أول تعليق لـ"عمالقة الشرقية" بعد دخولهم موسوعة جينيس: "المسؤولين مش مقدرنا" (خاص)

"عاوزين نعيش زي الناس والمسؤولين مش معبرينا خالص".. عبارة مليئة بالأسى كانت هي الأولى التي ينطق بها الشاب محمد شحاتة عبدالجواد محمد، ابن محافظة الشرقية؛ بعد إعلان نجاحه بصورة رسمية، هو وشقيقته، في حصد الرقم القياسي العالمي لأعرض مدى ليد رجل على قيد الحياة بواقع 3.31 سنتيمتر عن يده اليسرى، فيما حصلت شقيقته "هدى" على تحقيق ذلك الرقم، على أربعة أرقام قياسية أخرى، وذلك بحسب موقع موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية العالمية.

وقال محمد المُلقب هو وشقيقته هدى بـ"عملاقي الشرقية"، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24"، اليوم الأربعاء، إن اختيارهما للدخول بصورة رسمية في موسوعة "جينيس" العالمية لم يُحقق لهما سوى شهادة تُؤكد ذلك فقط، قبل أن يُشدد ويُبرهن على سوء حالته وشقيقته، وكذا سوء حال نظرة، واهتمام المجتمع بهما.

وأوضح محمد شحاتة، أن كل ما يطلبه هو وشقيقته أن يتمتعا بحياة كريمة ومواصلات آدمية لمواجهة ما يتعرضان له من مضايقات العامة، قبل أن ينوه بأنهما حتى الآن لم يستفدا من عطف أي مسؤول منذ ظهور أزمتهما للنور قبل نحو ثلاث سنوات، حيث يُعاني وشقيقته من أمراض مُزمنة، فضلًا عن عدم وجود مسكن أو مصدر دخل، بالإضافة إلى عدم وجود أية وسيلة تُمكنهما من الانتقال بحرية.

وعن كواليس دخوله وشقيقته موسوعة "جينيس" العالمية، قال الشاب ابن عزبة "الشيخ حسانين" التابعة لقرية "الجمالية" بمركز ومدينة الحسينية بمحافظة الشرقية، إن الصور التي عرضتها الموسوعة العالمية، اليوم الأربعاء، تم التقاطها له وشقيقته قبل نحو شهر مضى، منوهًا بأنه تسلم الشهادة وأُعلن بصورة رسمية عن تحقيقه وتسجيله هو وشقيقته لأرقام قياسية عدة، قبل أن يؤكد على أن كل ما يأمله وشقيقته أن يصل صوتهما للمسؤولين ويتم الاستجابة لمطالبهما المشروعة بأن يتمتعا بحياة آدمية كريمة وتكون لهما وسيلة نقل آمنة ومسكن آمن ومصدر دخل يغنيهما عن سؤال الناس.

وفي وقتٍ سابق من اليوم الأربعاء، أعلن الموقع الرسمي لموسوعة جينيس العالمية، الاستعانة باستشارة الدكتور خالد عمارة، أستاذ جراحة إطالة العظام وإصلاح التشوهات بكلية طب عين شمس، بالإضافة إلى أعضاء فريقه الطبي من أخصائيي جراحة العظام وهما الدكتور محمد شوبكي، والدكتور محمد نور، بحثاً عن قياس دقيق لأطراف هذه العائلة المصرية من العمالقة، في إشارة إلى "محمد" وشقيقته "هدى".

وبحسب الموقع الرمسي للموسوعة العالمية، فقد حصلت "هدى" 29 عامًا، على ثلاثة أرقام قياسية، وهي: أكبر يد لامرأة على قيد الحياة بطول 3.24 سنتيمتر ليدها اليسرى، وأكبر قدم لامرأة على قيد الحياة بطول 33.1 سنتيمتر في قدمها اليمنى، وأوسع مدى لذراعي امرأة على قيد الحياة بـ 236.3 سنتيمتر، فيما استطاع الأخ الأكبر لها "محمد" 34 عامًا، تحقيق رقمين قياسيين، وهما: أوسع مدى لذراعي رجل على قيد الحياة بـ 250.3 سنتيمتر، وأعرض مدى ليد رجل على قيد الحياة بـ 3.31 سنتيمتر عن يده اليسرى.

ويُعاني الشقيقين محمد وهدى من خلل في الغدة النخامية، ما يؤثر على نموهما ووزنهما وضغط الدم وغيرها من المشاكل الصحية، حيث تحدثت هدى عن طفولتها حتى سن الثانية عشر عندما بدأ طولها يفوق نظيراتها داخل الفصل الدراسي، وبسبب قامتها الفارعة تخلت هدى عن إتمام دراستها ولكنها اليوم فخورة باعتراف جينيس للأرقام القياسية بما حصلت عليه من أرقام عالمية تجعلها من النساء الأكثر تميزًا حول العالم، فيما لم يتخلى محمد عن فرصته في إتمام التعليم، حيث استطاع الحصول على شهادة في القراءات من الأزهر ولكنه لم يحظ بفرصة عمل حتى ضمن نسبة الـ5% المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة.

ووفقًا للموقع الرسمي لموسوعة جينيس العالمية، فإن محمد أو هدى لا يستطيعان الدخول من الأبواب المعتادة ولا ركوب السيارات العادية، أما مجرد المشي في الشارع فيعد مغامرة كبيرة حيث تلاحقهما الأنظار، ويلتقط لهم المارة صورا عن طريق الهواتف المحمولة، والبعض يخاف منهما والبعض الآخر لا يصدق ما تراه عيناه، وعادة لا يحتاج محمد لتبديل إضاءة منزله لأكثر من أن يمد بعضًا من يده إلى الأعلى، كما أنه بحاجة ليكون حذراً عند دخول غرفته حتى لا يصطدم بمروحة السقف، فيما يقوم ترزي المنطقة، بتفصيل جلباب محمد وفستان هدى يعود الأخان كل عام لإجراء عمليات إطالة في أطراف هذه الملابس لتتلاءم مع طولهما الجديد.