التزييف العميق.. نشأته وكيفية اكتشافه وفوائده
امتد التزييف وتغيير الحقائق إلى مستوى الصور ومقاطع الفيديو، وليس المعلومات والحقائق فحسب. المبشر أن التقنيين ابتكروا طرقا وأدوات للكشف عن التزييف والتحقق من مصداقية المواد المصورة تلك. وأصبح من السهل على الجمهور العادي قبل المدققين استخدام تلك الأدوات والتأكد من صحة المادة المعروضة أمامهم.
ولكن مع ظهور التزييف العميق Deep Fake، أصبح من الصعب حتى على المدققين التأكد من صحة الفيديوهات، لأنها تعتمد على استبدال لقطات ومقاطع داخل الفيديو بأخرى مزيفة لدرجة يصعب على أدوات التحقق البسيطة كشفها.
خاصية مرتبطة بالفيديوهات ومقاطع الصوت
يرتبط التزييف العميق بمقاطع الفيديو أو ملفات صوتية، بحيث يتم التلاعب بها لتكون أقرب إلى الحقيقة. ويعد رجال السياسة والشخصيات العامة والمشاهير الأكثر عرضة لتلك الفيديوهات، لتوافر صورًا لهم وفيديوهات على الإنترنت.
بداية ظهور التزييف العميق
يُعتقد أن خاصية التزييف العميق بدأت في 2017. بعد نشر عدة مقاطع إباحية على موقع Reddit عبر حساب اسمه Deepfakes. وكانت تلك المقاطع تخص عدة مشاهير من النساء وهم جال جادوت وتايلور سويفت وسكارليت جوهانسون وآخرين، حيث تم وضع وجوههن في تلك المقاطع.
ويعتمد التزييف العميق على الذكاء الاصطناعي، حيث إنه يقوم بربط الوجه المزيف ومطابقته مع الوجه المراد تزييفه، وذلك من خلال التعلم "العميق" لأبعاد الوجه ومحاولة مطابقة حركاته الأصلية بما يراد تزييفه.
في البداية كان التزييف العميق، يقتصر على محرري الفيديو المحترفين، ولكن مع تطور الأدوات والتكنولوجيا، أصبح من الممكن للجميع عمل تلك الفيديوهات، بل أن هناك تطبيقات على الهواتف المحمولة تقوم بمبادلة وجهك مع وجوه المشاهير أو شخصيات الكارتون وغيرهم.
كيفية اكتشاف التزييف العميق
هناك عدة طرق تمكنك من اكتشاف التزييف العميق بدون أدوات، وذلك من خلال حركة الشفاه مع الكلام في الفيديو، أو لون البشرة، أو حواف الوجه، وأيضًا بعض التفاصيل الدقيقة مثل الإضاءات غير المتسقة.
في البداية كانت هناك ملاحظة في الفيديوهات التي تم التلاعب بها بخاصية التزييف العميق، وهي اختلاف إضاءة الوجوه، ودرجة لمعانها. لكن مع بداية 2018 تم التحايل لمواجهة تلك المشكلة بإدخال تقنيات تعالج الإضاءة والوميض الخاص بالوجه.
ينصح كذلك عند الشك في صحة صورة أو مقطع فيديو ما بزيارة المواقع الرسمية للمؤسسات التابع لها الأشخاص أو حساباتهم الرسمية، للتأكد من نشر تلك الصور والفيديوهات بالصيغة ذاتها عليها.
أمثلة من فيديوهات التزييف العميق
فيديو لباراك أوباما الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية، والذي يقول فيه "إننا ندخل حقبة يمكن لأعدائنا أن يجعلوا الأمر يبدو كما لو أن أي شخص يقول أي شيء في أي وقت". ثم يستمر الفيديو لأوباما بالهجوم على الرئيس السابق دونالد ترامب. ولكن هذا الفيديو غير صحيح، حيث قدم المخرج والممثل والكاتب الحائز جائزة الأوسكار جوردان بيل الصوت.
في هذا الفيديو تأخذ تقنية التزييف العميق الممثل الأمريكي توم كروز من فيلمه رجل المطر Rain Man وتضعه داخل فيلم الرجل الحديدي Iron Man.
قامت شركة الإعلانات Canny بعمل هذا التزييف العميق للرئيس التنفيذي لشركة Facebook Mark Zuckerberg باستخدام تقنية CannyAI لاستبدال حوار الفيديو (VDR). لقد انتشر على نطاق واسع وتصدر عناوين الصحف.
إيجابيات التزييف العميق
قد يعتقد البعض أن تأثير التزييف العميق يقف عند الجانب السلبي، وهو التشهير أو التزييف أو إيصال معلومات خاطئة، ولكن لا ننكر أن هناك تأثير إيجابي وهو أن الجمهور سوف يضع في حسبانه دائمًا احتمالية تزييف الفيديو الذي يشاهدونه، مما يدفعهم إلى التحقق من صحته أو تزييفه. وهو تأثير فبركة الصور والمعلومات ذاته، والذي ساعد الجمهور على التحقق من الصور والمعلومات التي يتلقونها، وعدم الاكتفاء بدورهم كمتلقي للمعلومات دون البحث في مصداقية ما يتلقونه.
المصادر:
26 deepfakes that will freak you out
