تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو يظهر فيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، يغادر اجتماعًا، خلال إلقاء أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، كلمته، أمام عدد من ملوك ورؤساء الدول.
وادّعى مستخدمو تلك المواقع، أن الفيديو يرجع إلى مغادرة أمير قطر، لقمة القاهرة للسلام، التي عقدت أمس بالعاصمة الإدارية الجديدة، بمشاركة عدد من القادة على المستويين الإقليمي والدولي، بهدف بحث الأوضاع التي تزداد تطورًا في غزة.
وبالبحث تبين أن أمير قطر غادر قمة القاهرة للسلام بالفعل قبل الجلسة الختامية، إلا أن الفيديو المتداول، الذي يظهر فيه الأمير وهو يغادر القاهرة، فيديو قديم، يرجع إلى مغادرته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في تونس قبل أربع سنوات.
شملت بعض المنشورات على فيسبوك وإكس (تويتر سابقا)، تفسيرات مختلفة لسبب المغادرة، منها أن أمير قطر غادر بسبب وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية، المقاومة الفلسطينية بالعصابات الإرهابية، وهو ما لم يثبت صحته بالبحث.
كما شملت التفسيرات أيضًا، ادّعاء أن الأمير غادر بسبب تعمد تأخير كلمته لتكون بعد شخصيات هامشية، وهو ما نفاه جابر الحرمي، رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية، مؤكدًا: "الشيخ تميم بن حمد، لم يكن له كلمة مبرمجة في قمة السلام بالقاهرة، كما أن قطر ليست الدولة الوحيدة التي لم تتحدث في الجلسة الافتتاحية بالقمة، فهناك دول أخرى حضرت على مستوى رئيس دولة ولكن لم يكن لها كلمة"، لافتًا إلى أن العُرف عادة أن الدول هي التي تطلب كلمات، وفي حال قطر فإنها لم تطلب ذلك.
شملت الادعاءات، الإشارة إلى أن الأمير غادر بسبب وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية، للمقاومة الفلسطينية بالعصابات الإرهابية، وهو ما لم يثبت كلمته بالبحث، والرجوع إلى نص كلمة أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والتي لم يتم خلالها وصف المقاومة الفلسطينية بذلك، وإنما جاء في نصها؛ "ينبغي العمل على مسارين بالتوازي وهما؛ اولاً التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار ووضع حد للقصف الوحشي الاسرائيلي ضد أهالي القطاع من المدنيين، وثانياً؛ فتح ممر آمن على نحو عاجل لإيصال المساعدات الإنسانية للسكان في قطاع غزة بالكامل مع تأمين استمرار إمدادات الغذاء والدواء والمياه والطاقة إلى أهل القطاع".
وبالرجوع إلى كلمات المشاركين في القمة، ثبت تركيز ممثلي الدول الأجنبية على هجوم حماس في السابع من أكتوبر الجاري، في مقابل تركيز ممثلي الدول العربية على الهجوم العنيف من قبل إسرائيل على المدنيين دون وضع أي اعتبارات إنسانية.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي "إن مصر تدين، بوضوح كامل، استهداف أو قتل أو ترويع كل المدنيين المسالمين، وتعبر عن دهشتها البالغة من أن يقف العالم متفرجًا على أزمة إنسانية كارثية يتعرض لها مليونان ونصف المليون إنسان فلسطيني في قطاع غزة".
كما قال الملك عبدالله الثاني، في كلمته، "إن حملة القصف العنيفة الدائرة في غزة في هذه الأثناء هي حملة شرسة ومرفوضة على مختلف المستويات. وهي وانتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني، ومع ذلك، كلما تزداد وحشية الأحداث، يبدو أن اهتمام العالم يقل شيئا فشيئا".
وبدورها قالت السفيرة بيث جونز، القائمة بأعمال السفير المؤقت للولايات المتحدة لدى مصر، "أطلقت حماس في السابع من أكتوبر العنان للشر المطلق على إسرائيل والمدنيين وقُتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل. وقد حذر الرئيس بايدن إسرائيل من أن يعميها الغضب. كما يجب أن تصل المساعدة بشكل عاجل إلى المحتاجين".
كما شملت كلمة شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، التأكيد على إدانة حماس، حيث قال: "إننا ندين بشدة الهجوم الإرهابي الخسيس الذي تشنه حماس على إسرائيل وشعبها، وندعو إلى إطلاق سراح الرهائن بشكل فوري وغير مشروط. كما نؤكد أهمية حماية المدنيين وحماية البنية التحتية المدنية دائماً وفي كل مكان وزمان، كما نؤكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، حيث يجب ممارسة هذا الحق في الدفاع عن النفس بما يتماشى مع القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي".
وأشار بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدًا X (تويتر سابقًا)، في تفسيراتهم لسبب مغادرة أمير قطر لقمة القاهرة للسلام، أن مرافقة المهندس محمود عصمت، وزير قطاع الأعمال العام المصري، يعد تقليل من أهمية الأمير أو عدم التزام بالبروتوكول، إلا أنه بالبحث تبين أن البروتوكول الدبلوماسي ينص على أهمية توديع الملوك والرؤساء بشكل لائق، مع تقديم كافة التسهيلات اللازمة، دون اشتراط أن يكون رئيس الدولة أو شخصية معينة ترافقهم حتى مغادرتهم الفعلية للبلاد، وذلك بحسب دليل البروتوكول والمراسم للبرلمانيين والدبلوماسيين، الذي نشره معهد البحرين للتنمية السياسية.
وإلى جانب التفسيرات والادعاءات السابقة، تداول بعض المستخدمين أن الأمير غادر بسبب وفاة عمته، وهو ما لم يتم التأكد من صحته أو الوصول إلى معلومة محددة بشأنه رغم البحث.
وفي إطار متصل، كان الديوان الأميري في دولة قطر قد أعلن مغادرة الأمير، مصر، بعد مشاركته في قمة القاهرة للسلام، دون ذكر أي أسباب أو تفاصيل.
وبدورها نفت رئاسة الجمهورية المصرية، من خلال تصريحات تلفزيونية للمستشار أحمد فهمي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، وجود أي مشاكل أدت إلى مغادرة الأمير، مضيفًا أن السبب يرجع إلى بعض الارتباطات والترتيبات، وتابع: "لا يوجد أي شىء على الإطلاق".
يذكر أن قمة القاهرة للسلام عقدت يوم السبت الماضي، في العاصمة الإدارية الجديدة، بهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية في فلسطين، وضمان التدفق الكامل والآمن، والسريع والمستدام، للمساعدات الإنسانية لأهل غزة، إلى جانب التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار، بحسب ما أوضحه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة.
وشهدت القمة مشاركة إقليمية ودولية واسعة، حيث شاركت كلا من؛ قطر، إسبانيا، سكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليونان، قبرص، فلسطين، تركيا، البرازيل، الإمارات، البحرين، الصين، أمريكا، السعودية، المغرب، الكويت، جنوب أفريقيا، العراق، النرويج، إيطاليا، روسيا، بريطانيا والمجلس الأوروبي.
مصادر الادعاء:
مصادر التحقق: