محمد سعد شحاته
في اليوم العالمي للاحتفال باللغة العربية، الموافق الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام، يحق لنا أن نسأل عن سر العداء الشديد الذي نُكِنُّه للغتنا. نعم! مع الأسف الشديد! نحن نُكِنُّ للغتنا العربية: لغتنا القومية، عداءً وكرهًا شديدين؛ فما السر وراء ذلك؟! ولم نقول إننا نُكِنُّ عداءً للغتنا القومية؟!
تكشف لنا الشواهد بعض المظاهر التي تجعل القول بـوجود حالة عنف ضد اللغة العربية، أمرًا واقعًا. لا نستثني منه بلدًا من البلاد التي تجمعها هذه اللغة تحت مظلة العالم العربي، من المحيط الأطلسي غربًا إلى الخليج العربي شرقًا. للدرجة التي لا يمكن لنا معها أن نهرب من هذا الواقع بدفن رءوسنا في سخام اللغات الأجنبية الأخرى والرطانة بها، أو الثرثرة بالعاميات المحلية، مثلما لا يمكننا أن نحتمي منه بالقول إنها لغة خالدة ضمن الله عز وجل لها الخلود والبقاء من اللحظة التي شرفها بأن جعلها لغة القرآن الكريم.
وحتى لا يكون الكلام مرسلا بلا ضوابط؛ تعالوا ننظر في مجتمعنا المصري بوصفه حالة من حالات التعامل العدواني على هذه اللغة: بدءًا بلافتات المحال التجارية والشركات الكبرى التي تضع اسمها بلغة أجنبية ولا تهتم بوضع المقابل العربي، ومرورًا بالمقالات المنشورة في الصحف والمواقع الإخبارية المتنوعة، والكتب المنشورة، وليس انتهاء بالمحتوى التعليمي المُقدَّم للتلاميذ والطلاب في المراحل التعليمية المختلفة.
في بلاد العالم المختلفة، التي تمثل فيها اللغة جزءًا أساسيًّا من هوية البلاد وقوميتها، لا أحد يعتدي على لغته بمثل ما نعتدي نحن على لغتنا به. من أقصى شرق الدنيا: اليابان والصين، إلى أقصى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، إلا عندنا نحن أبناء هذه اللغة المغدورة! وكأن بنيها والناطقين بها يتعاونون في تنفيذ مخطط غير معلن للعدوان عليها والاستهانة بها وتحقيرها. ولتتأكد من ذلك؛ افتح معي - الآن - أي موقع إخباري، واقرأ خبرًا أو تغطية ما لتكتشف الأخطاء! استمع إلى نشرة الأخبار الرسمية لتكتشف الأخطاء! افتح أي صفحة من كتاب، قد مر بتدقيق لغوي خلال مراحل طباعته لتكتشف الأخطاء! افتح كتابًا مدرسيًّا لتكتشف الأخطاء! فمتى نقدم فكرًا واضحًا بلغة منضبطة واضحة سليمة خالية من الأخطاء؟!
لا نتكلم عن مستوى جمال المطبوع أو المقروء أو المسموع؛ فهذا شأن آخر، لكن نتكلم عن الدرجة الدنيا: الدرجة الأولى من مستوى مراعاة الصواب والخطأ، لتكون المادة المقروءة مفهومة واضحة بلا لبس! حتى هذا لانجده! أفلا يحق لنا أن نقول بأننا نعامل لغتنا – هذه – بعدوان وكره؟!
تصنيفات الموضوعات
دينا إبراهيم (المديرة التنفيذية)
تمتلك مديرة المرصد خبرة متميزة في الصحافة تتجاوز 17 عامًا، إلى جانب أكثر من سبع سنوات في مجال الر...
تمتلك مديرة المرصد خبرة متميزة في الصحافة تتجاوز 17 عامًا، إلى جانب أكثر من سبع سنوات في مجال الرصد الإعلامي والتحقق من المعلومات، مما أكسبها مهارات استثنائية في هذا القطاع. حاصلة على درجة الماجستير في قيادة الاتصالات الرقمية من جامعتي بروسيلز الحرة وسالزبورج، وتواصل حاليًا دراساتها في مجال علوم البيانات، مدفوعةً بشغفها لتعزيز إمكانياتها في خدمة صناعة الإعلام. من أبرز إنجازاتها المساهمة في تطوير منهجيتي تقييم المحتوى الإعلامي المكتوب والتحقق من المعلومات وتأسيس قسم التحقق من المعلومات. نالت تقديرًا دوليًا، حيث حصلت، ممثلة عن الفريق، على المركز الثاني في تحدي الابتكار الشبابي حول الديمقراطية والحكم في إفريقيا، وفازت بتحدي الابتكار في مجال الإعلام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي نظمته الشبكة العربية الرقمية.
تشرف مديرة المرصد على جميع أنشطته وتضع خطط التطوير بالتعاون مع مسؤولي الأقسام واختيار فريق العمل، كما تتولى التنسيق بينهم وتحديد السياسة التحريرية للمرصد، وتكون المرجع في حال حدوث أي خلافات تحريرية أو تقييمية.
يتيح فريق أخبار ميتر المساحة المناسبة لرد الأشخاص المعنيين والجمهور على المعلومات الواردة في عملية تقصي الحقائق بتصحيحها بشفافية كاملة. يمكن التواصل معنا عبر بريد الموقع الإلكتروني [email protected]. كما يتكفل الفريق بإجراء التصحيحات اللازمة حال التأكد من صحة المعلومات وقبولها في أسرع وقت ممكن.
هل لديك تصحيح أو معلومة غائبة ترغب بإضافتها؟ 📱 تواصل معانا