صحيفة الأهرام
94%
نسبة التقييم

"مصائب قوم عند قوم فوائد".. كورونا ينعش سوق الكمامات الطبية في مصر.. والأسعار تقفز 600% | صور

"مصائب قوم عند قوم فوائد".. كورونا ينعش سوق الكمامات الطبية في مصر.. والأسعار تقفز 600% | صور
ربما تكون مقولة "مصائب قوم عند قوم فوائد"، صحيحة في بعض الأحيان، ففي ظل تفشي فيروس كورونا عالميا، والذي تسبب في وفاة أكثر من ثلاث آلاف شخص، وإصابة أكثر من 80026 شخصا حتى الآن، بحسب أحدث البيانات الصادرة من منظمة الصحة العالمية ، انتعش سوق الكمامات الواقية الطبية، وزادت مبيعات محال بيع الكمامات في مصر بعد ركود دام لمدة 11 عاما، إثر انتشار مخاوف لدى الأفراد من العدوى بهذا الفيروس القاتل.

وقبل ساعات أعلنت وزارة الصحة المصرية منظمة الصحة العالمية  تسجيل حالة ثانية مصابة بفيروس كورونا المستجد في مصر  لشخص أجنبي، وبدأت في اتخاذ التدابير اللازمة ووضعه تحت الملاحظة الطبية من خلال الحجر الصحي بمرسي بمطروح وبحسب منظمة الصحة العالمية  فإن الفيروس سيزور كل الدول مهما كانت قوتها.

ومع مخاوف انتشار فيروس كورونا المستجد في مصر، وارتفاع الإقبال على الكمامات الواقية، لم يتوان البعض في استغلال هذا الوضع لتحقيق أرباح خرافية، فقد قفزت أسعار الكمامات والقفازات الطبية أكثر من 600% مع ارتفاع الطلب عليها، حيث وصل ثمن علبة الكمامات من 20 جنيها إلى 150 جنيها، بحسب ما كشفته جولة "بوابة الأهرام" في سوق المستلزمات الطبية بشارع القصر العيني.

الإقبال على الكمامات

وكشف عدد من التجار لـ "بوابة الأهرام"، أن الإقبال على شراء الكمامات من قبل المصريين والصينيين زاد خلال الفترة الأخيرة بنسبة قاربت الـ90%، مقارنة بالفترة التي سبقت انتشار الفيروس، وشركات السياحة والطيران والمدارس الخاصة هي أكثر الجهات شراء للكمامات خلال الأيام الماضية.

يقول محمد علي بائع مستلزمات طبية بمنطقة القصر العيني ل "بوابة الأهرام"، إن إقبال المواطنين على شراء الكمامات في زيادة مستمرة بسبب مخاوف انتشار فيروس كورونا، والكمامات تعتبر خط الدفاع الأول لمنع نقل الفيروسات من المصابين حتى بنزلات البرد العادية، أو الأنفلونزا الموسمية، مضيفا: "السوق واقف بقاله سنين وفي مصانع قفلت، العدد دلوقتي محدود وطبيعي الأسعار تزيد علشان الإقبال كبير".

أسعار الكمامات
وعن أسعار الكمامات ، يؤكد محمود أحمد تاجر، أن الكمامة كان سعرها بسيطا في متناول الجميع، ومع تفشي مرض كورونا عالميا زاد الإقبال على شراء الكمامات، مما أدى إلى زيادة سعرها حوالي عشرة أضعاف، فالماسك القماش استخدم مرة واحدة كان يتم بيع العلبة من 10 إلى 15 جنيها، حاليا وصل سعرها من 110 حتى 180 جنيها بسبب الطلب الكبير ، فكان يتم طرحها بـ 10 جنيهات ، زادت  إلى 140 و170 جنيها.

وتابع قائلا: "أن هناك 3 أنواع بالسوق المصرية من الكمامات، الأولى يسمى "n 95" بفلتر داخلي وخارجي كان سعرها بـ 8 جنيهات وأصبحت بـ 40 جنيه حاليا، والثاني يسمى الماسك الكب العادي، وكان سعره بـ جنيه ونصف وأًصبحت بأربع جنيهات، وهناك الكمامة القماش البيضاء ذات الأربطة الخلفية، وهي الأكثر استخداما في السوق، كانت تباع بجنيه، ولكنها ارتفعت مع ارتفاع أسعار الكمامات ووصل إلى أربعة جنيهات الآن.

جشع التجار

فيما يؤكد "محمد يوسف"، بائع مستلزمات طبية بشارع القصر العيني، أن شركات السياحة الخاصة ومراكز التجميل والعديد من شركات الاستثمار والمدارس الخاصة، أكثر الجهات إقبالا على شراء الكمامات خاصة مع بداية التحدث في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، موضحا أن الشركات تتعاقد على كميات كبيرة خوفا من حدوث أزمة أو عدم توافرها خلال الأيام القادمة.

ومن جانبه يوضح أشرف السيد، أن بعض تجار المستلزمات الطبية في السوق يستغلون قلق المواطنين من فيروس كورونا وإقبالهم الكبير على شراء الكمامات، ويرفعون الأسعار أضعاف مضاعفة، منوها أن سوق الكمامات كان نائم والمكسب كان منخفضا جدا منذ سنوات، وفيروس كورونا أعاد الروح مرة أخرى في السوق والصيدليات لخوف المواطنين من الإصابة بالفيروسات المميتة.

ومع إعلان الصين، المصدر الأكبر للكمامات، حاجتها للاستيراد، تثور العديد من التساؤلات، من ينتج الكمامات الطبية في مصر، وكيف أثر ظهور الفيروس على تجارة الكمامات في مصر، وهل المصانع المصرية تغطي احتياجات الأسواق حال انتشار الفيروس، وماذا عن استغلال التجار إقبال المواطنين على الكمامات لرفع الأسعار.

ركود سوق الكمامات
بعد 11 عاما من الركود، شهد سوق الكمامات انتعاشة كبيرة لم يشهدها منذ القضاء على أنفلونزا الخنازير في مصر، حسب محمد إسماعيل عبده رئيس شعبة المستلزمات الطبية بالغرفة التجارية بالقاهرة، الذي أكد أن هناك 4 مصانع فقط في مصر متخصصة في صناعة الكمامات ، تنتج حوالي 500 ألف كمامة شهريا أي أكثر من 12 مليون قطعة سنويا، وأي إنتاج آخر فهو من تحت مصانع "بير السلم"، وهي كمامات غير أمنة نهائيا وتسبب الإصابة بالحساسية والعديد من الأمراض الأخرى.

ويوضح رئيس شعبة المستلزمات الطبية ، أن الصين هي الدولة الأولى في تصنيع وإنتاج الكمامات وتمد العالم بأكمله بالكمامات ولديها 80% من الخامات المصنعة للكمامات وخلافها، وبعد تفشي فيروس كورونا تم وقف التصدير للعالم، لأن الصين في حاجة للاستيراد فهي تحتاج حوالي مليار ونصف مليار يوميا، وهناك ثلاث دول فقط تصنع الخامات ولكنها لا تصدر لأي دولة، ورفعت الأسعار من 200 يورو إلى 800 يورو.

شركات بير السلم
ويؤكد أن أسعار الكمامات لازالت مستقرة رغم زيادة الطلب وثمنها الحقيقي لا يتعدى 75 و100 قرش للكمامة، محذرا من زيادة الطلب على الكمامات والذي قد تسبب في إنتاجها عبر شركات بير السلم لتحقيق مزيد من الأرباح واستغلال الموقف، منوها أننا ليس لدينا خامات، والإنتاج يكفي احتياجاتنا التي تذهب ل وزارة الصحة والمستشفيات والتأمين الصحي، وهناك اجتماع يوم الآثنين المقبل لمحاربة مصانع بير السلم، وسوف يتم اتخاذ إجراءات صارمة مع كل من يستغل الأوضاع التي تواجه الدولة لكي يتربحوا بأرباح خرافية.

أنواع الكمامات
وعن أنواع الكمامات، يقول رئيس شعبة المستلزمات الطبية ، أن هناك 3 أنواع من الكمامات، الكمامة العادية وهي المتاحة في الأسواق حاليا وعبارة عن طبقتين أو 3 من القماش بها ثقوب تسمح بدخول الهواء والتنفس وتتساوى مع مثيلتها المستوردة والذي يستخدم في غرف العمليات و المستشفيات الحكومية ، والنوع الثاني أمريكي صنع محكم الحماية وتقبل على شرائه المستشفيات الخاصة الكبرى، أما النوع الثالث يستخدم في الحرائق كثيفة الأدخنة ومن يعمل بالمعامل ويتعرض للأبخرة المباشرة، وهذه الأنواع باهظة الثمن ويتجاوز سعرها ال1000 جنيه.

هل الكمامة تمنع الإصابة؟
يجيب محمد عبده، على هذا السؤال مؤكدا أن الكمامة لا تقي من خطر فيروس كورونا، لأن بها ثقوبا تسمح للتنفس مما يسهل الإصابة بالفيروس، ناصحا المواطنين بالحفاظ على النظافة الشخصية والعمل على زيادة مناعتهم، والبعد عن أماكن الإصابة أهم من وضع الكمامة التي لاتقي من الإصابة بالمرض إلا بنسبة ضئيلة، وعند لمس أي شئ مكان شخص آخر يجب غسل اليد فورا لمدة 20 ثانية.

145 مليون كمامة للصين
ومن جانبه يؤكد الدكتور على عوف رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن الصين طالبت مصر بتخصيص 145 مليون كمامة من خلال خط إنتاج أحد مصانع المستلزمات الطبية في مصر بعد أزمة فيروس كورونا وارتفاع معدلات ارتداء الكمامات، موضحا أن مصر تنتج سنويا ما يقارب 60 مليون كمامة وتستورد من الصين قبل الأزمة ثلاث أضعاف الإنتاج المحلي لكي تكفي حاجة الاستهلاك بنحو 180 مليون كمامة.

وعن ارتفاع أسعار الكمامات يوضح رئيس شعبة الأدوية ، أن أسعار الكمامات شهدت ارتفاع ملحوظ بعد أزمة فيروس كورونا، والتي تنقسم إلى نوعين، الكمامات العادية التي تحمي من دخول الأتربة والرياح إلى الجهاز التنفسي، وارتفع سعرها من جنيه واحد إلى 2.5 جنيه للواحدة، والنوع الثاني تسمى كمامات "n 95"، وهي المسئولة عن منع دخول الفيروسات إلى الجهاز التنفسي وارتفعت أسعارها بصورة كبيرة من 10 إلى 20 جنيهات.

ويتابع رئيس شعبة الأدوية ، أن هناك مخزونا كافيا من الكمامات في السوق المحلي لحين البحث عن بديل لدولة الصين لتعويض الأسواق بالكميات المطلوبة، ومن هذه الدول فيتنام والهند وأندونيسيا وكوريا، لافتا إلى أنه لن يسمح لاستغلال التجار إقبال المواطنين على الكمامات لرفع الأسعار.






تعليق المقيم
المحررة استعرضت في تقريرها، انتعاش سوق الكمامات الواقية الطبية، في مصر بعد ركود دام لمدة 11 عاما، إثر انتشار مخاوف لدى الأفراد من العدوى بفيروس كورونا، ولكن الموقع لم يوثق مصدر الصور.
تعليق الصحفي
No Comment
التقييم المفصل
هل نسب المحرر الصور إلى مصادرها؟
لم ينسب الصور لمصدرها
الصور بدون مصدر محدد
هل ذكر المحرر مصادر المعلومات الواردة بالمحتوى؟
ذكر مصدر المعلومات
تم نقل النص من صحيفة الأهرام 2020-03-02 18:53:05 تصفح أصل المحتوى
أبرز الأخطاء
صورة بدون مصدر
حقوق الإنسان
جيد
100%
المصداقية
جيد
100%
الاحترافية
صورة بدون مصدر
50%
نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية