بينما كان السكون يعم أرجاء قاعة محكمة جنايات المنصورة، أثناء جلسة محاكمة «ك.» المتهم بقتل نجل خالته، دخلت سيدة خمسينية ترتدي ملابس سوداء، ظلت تتابع سير الجلسة في هدوء تام، ومع ظهور المتهم خارج القفص لم تتمالك دموعها، وتحول هدوئها لانهيار، إذ طلبت من القاضي احتضان القاتل، ليظن في البداية أنها والدته، لكن المفاجأة التي أدهشت الجميع أنها والدة المجني عليه.
السيدة احتضنت قاتل نجلها وطلبت التنازل عن حق ابنها. مشهد درامي شهدته محكمة جنايات المنصورة، بعدما ارتمت السيدة في أحضان قاتل نجلها، ليرتفع صوتهما بالبكاء، فهي لا تصدق أن نجل شقيقتها الذي تربى على يديها من صغره بعد وفاة والدته، قتل فلذة كبدها وصديقه المقرب.
لم يتوقف المشهد عن هذا الحد، بل طلبت السيدة من قاضي المحكمة التنازل عن الحق المدني وتخفيف الحكم على المتهم، الأمر الذي أثار دهشة الجميع، فكيف لأم أن تتنازل عن حق ابنها لصالح قاتله؟.
أجرت جريدة «المصري اليوم» لقاءً مع والدة المجني لمعرفة تفاصيل تنازلها عن القضية، حيث أكدت أن خلافا بسيطا نشب بين نجلها المجني عليه ويدعى «ح. م. ف. ا.»، سايس، ونجل شقيقتها «محمد»، 37 سنة، وشهرته «ك.»، سايس، بسبب اختفاء مفتاح سيارة داخل الجراج محل عملهما، وتحول إلى مشاجرة، وتعدى عليه بمشرط طبي وأصابه بقطع في الرقبة أودى بحياته.
وأضافت الأم، أن نجل شقيقتها لم يكن يقصد قتل إبنها، خاصة وأنهما كانا صديقين مقربين لبعضهما، كما أنها تولت تربية القاتل وأخوته بعد وفاة والدتهما، ويعتبرها أمه ويناديها بـ«ماما».
وأوضحت أن الضحية والقاتل كانا لا يفترقان أبدًا وعلاقتهما وطيدة، ولم تصدق عند سماعها الخبر، مؤكدة أن المتهم ظل حاضنًا جثمان ابنها بعدما قتله، ويصرخ بأنه لم يقصد ما فعله.
وأشارت إلى أنها حضرت لمحكمة الجنايات وطلبت من القاضي احتضان نجل شقيقتها، لأنها تعتبره ابنها الثاني، وتربى على يدها، وبمجرد ما احتضنته انهارا الإثنين في البكاء، وطلب منها مسامحته على فعلته.
واستكملت قائلة: «دا ابني والتاني ابني، واحد راح مني ومش هسيب التاني يروح، أنا مسمحاه وزوجي مسامحه، علشان دا ابننا ومتأكدين إنه ميقصدش».
وأكدت أنها طلبت من القاضي التنازل عن الحق المدني ضد المتهم، في محاولة لتخفيف الحكم عليه، وتم تأجيل جلسة المحاكمة.
وتعود أحداث الواقعة لـ3/1/2024، بعدما تلقى مدير أمن الدقهلية إخطارًا من مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ لمأمور قسم شرطة ثان المنصورة، بمصرع سايس سيارات ذبحًا على يد نجل خالته، داخل جراج بمنطقة شارع المديرية بالمنصورة.
وانتقل ضباط وحدة مباحث القسم لمكان البلاغ، وبالفحص تبين أن مشاجرة نشبت بين «محمد ح.ع.ال.»، 37 سنة وشهرته «ك.»، مقيم بشارع المصرف بعزبة الشال بالمنصورة، وله كارت معلومات، ونجل خالته المجني عليه «ح. م. ف. ا.»، ومقيم بشارع سيدي يونس، بسبب خلاف على ركنة وغسل سيارة، واستل الأول سلاحًا أبيضًا، وأصابه بجرح قطعي بالرقبة وتركه غارقًا في دمائه وفر هاربا، وجرى ضبطه، وتم إحالته للمحاكمة الجنائية.
أعاد فريق أخبار ميتر كتابة اسم المجني عليه بالأحرف الأولي.
استعانت محررة الخبر بصورة لسيدة من جلسة محاكمة متهم بجريمة قتل بمدينة المنصورة، دون الإشارة إلى المصدر ما يعد انتهاكا لحقوق الملكية الفكرية لأصحابها.
لم توضح محررة الخبر كيف علمت بتفاصيل ما حدث داخل جلسة محكمة جنايات المنصورة، بدخول والدة المجني عليه لجلسة المحاكمة واحتضانها المتهم، إن كانت حضرت لجلسة المحاكمة، أم تابعت مقطع فيديو نشرته منصة Egypt Telegraph على موقع يوتيوب. بغض النظر عن طريقة حصولها على المعلومات، عليها توضيحها في الخبر لتوثيق المعلومات.
وصفت محررة الخبر احتضان سيدة لنجل شقيقتها المتهم بقتل نجلها، خلال جلسة محاكمته بمشهد درامي، كما وصفت الوضع داخل قاعة المحكمة، دون نسب المعلومات إلى مصدر ما يعد خلطا بين التعليق الخبري والتعليق الشخصي.