December 14, 2017 |
| Reviewed by: Dina Aboelmaaref
حالة من الصمت تكسوها ملامح الحزن، تستطيع بالعين المجردة أن تراها، فور اقتراب خطواتك من تقسيم مكة بمنطقة اسبيكو في مدينة السلام.. النساء تتشح بالسواد والرجال يقفون عاجزين حتى عن إخراج صرخة من صدورهم تعبر عن حجم الكارثة التي ألمت بهم، عقب مصرع "زينة شباب المنطقة" كما وصفوه، ووالده الذي لم يحتمل سماع خبر وفاة نجله الأكبر أسفل عجلات شاب "مخمور"، أثناء عودته من عمله في شارع التسعين بالتجمع الخامس، فتوقف قلبه عن النبض وتوفى في وقتها لتخرج جنازة لنعشيين أحدهما للأب والثاني فيه الابن ليتم دفنهما في مقابر الأسرة بأحمد عصمت.
المنزل الذي كانت تملأه الفرحة وبركة المسجد الذي بناه الوالد في الدور الأرضي، تحول إلى سرادق عزاء لاستقبال المعزين والمواسين، لوالدة المجني عليه وأشقائه وزوجته، وانتقلت " بوابة الوفد" إلى بيت الضحيتين وقدمت واجب العزاء.
قال إسلام أشرف، طالب بليسانس الحقوق، شقيق المجني عليه، في مساء السبت الماضي، في تمام الساعة الحادية عشر مساءً، تلقيت اتصالاً هاتفيًا من "محمود" زوج شقيقتي، ليخبرني فيه أن شقيقي الأكبر "حسن" لقى مصرعه في حادث بالتجمع الخامس، وهو الآن في مستشفى التجمع، وقع الخبر علي كالصاعقة وبدون أن أشعر وجدتني أكتم صرختي، لكنها كانت قد وصلت لمسامع والدي ووالدتي، فنهضا للاستفسار مني عن الخبر الذي سمعته عبر الهاتف فأخبرتهما أن شقيقي مصاب بكسر في القدم بمستشفى بجوار عمله ويجب أن أنزل لإحضاره، وأمام إصرار والدتي وأبي على الذهاب معي إلى المستشفى ، اصطحبت والدي بأحد جوانب الشقة وأخبرته أن شقيقي قد لقى مصرعه في حادث، فتماسك والدي للحظات وطلب مني أن أذهب إلى الجراج لإحضار السيارة، وعقب نزول والدي خلفي إلى مكان السيارة وجدته يسقط مغشيًا عليه، وكان بجواري أحد الأصدقاء يدعى "أحمد" فطلبت منه أن ينقل والدي لنقله إلى أقرب مستشفى، وذهبت لاستلام جثمان شقيقي المتوفى من المستشفى بالتجمع الخامس.
توقف "إسلام" للحظات عن الحديث، واستكمل "أشعر أني في كابوس، وأن والدي وشقيقي لايزالان على قيد الحياة"، مضيفًا وفور إخراجي للسيارة من الجراج فوجئت باتصال من صديقي "أحمد" بأن والدي توفى حسرة على رحيل شقيقي، حاولت التماسك عدت إلى صديقي وحملت والدي إلى المنزل وأدخلته غرفته بدون أن يشعر أحد، وأغلقت عليه الباب بالمفتاح ولم أخبر والدتي بأنه توفى؛ خشية أن يلحق بها أي أذى.
ذهبت إلى مستشفى التجمع الخامس لاستلام جثمان شقيقي "حسن"، وكانت الفاجعة عندما شاهدت شقيقي الذي يتمتع بوسامة وجمال، جسده مشوه ورأسه مكسور نصفين، من شدة حادث الاصطدام، وأخبرني هنا ضباط الشرطة بأن شابًا "مخمورًا" دهس شقيقي أثناء وقوفه لانتظار سيارة أجرة يستقلها للعودة من عمله، وتم إلقاء القبض عليه، طلبت
أن أرى الجاني لكن الضباط نصحوني بعدم رؤيته، وساعدوني في استخراج تصريح الدفن لشقيقي، وحملته وعدت إلى المنزل في الصباح لأخبر عائلتي بخبر وفاة والدي وأستدعي أقاربي ليساندونني في هذة المصيبة التي لحقت بنا.
أضاف شقيق المجني عليه، وشيعت جثمان أبي وأخي إلى مثواهما الأخير وكانت جنازة مهيبة خرجت فيها مدينة السلام كلها، واستقبلت العزاء في المساء، وأثناء ذلك سمعنا بأن والد المتهم راجل مهم جدًا في البلد "مستشار"، وآخرون يقولون إنه ابن "جواهرجي" كبير جدًا في مدينة نصر، وحاولوا أن يتواصلوا معنا لإنهاء القضية وديًا، كما أنهم ذهبوا إلى مكان الحادث وحاولوا التأثير على شهود الواقعة من السائقين ولكن قوبل طلبهم بالرفض من الأهالي والسائقين.
تجلس شاردة الذهن زائغة البصر بحثا عن نجلها زوجها، الحاجة "أم حسن" والدة المجني عليه ، وقالت وهي تبكي بحرقة، إن ابنها "حسن" هو أكبر أبنائها عنده 26 عامًا، وأن المتهم لم يقتل "حسن" فقط بل هدم عمود البيت والسند، وزوجها الحاج أشرف حسن الذي لم يحتمل قلبه سماع خبر وفاة نجله ولحق به بعدها بدقائق، مضيفة "ضربتين في الرأس توجع، بس أنا صابره على قضاء الله، ولن أتنازل عن القصاص من هذا الشاب المتهور".
والتقطت زوجة المجني عليه طرف الحديث، وقالت "حسن" عنده مالك 8 أشهر، وأنا حامل في طفل آخر، وهذا المجرم يتم طفلي الاثنين، وهم مازالا في بداية العمر، ويحتاجان إلى أبيهم، مضيفة أن طفله "مالك" لا يكف عن البكاء، وكـأنه يشعر بهول المصيبة التي لحقت بهم، كما أنه طفل مسكين يعاني من توقف في وظائف الكلى منذ ولادته وأجرى له أكثر من عملية ومازال يحتاج إلى عملية أخرى، متسائلة من الذي يراعي هذا الطفل في مرضه.
انصرفنا من منزل المجني عليه عقب تقديم واجب العزاء، وهم يرددون عبارات "لله الاأمر من قبل ومن بعد وننتظر القصاص العادل".
تواصلت "الوفد" مع أحد شهود الواقعة ، محمود حسني، وقال إنه مساء يوم الحادث كان يقف على الرصيف المواجه للحادث بشارع التسعين في التجمع الخامس وشاهد سيارة بيضاء اللون مسرعة جدًا تسير في الجانب البطيء من الطريق وصعدت فوق الرصيف وصدمت شابًا كان يقف على الرصيف في انتظار سيارة أجرة، فأسرعت إلى مكان الحادث ليشاهد شابًا لا يتجاوز الثامنة عشر داخل السيارة وبجواره "زجاجة خمر" يسب كل من يقترب منه حتى إنه سب أفراد الشرطة الذين حضروا للقبض عليه، والضحية على الأرض لا يتنفس ورأسه مقسومة نصفين من شدة الاصطدام وجسمه كله ينزف.
وأضاف عقب ذلك حضرت سيارة الإسعاف وعند التأكد من أن المجني عليه لفظ أنفاسه تم وضعه في كيس أسود الخاص بالموتى وتم نقله إلى مستشفى التجمع الخامس.
Our detailed review
Does the author refer to the source when quoting or paraphrasing?
أشار المحرر إلى المصدر في حالة النقل أو الاقتباس
Does the author differentiate between his\her own comments and the presented news?
خلط بين الرأي والمحتوى
Does the author refer to the source of the images used in the article clearly?
لم ينسب الصور لمصدرها
Did the editor refer to the sources of the information used in the article?
ذكر مصدر المعلوماتمقابلات لأخذ تصريحات
Do the sources used in the article convey the same opinion or different opinions?
جهة واحدةرصد ومتابعة محررالخبر لمجريات الأحداث
Are the sources up-to-date and relevant to the story?
حديثة ومناسبة
Is there any false information in the article?
غير محدد
Did the editor present sufficient information about the topic?
أشار المحرر إلى عدم تمكنه من الحصول على المعلومات الكاملة.
Is the visual content suitable for the story?
مناسب
Does the headline express the contents of the article?
يعبر عن المحتوى
Is the headline clear and unbiased?
متحيز
Is there any stereotyping in the article?
المحتوى خالي من التعميم
Is there any insult, defamation or slandering for individuals or groups in the article?
أشار المحرر لوقوع المصدر بـ (إهانة /أو تشويه /أو تشهير) بحق فرد أو مجموعة
Is there a conformoty with the right of presumption of innocence in the article?