تمكن الشاب إبراهيم صلاح، من تصميم تمثال ضخم للقط الفرعوني المعروف باسم "باستت" إله الوداعة والحنان والمرح والمحبة عند المصريين القدماء، بقطع الخردة خاصة صواميل والتروس القديمة بارتفاع نحو 6 أمتار ووزن يصل إلى نصف طن من الحديد.
على مدار 30 يومًا استمر "صلاح" في العمل لأكثر من 9 ساعات يوميًا من أجل تجميع وتشكيل تمثاله الجديد في رقم قياسي حيث كان مقررًا أن يستغرق تصنيعه 4 أشهر ما بين جمع في قطع الخردة المناسبة ولحام وضبط مقاسات، موضحًا أنه اختار "القط الفرعوني" بحجم كبير لمكانته الكبيرة في الحضارة المصرية وعدم وجوده إلا بالحجم الصغير داخل المعابد والمتاحف، وحتى يجمع ما بين الفن الفرعوني الذي يمثل الماضي وفن تدوير الخردة الذي يمثل الحاضر.
عشق إبراهيم للفن والنحت منذ طفولته، هداه إلى العمل في نحت الجداريات والشلالات الصناعية، وبدأ في تطوير نفسه بالدراسة الحرة في كلية الفنون الجميلة بالزمالك إلا أن لم يتمكن من استكمال دراستها بسبب التكاليف المادية، ليتجه إلى متابعة كبار الفنانين في خارج مصر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبدأ في محاولة استغلال الأدوات القديمة في إعادة التدوير، وبدأ مع تدوير مواسير السباكة لينتج أول أباجورة من ماسورة قديمة ثم الشطرنج بالصواميل الحديدية، وأخيرًا تمثال القط الفرعوني.
وطالب إبراهيم المسئولين في وزارة الآثار ومحافظة الجيزة بتنبي تمثاله الجديد بوضعه في مكان يليق به سواء في الميادين العامة أو غيرها من الأماكن المميزة لأنه فن مميز وصديق للبيئة.
في السياق ذاته أوضح أحمد حسين، صديق إبراهيم صلاح، أن جمع قطع الخردة الخاصة بالتمثال كانت من ضمن الصعوبات التي واجهتهم في تصميمه كون التمثال يعتمد على قطع محددة وليست متوافرة بكثرة.
وأوضح أنهما استأجرا مكانا للتوعية البيئية وإعادة تدوير الخردة والأشياء القديمة، من محافظة الجيزة على إحدى جانبي ترعة المريوطية بمنطقة الهرم، وبدأ مع صديقه في تطوير الأفكار وتوصلا لتصميم تمثال القط الفرعوني حتى يتزامن مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يقع بالقرب من مقرهم.