«على» تحدى إعاقته الذهنية بـ«الخرز»: باحلم أشارك فى المعارض الدولية (فيتشر)

جلس منهمكاً فى ترتيب قطع الخرز الزجاجية، يُقرب الحبيبات الصغيرة من عينيه اللتين تغطيهما نظارة طبية، ليتأكد أنها متراصة بشكل صحيح، بمجرد الاقتراب من منتجاته التى تنوعت ما بين تحف منزلية وحافظات لعلب المناديل الورقية وميداليات وفوانيس بأشكال مختلفة، تجد أنك أمام شخص من ذوى الإعاقات الذهنية، يردد: «الحمد لله دى نعمة من عند ربنا، ربنا خد منى حاجات بس عوضنى بفن الخرز». فى معرض الحرف التراثية والتقليدية الذى ينظمه قصر ثقافة أسوان، على هامش الملتقى الدولى الثالث لتفاعل الثقافات الأفريقية، يتباهى على عبدالمتعال، بكارنيهين فى حوزته، أحدهما تابع لوزارة التضامن الاجتماعى مكتوباً عليه اسمه ونوع إعاقته، والآخر تابع لهيئة قصور الثقافة مكتوب عليه «فنان حرف يدوية»، ينظر فى وجوه الرواد وتنفرج أساريره بعلامات الثناء التى يراها على وجوههم، متمنياً أن يحقق الله حلمه فى السفر إلى المعارض التى تقيمها وزارة الثقافة خارج مصر: «كل الناس بتقول عليا فنان، طب ليه الفنان ده ما تهتمش الوزارة به وبشغله وتسفره عشان يمثل مصر بالخارج أنا طول الوقت بسمع إن فى مؤتمرات دولية بس نفسى الوزارة تساعدنى». أكثر ما يؤلم «على» هو أن قصر ثقافة أسوان لا يستدعيه إلا فى حال وجود وزراء فى المحافظة، حتى يظهر للجميع بأن المحافظة تهتم بذوى الاحتياجات الخاصة، بينما يتم تجاهله فى المعارض التجارية: «مفيش حد بيفتكرنى إلا لما يكون فى وزير جاى زى ما حصل فى الملتقى الدولى، لكن فى المؤتمرات اللى فيها لقمة عيش محدش بيفكر فيا».