مصر الثالثة عالميًا فى الولادة القيصرية.. بيزنس شق البطون (ريبورتاج)

ظاهرة جديدة انتشرت فى المجتمع مؤخرًا جعلت منظمة الصحة العالمية تطلق التحذيرات، بعد أن احتلت مصر المركز الثالث عالميًا فى الولادة القيصرية، وبلغ عدد الولادات القيصرية نحو مليون و375 ألف حالة سنوياً، لتصل فاتورة بيزنس الولادات القيصرية فى مصر لـ14 ملياراً و525 مليون جنيه سنوياً، الغريب فى الأمر هو تحول القيصرية إلى موضة بين السيدات فى الطبقات الراقية خوفًا من آلام الولادة الطبيعية، الأمر الذى استغله الأطباء فتحولت الولادة القيصرية إلى بيزنس يغزو المستشفيات الخاصة. تشير بيانات وزارة الصحة إلى أن 60٪ من الولادات الأولى للسيدات تم قيصريًا والولادة الثانية والثالثة تتم قيصريًا بنسبة 52٪ بمعنى أن أكثر تعرض للولادة القيصرية يحدث فى الولادة الأولى للسيدة قيصرية، ويعد أعلى معدل للولادات القيصرية موجود فى محافظات الوجه البحرى بنسبة 60٫3٪ خاصة فى حضر الوجه البحرى بنسبة 70٪ يليها المحافظات الحضرية بنسبة 62٪ وأقل معدل فى ريف الوجه القبلى 35٫9٪ بينما فى المحافظات الحدودية 41٪، كما يعد أعلى معدلات الولادات القيصرية بين المتعلمات، فكلما زادت درجة التعليم زادت نسبة الولادة بالقيصرية فتصل بين المتعلمين إلى 58٫5٪ والأميين 37٪. عدد الولادات الطبيعية بلغ وفقًا للمسح الصحى مليون و225 ألف ولادة، بينما عدد الولادات القيصرية بلغ مليوناً و375 ألف حالة سنوياً. كشف المسح الصحى الصادر عن وزارة الصحة والسكان عن ارتفاع فاتورة بيزنس الولادات القيصرية فى مصر لـ14 ملياراً و525 مليون جنيه، فى مقابل الولادات الطبيعية التى بلغت فاتورتها 3 مليارات و675 مليون جنيه، وفى تصريح لنائب وزير الصحة والسكان الدكتور طارق توفيق أكد أن حوالى مليون و375 ألف ولادة قيصرية تتم سنويًا فى القطاعين الحكومى والخاص بنسبة 77٫6٪ من إجمالى العدد بواسطة القطاع الخاص، كما أن الولادة فى القطاع الخاص تزيد احتمال التعرض للقيصرية بمرة ونصف المرة عن الولادة فى القطاع الحكومى. كشف صندوق الأمم المتحدة للسكان فى دراسة عن وضع الولادات القيصرية فى مصر أن هناك زيادة مطردة فى عدد الولادات القيصرية منذ عام 2005، إلا أن الزيادة الأكبر حدثت بين عامى 2008 و2014 حيث تضاعف المعدل تقريبًا من 26٫7٪ إلى 51٫8٪ على التوالى، كما تزداد احتمالات الولادة القيصرية بين السيدات الأكثر ثراء إلا أن ما يزيد على ثلث السيدات من الشريحة الأكثر ثراء، وما يزيد على ثلث السيدات من الشريحة الأكثر فقراً. من جانبه، أكد الدكتور عز شهدى، استشارى أمراض النساء والتوليد ومدير عام الشئون الطبية بهيئة النقل العام سابقاً، أن هناك ارتفاعاً فى معدلات الولادات القيصرية فى السنوات الأخيرة، ويرجع هذا إلى أسباب تتعلق بالمريضة، كوجود ضيق فى الحوض ووضع الجنين الذى يفرض نوع الولادة، والبعض يرفضن الولادة الطبيعية ويفضلن القيصرية لكونها أسهل ولا تسبب آلاماً مثل الولادة الطبيعية، كما أن هناك ظاهرة الطفل المهم، وهو الطفل المنتظر قدومه بعد طول انتظار كطفل الأنابيب على سبيل المثال، وولادة التوائم وفى تلك الحالات ينصح الأطباء بالولادة القيصرية. ويقول: الملفت للنظر خلال السنوات الماضية هو إقبال الطبقات الراقية على القيصرية واعتبارها موضة العصر وللاحتفاظ بجمال الجسم وعدم تعرضه للترهلات، بينما يفضل محدودو الدخل والطبقات الفقيرة الولادة الطبيعية، لكونها أقل تكلفة، وأغلب الأطباء يمنحون المريضة الفرصة للولادة الطبيعية، أما إذا حدثت مضاعفات، فلن يكون هناك خيار سوى القيصرية، كما أن هناك أطباء يلجأون إليها لكونها مربحة، ولا تحتاج سوى نصف ساعة فى غرفة العمليات، وتتفاوت أسعار الولادة القيصرية من مكان لآخر ومن مستشفى لآخر، حيث تتراوح أسعارها فى المستشفيات الخاصة من 15 ألفاً حتى 40 ألف جنيه حسب المستوى. ويؤكد «شهدى» أن القيصرية تعد مثل أى عملية وأى تدخل جراحى له مضاعفات ومخاطر، فالمريضة إذا كانت بحالة جيدة تسمح لها بالولادة الطبيعية فلا مانع من ذلك، لكن كل حالة تختلف عن الأخرى.