داخل مقابر «جبل مريم» بمحافظة الإسماعيلية، ساد الحزن وعم صوت العويل المكان، حزنًا على طفل لقى مصرعه غرقًا، وبينما كان ذويه على وشك دفنه في المقبرة الخاصة بهم، وعند لحظة فتحها، إذ بطفل آخر حديث الولادة يظهر في التراب وهو حي، ليدب الخوف في قلوب الجميع، متسائلين هل هو إنس أم جن؟ قبل أن يبادر أحدهم ويشجع نفسه وينتشله من التراب ليتبين أنه رضيع ما زال في عمره بقية، وسرعان ما أخذوه للمستشفى للاطمئنان على حالته الصحية، ليُعرف بعد ذلك بـ«طفل المقبرة».
وبعد الاطمئنان على صحة الطفل، وأنه لا يعاني من أي مرض، ولم يتأثر بالوقت الذي قضاه وحيدًا بين الأموات؛ تم تحرير محضر بالواقعة بمركز شرطة الإسماعيلية، وإيداعه إحدى دور الرعاية، لكن يبقا السؤال حول سيناريو نجاة الطفل وبقائه حيا داخل المقبرة، وكيف خرج معافًا من وسط التراب؟
طبيب أطفال: حديثي الولادة لا يرون.. ويجب إرضاع طفل المقبرة سريعا
وللإجابة على هذا السؤال، قال الدكتور علي بيومي، استشاري طب الأطفال، إن بقاء طفل المقبرة على قيد الحياة رغم دفنه، هو معجزة وإرادة إلهية من الله سبحانه وتعالى، لأنه طبيًا لا يُعقل أن يحدث ذلك دون حتى أن يتأذى الطفل.
وأضاف «بيومي» لـ«الوطن»، أنه من الطبيعي إذا بقى الطفل لمدة تتراوح من 3 ساعات إلى 6 ساعات بحد أقصى دون طعام فمن المفترض أن يُتوفى في الحال، لأن ذلك يسبب انخفاضا رهيبا في مستوى السكر بالجسم، وهو ما لا يتحمله طفل حديث الولادة.
وأشار استشاري طب الأطفال، إلى أنه يجب إرضاع الطفل كل 3 ساعات، وما حدث مع طفل المقبرة له تفسير واحد، وهو أن من وضعه بالأسفل تركه في مدة تتراوح من 3 إلى 6 ساعات، قبل فتح المقبرة عليه مرة أخرى، ولعب السكر دور كبير في بقائه حيًا على الرغم من عدم رضاعته تلك المدة.
وعن تأثر الطفل بالظلام في الترب، أكد الطبيب أن الأطفال حديثي الولادة لا يرون شيئًا من حولهم، فقط يتعاملون من خلال حاستي السمع والشم لمعرفة ما يدور حولهم، ولكن الظلام من عدمه لن يؤثر عليه، سوى بعد مرور نحو شهر ونصف على ميلاده، كما أن من المحتمل أن يكون الطفل قد نام في التراب وهو لا يدري شيئًَا.
وأضاف الطبيب، أن التعامل الأمثل في مثل تلك الحالة، حينما يصل المستشفى، هو أن يحصل على رضعة بشكل فوري، حتى تعيد نسبة السكر في جسده إلى طبيعتها، وتعمل أجهزة جسمه بشكل عادي، وتعويض ما فقده خلال ساعات جوعه.
لمشاهدة الفيديو برجاء الإطلاع على الموقع الأصلي: