بالنسبة للأشخاص الذين يتابعون العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، فإن البطيخ ليس مجرد فاكهة. في الأسابيع الأخيرة، كان المتظاهرون يحملون البطيخ في الشوارع، ويوزعون قطعًا من الفاكهة على المتظاهرين، أو يرسمون صور البطيخ على وجوههم.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر الرموز التعبيرية للبطيخ في أسماء المستخدمين وتحت المنشورات حول الصراع في غزة.
ولكن ماذا يعني البطيخ في هذا السياق، ولماذا أصبح رمزًا بارزًا للمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين تكرهه إسرائيل؟
في الواقع، ظلت الفاكهة في الأيقونية الفلسطينية لعقود من الزمن، وغالبًا ما تُستخدم كبديل للعلم الفلسطيني، لأنه عند قطعها، تعرض الفاكهة ألوان العلم وهي؛ الأحمر والأبيض والأسود والأخضر، وهي أيضًا فاكهة شعبية يزرعها الفلسطينيون محليًا.
هناك سبب عملي ثانٍ لاستخدام البطيخ، إذ تم حظر أو تقييد عرض العلم الفلسطيني في كثير من الأحيان. وواجه العلم الأحمر والأخضر والأبيض والأسود جدلًا لعقود من الزمن، ما جعل رموزًا غير ضارة، مثل البطيخ، جذابة بشكل خاص للناشطين، بحسب «واشنطن بوست».
وحظرت إسرائيل العلم في مواقف معينة في الماضي، وهناك جهود من قبل بعض السياسيين الإسرائيليين للقيام بذلك رسميًا مرة أخرى. ومن الناحية العملية اليوم، فإن العلم محظور فعليًا، لأنه من الممكن مصادرته، ويمكن أن يعاقب رفعه بموجب قوانين السلامة العامة الإسرائيلية.
يخدم رمز البطيخ أيضًا غرضًا خاصًا لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يلجأ مؤيدو القضية الفلسطينية إلى الكلمات الرمزية والرموز والتهجئة الخاصة، بحجة أنها ضرورية لتجنب قمع شركات التكنولوجيا لمنشوراتهم.
وفي عام 2021، تمت إزالة الملايين من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدة للفلسطينيين بشكل غير صحيح بواسطة Facebook وTwitter.
وفي أوروبا، وقع العلم الفلسطيني أيضاً في شرك نقاش حاد. وفي برلين، مُنحت المدارس الإذن بحظر خرائط إسرائيل بألوان العلم الفلسطيني، بينما في المملكة المتحدة الشهر الماضي، اقترح وزير الداخلية في ذلك الوقت أن عرض العلم في المظاهرات قد يكون جريمة جنائية، على الرغم من أن لندن تحظر استخدام ألوان العلم الفلسطيني. وأوضحت شرطة العاصمة أن «رفع العلم الفلسطيني لا يشكل وحده جريمة جنائية».
البطيخ
إن استخدام البطيخ كرمز فلسطيني ليس جديدا، وظهرت لأول مرة بعد حرب الأيام الستة عام 1967، عندما سيطرت إسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة، وضمت القدس الشرقية. وفي ذلك الوقت، جعلت الحكومة الإسرائيلية عرض العلم الفلسطيني علنًا بمثابة جريمة جنائية في غزة والضفة الغربية.
للتحايل على الحظر، بدأ الفلسطينيون في استخدام البطيخ لأنه عند تقطيعه، تحمل الفاكهة الألوان الوطنية للعلم الفلسطيني – الأحمر والأسود والأبيض والأخضر.
لم تقم الحكومة الإسرائيلية باتخاذ إجراءات صارمة ضد العلم فحسب. قال الفنان سليمان منصور لصحيفة «ذا ناشيونال» في عام 2021، إن المسؤولين الإسرائيليين أغلقوا في عام 1980 معرضًا في غاليري 79 في رام الله يضم أعماله وآخرين، بما في ذلك نبيل عناني وعصام بدرل.
وأضاف: «أخبرونا أن رسم العلم الفلسطيني ممنوع، ولكن الألوان ممنوعة أيضًا»، فقال عصام: «ماذا لو صنعت زهرة حمراء وخضراء وسوداء وبيضاء؟ فأجابه الضابط بغضب: ستتم مصادرتها». وقال منصور للمنفذ: «حتى لو رسمت بطيخة فسوف تتم مصادرتها».
رفعت إسرائيل الحظر على العلم الفلسطيني في عام 1993، كجزء من اتفاقيات أوسلو، والتي استلزمت الاعتراف المتبادل من قبل إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية وكانت أول اتفاقيات رسمية لمحاولة حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود. تم قبول العلم باعتباره يمثل السلطة الفلسطينية، التي ستدير غزة والضفة الغربية.
وفي أعقاب الاتفاقيات، أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى دور البطيخ كرمز احتياطي أثناء حظر العلم.
في عام 2007، بعد الانتفاضة الثانية مباشرة، أنشأ الفنان خالد حوراني «قصة البطيخ» لكتاب بعنوان «الأطلس الذاتي لفلسطين». وفي عام 2013، قام بعزل طبعة واحدة وأطلق عليها اسم ألوان العلم الفلسطيني، والتي شاهدها الناس في جميع أنحاء العالم منذ ذلك الحين.
عاد استخدام البطيخ كرمز إلى الظهور مرة أخرى في عام 2021، بعد حكم محكمة إسرائيلية يقضي بطرد العائلات الفلسطينية المقيمة في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية من منازلها لإفساح المجال أمام المستوطنين.
وفي يناير، منح وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن جفير، الشرطة سلطة مصادرة الأعلام الفلسطينية. وأعقب ذلك في وقت لاحق تصويت في يونيو على مشروع قانون يمنع الناس من عرض العلم في المؤسسات التي تمولها الدولة، بما في ذلك الجامعات. (تمت الموافقة على مشروع القانون بشكل مبدئي، لكن الحكومة انهارت في وقت لاحق).
وفي يونيو، أطلقت منظمة ززيم، وهي منظمة مجتمعية عربية إسرائيلية، حملة للاحتجاج على الاعتقالات ومصادرة الأعلام التي تلت ذلك، وتم لصق صور البطيخ على 16 سيارة أجرة تعمل في تل أبيب، مع النص المصاحب لها، «هذا ليس العلم الفلسطيني»، بحسب «Time».
أشار المحرر أن المعلومات المذكورة حول علاقة البطيخ بالقضية الفلسطينية مُقتبس من washingtonpost و time.
استخدم المحرر صورة لمتظاهر يحمل لافتة دون ذكر مصدرها، وهو ما يُعد إهداراً لحقوق الملكية الفكرية لصاحبها.
ذكر المحرر أنه اعتمد على وسائل صحفية أجنبية مثل washingtonpost و time، في الحصول على المعلومات المذكورة في الخبر بشأن ثمرة البطيخ وعلاقتها بالقضية الفلسطينية والمقاومة.