لم يكن في حساباتها أن تنقلب حياتها رأسًا على عقب بعد عامين فقط من ولادتها.. الطفلة التي عاشت حياة طبيعية منذ الولادة تكبر رويدا رويدا أمام أعين أبويها.. لم تكن تنتظر هذا اليوم الذي غيّر حياتها وحرمها من طفولتها الطبيعية، كانت تحبو على يديها وقدميها للخروج إلى أول ضوء شمس، لكنه حمل لها أنباء سيئة لم تكن الطفلة تدركها، أشعة الشمس كانت قاسية على بشرة الفتاة التي تعاني من مرض نادر لا يتسق مع الشمس، ومنذ هذا اليوم بدأت رحلة سلمى مع مرض أطفال القمر النادر.
في ساحل طهطا بمحافظة سوهاج تعيش سلمى حمادة ابراهيم ذات التسع سنوات.. انفصلت عن منزل والديها لتستقر مع جدتها بدرية وحدهما بالمنزل، ظلت تذهب صباح كل يوم الي مدرستها لكن مرضها الذي شوّه وجهها كان سببا في تعرضها للتنمر من قبل زملائها بالمدرسة، فتارة ينفرون منها وتارة يسخرون منها، لم تجد الطفلة المسكينة أمامها سوى الرد عليهم بجملة واحدة : "الله يسامحكم".
سلمى البريئة ذات الأحلام الوردية، منعها مرضها من طفولتها، حرمها من اللعب واللهو برفقة أصدقائها في الشارع، هربت من ضوء النهار القاسي إلى الليل، تتخفى عن أشعة الشمس كأنما يطاردها هذا النور إلى الظلام، أشعة الشمس لم ترحم وجه الفتاة التي تأكل وجهها بسبب إصابتها بحساسية ضد الشمس وهو مرض نادر معروف باسم طفل القمر.
5 عمليات جراحية أجرتها سلمى، فقد احتار الاطباء في تشخيص حالتها بشكل دقيق فخضعت لعمليات ترقيع الأنف وصنفرة للوجه واليدين من خلال الاستعانة بأجزاء من جلد جسمها لترقيع الوجه.
ببسمة تملأ وجهها وأمل منبعث في عينيها بالشفاء تروي سلمى لصدى البلد:” كنت بروح المدرسة لكن زمايلي بيقرفوا يقعدوا جنبي وبيتريقوا عليا مبقتش اروح كتير، لكن اخواتي بيعاملونى كويس ونفسهم أخف وبابا وماما يساعدوني في المذاكرة”.
الجدة بدرية تحمل على عاتقها مرض حفيدتها سلمى فأخذتها تعيش معها بمنزلها بعيدا عن اشقائها لتقدم لها كل ما لديها من مشاعر الحب والحنية، تساعدها سلمي في أعمال المنزل والمطبخ فتحاول ان تتعايش بشكل طبيعي في منزل جدتها.
والدة سلمى تحملت مرضها لمدة 7 سنوات منذ أن أصيبت بمرضها بعد عامين فقط من ولادتها، فلم تترك طبيبا بسوهاج الا وطرقت بابه، لكن كل المحاولات باءت بالفشل حتى العمليات الجراحية للترقيع لم تنجح، وينتظر والداها استجابة المسئولين لـ استغاثتهم لمعالجتها من مرضها النادر الذي يكاد يقضي على حياتها بالكامل.
https://youtu.be/F_wx1FaKWzQ