"الحياة في مصر بقت صعبة وجزء من صعوبتها التعامل مع المصريين بشكل يومي لذلك قررنا الابتعاد عن الطبقة المتوسطة والفقيرة اللي هما سبب المشاكل بتاعتنا"، يعرف جروب على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" نفسه بهذه الكلمات، التي تبدو من الوهلة الأولى حملها لشتى معاني العنصرية، مهما حاولت فهمها بنوع من السخرية.
ثروتك كام؟ أحد الأسئلة المهمة التي يجب عليك الإجابة عليها للسماح بدخولك جروب "Rich people of Egypt" على موقع فيسبوك، وكما يبدو واضحا فإن كتابة أي من أرقام "الطبقة الفقيرة أو المتوسطة" لن يُسمح بدخولك "مجموعة الأغنياء"، لكن يمكنك تخمين أي مبلغ ضخم وكتابته، وبهذه الطريقة نجح محرر "القاهرة 24" في الدخول للمجموعة، التي تضم نحو 11 ألف عضو.
وبعد الدخول إلى "جروب الأغنياء" ستواجه مجموعة من المنشورات التي قد تغير وجهة نظرك فيما قرأته على بابه من كلمات عنصرية، وسيتبادر إلى ذهنك سؤال وحيد، هي دي مشاكل فعلا ولا الناس جاية تهزر؟ فهنا واحدة من الأعضاء تشتكي من "كارثة حصلت في مدرسة الولاد" فقد رأوا "واحد داخل قدامهم بسندوتشات فول وفلافل وهما مش فاهمين دي إيه"، وتخشى الأم من إصابتهم بـ"صدمة نفسية حضارية"، ثم تخبرنا أنها تفكر جديا في سحب ملف الأولاد من المدرسة "علشان التهريج دا".
أحد الأعضاء الآخرين نشر منشوره الأول للتو وقال إنه "محتاج 6 أفراد يدخلوا (معاه) جمعيه بـ70 مليون جنيه".
وحكى آخر عن مشكلة مع "مراته" وهي إنها "كل ما الكاوتش ينام ترمي العربية وتجيب واحدة جديدة، والمشكلة إن الجراجين اتملوا ومش عارف أرمي العربيات القديمة فين".
ومع تزايد أعداد الأعضاء، اقترح أحدهم فكرة جديدة "علشان نفهم حدود بعض"، قائلا: "كل واحد يحط ماركة عربيته كده علشان نفهم حدود بعض كويس علشان البيدج كده زحمت".
"القاهرة 24" حاول التواصل مع المسؤولين عن الجروب للاستفسار "دا بجد ولا بتهزرو؟" في محاولة لتفادي التخمين، وكان الرد على سؤالنا بإن "إحنا جروب إقطاعي ارستقراطي"، تحدث مسؤول الجروب ساخرا، قبل أن يتدارك: "إحنا عاملنها كهزار، والموضوع ترفيهي".
لكن لم يستبعد أحمد بحر، مؤسس المجموعة والمسؤول عن إدارتها، تعامل بعض أعضائها بنوع من الطبقية والعنصرية، قائلا: "فيه فئة فعلا بتفكر كده، الطبقية موجودة في كل مكان، في الشغل وفي الشارع وفي الحياة عموما".
وعن سؤالنا له عن الوقع السيئ للجملة التي تعرف المجموعة بها نفسها والتي تقول فيها إنهم “بيبعدوا عن الفقرا”، فيرد "بحر" بإن "إحنا شعب ابن نكتة، بنضحك حتى في مساوئنا"، وتظهر بيانات المجموعة أن نبذتها التعريفية تغيرت بعد فترة من إنشائها لتكون “أغنياء مصر فقط ممنوع دخول الطبقة المتوسطة والأقل منها”.
وبالعودة إلى منشورات الجروب، التي قد تجد فيها بعض السخرية، يسأل أحد الأعضاء: "هو ينفع أحشي الحمام فسدق وبندق وكاجو وعين جمل بدل الفريك؟"، بينما تطالب أخرى "اللي مبيلبسش من ستاربكس وH&M يطلع من الجروب بسرعة"، ومن المعروف أن "ستاربكس" سلسلة المقاهي العالمية الشهيرة وليست متجر ملابس.
لكن الأمر الذي قد ترى أنه لا يقبل السخرية أو "الهزار" هو طلب أحد الأعضاء "عايزين OLX للعبيد ياريت!!".
وتعلق عضوة أخرى على رسالة هاتفية أرفقتها مع المنشور مفادها رفع سعر الاشتراكات الجديدة بأندية وادي دجلة إلى 200 ألف جنيه، فتقول: "النادي بقى رخيص وبيئة أوي وهيلم".
ووفقا للمعلومات على الجروب بموقع الفيسبوك، فإنه أنشئ قبل عام تقريبا، ويضم من الأعضاء نحو 11 ألفا، لكن يبدوا أن كثيرا منهم كانت لديه فكرة مختلفة، فهذه إحدى العضوات تقول "كنت داخلة أشوف الأغنياء، طلعنا كلنا أوضة وصالة"، ويزيد آخر قائلا: "أنا كنت داخل الجروب بحسبه فيه أغنيا بجد، لقيت كل اللي فيه فقرا، إيه القرف دا".
من أين جاءت فكرة إنشاء الجروب؟ يجيب أحمد بحر، المسؤول عن إدراتها بأنها "كانت فكرة ميادة (المسؤولة الأخرى عن الجروب) وأنا.. والموضوع ترفيهي"، وفقا لحديثه معانا.