يأتي المساء مصحوبا بانخفاض درجات الحرارة في ظل التغيرات المناخية التي تشهدها البلاد بمناسبة اقتراب فصل الشتاء، ولكن على صعيد آخر وبينما يقبع الكثيرين داخل منازلهم، يبقى المشردين من الأطفال وكبار السن بالشوارع لا مكان يؤويهم أو يوفر لهم رعاية مناسبة، فنجد الأطفال المشردون إما باعة جائلين يحملون المناديل الورقية أو يتسولون لطلب الأموال من المواطنين.
مع انخفاض درجات الحرارة..
وقالت سمية الألفي، الخبيرة في مجال حقوق الطفل، إن الطقس السيئ قد يفضي إلى وفاة الأطفال أحيانا علاوة على إصابتهم بمشاكل نفسية ناتجة عن الشعور بالتجاهل عوضا عن الأمراض التنفسية، التي يكونوا عرضة لها، مما قد يؤدي إلى تفشي وانتشار العدوى ويهدد صحتهم على صعيد آخر، ولفتت إلى أن ضرورة اهتمام المجتمع المدني والحكومة بحل أزمة المشردين بتوفير أماكن خاصة بهم، لاسيما أن هناك الكثير من الأسر المشردة التي لا تقيم إلا داخل عشش خاصة بهم فقط.
وأشادت "الألفي" بمبادرة العديد من الجمعيات الأهلية التي تساعد المشردين من خلال توفير البطاطين التي تمكنهم من تحمل تلك الأيام الصعبة، مؤكدة على أهمية مساعدة الدولة متمثلة في وزارة التضامن الاجتماعي لتلك الجمعية، لافتة إلى أنه كان قد تم تخصيص مبلغ 500 مليون جنيه لتطوير العشوائيات ورعاية الأطفال المشردين، وبالرغم من هذا فهناك الكثير من المشردين مازالوا بالشوارع، الأمر الذي يحتاج إلى تدخل الدولة.
مع انخفاض درجات الحرارة..
وتابعت عبلة البدري، مديرة قرية الأمل للتأهيل النفسي وحماية أطفال الشوارع، أن فصل الشتاء يزيد من خطورة أوضاع أطفال الشوارع ويزيد من صعوبة الظروف التي يمرون بها، مشيرة إلى أنه من أخطر ما يوجد في ظاهرة أطفال الشوارع أنه يمكن استغلالهم في الصراع السياسي مثل تنظيم المظاهرات وغيرها من الأمور السلبية التي يمكن أن تضر المجتمع دون وعي منهم أو إدراك لخطورة الوضع، مشيرة إلى أنه لا يوجد إحصائيات مؤكدة عن نسبة أطفال الشوارع داخل المجتمع المصري على الرغم من قيام وزارة التضامن بمسح على مختلف أنحاء الجمهورية، إلا أنه لم يوفر حصر شامل لانتشارهم في مختلف الأرجاء.
وأشار إلى أن معاناة أطفال الشوارع لا تنحصر في قلة الطعام والشراب فهو ينشأ فاقد الثقة في مجتمعه بسبب عدم الاهتمام الذي يلقاه من قبل المجتمع، متابعا أن أكثر الأطفال المعرضين لخطورة فقدان الثقة في المجتمع هم من دون 12 عاما، لذلك فإنه يجب التركيز عليهم وعلى البرامج الموجهة إليهم.
مع انخفاض درجات الحرارة..
وأوضح رياض أبو زيد، مسئول من الأمم المتحدة عن ملف أطفال الشوارع في مصر، أن الأطفال تقل نسبة وجودهم في الشوارع خلال فصل الشتاء لأنهم يبحثون عن ملجأ يحميهم من برودة الجو ويكثر وجودهم في كثير من الأحياء داخل تجمعات مثل شارع الهرم والمهندسين مثل ميدان مصطفى محمود ووسط القاهرة وميدان التحرير وحلوان والمعادي ومصر القديمة، حيث يعانون من غياب الحس الاجتماعي وربما الاستغلال الجنسي والاجتماعي.