة السيارات، واشترطت الحكومة المصرية وضع رمز "نصر" على السيارات الإيطالية التي تم تجميعها في مصر بدلا من رمز شركة فيات، وتم إيقاف إنتاج "رمسيس"، بشكل نهائي في عام 1972.