في وداع «عم وزة».. مدرجات «التالتة شمال» مشتاقة لك (فيتشر)
December 05, 2017 |
| Reviewed by: Dina Aboelmaaref
في السابعة صباحًا، دق جرس المنبه، يستيقظ عم وزرة بهمة ونشاط شاب يافع لم يكمل العشرين بعد، يبعد الغطاء الأحمر المكسو بعبارة "الأهلي نادي القرن"، يغتسل ويستعد للنزول إلى وجهته اليومية، فمساء هذا اليوم سيلعب الأهلي "رفيق الروح" مع منافسه إنبي، "نزل الماتش وصحته كانت كويسة".
انتهت المباراة بفوز الأهلي، قلبه يرقص طربا، العائلة جميعها في يوم عيد، لأن هذا الفوز دائما يعقبه "طبق حلويات شرقية مشكّل". فرغ الاستاد ممن فيه، ما يزال "عم وزة" في مكانه المعتاد منذ خمسة وستين عاما، عند "المقصورة"، "مكنش ليه مكان غيره، أي ماتش بيكون قاعد عند المقصورة، يمكن كانت هي السبب في نجاته في أحداث مذبحة بور سعيد"، ابنه الأكبر طارق يتحدث.
وصلت الساعة إلى الحادية عشرة مساءً، ما زال يجلس وحده عند المقصورة، يتأمل كل ركن في المكان الذي شرب من عمره وأعصابه وأجمل لحظات حياته، "كان حاسس إن ده آخر يوم ليه في الاستاد، ومباراة الأهلي وإنبي آخر ماتش هيحضره"، ليعود إلى بيته في الثانية صباحا، يشعر بوخز في صدره، دقاته بدت أقل إيقاعا.
أبلغ زوجته الحاجة هدى أنه سيموت اليوم، "أنا شكلي هموت ياهدى"، وبعدها ينقل إلى المستشفى، وتكون آخر كلماته لابنه الأوسط، "أنا خايف على النادي، بس عندي أمل في المجلس الجديد"، ويموت بعدها بساعات.
"محمد وزة" رحلت يا أسطورة نادي القرن
منذ كان في الثامنة من عمره، تعلقت روحه بالنادي الأهلي، كان يهرول خلف فريقه من أقصى البلاد إلى أقصاها، "كان يسمع إن صالح سليم في الشارع يجري وراه، هو اللي رباه على حب النادي"، تتحدث الحاجة أم حسن الأخت الصغرى لعم وزة، تستطرد قائلة "كان والد بيضربه ويحبسه علشان يذاكر، مكملش تعليمه وأخد الإعدادية، كان النادي كل حياته، عاش ليه ومات واسمه على لسانه".
شب "محمد عبد الغني"، الشهير بمحمد وزة، والذي استقى هذا الاسم من خاله "على وزة"، على حب النادي، فلم يترك مباراة بكافة أنواعها، يحفظ عدد الأجوال التي أحرزها النادي منذ عشرات السنين، وبل يعلم من أحرزها، دائما هو أول الحاضرين، المشهد بدونه يبدو مبتورًا، لا مذاق له ولا لون، فلابد أن يحضر وزة الطفل والشاب والعجوز، ليكمله بإخلاصه الذي لم يطلب نظيره يومًا مبالغ مالية
"أبويا عمره ما ساب ماتش كدة، حتى لما الجماهير اتمنعت بعد 2011 من حضور المباريات، كان هو أول اللي يحضروا وعند المقصورة، مجلس الإدارة مكنش بيقدر يزعله، أبويا حب الأهلي كيان، والأهلي كمان شاله فوق رأسه".
في الفرح والحزن الأهلي في قلب "وزة"
أنجب عم وزة، تاجر الساعات بالعتبة، ثلاثة أبناء فُطموا على حب الأهلي والتعلق به، "أنا اتولدت أهلاوي بالفطرة، مينفعش أكون غير كده". وزة الذي آثر الأهلي على أهله وذويه، حتى أن إحدى أخواته قالت بينما تحبس الدموع بعينيها، "كان ممكن يسيبنا قاعدين كلنا وينزل علشان الماتش، كان بيتنقل للمستشفى لو الأهلي اتغلب، كل العيلة الزملكاوي قبل الأهلاوي، كان يدعي الأهلي يغلب خوفًا على صحته، خاصة أنه كان عنده القلب".
في أجواء يخيم عليها الحزن وتبدو آثار النادي في كل تفصيلة بها، فهنا صورة لشعار النادي، وهناك صورة للراحل مع الخطيب، يجلس أقاربه، يتلقون واجب العزاء، بينما يتذكرون مواقفه التي لا تنسى معهم بسبب الأهلي، "أخويا كان في الحزن والفرح مع الأهلي".
تفاصيل إذا سمعتها لوهلة ستشعر أنها حتما صادرة عن شخص سلك الجنون دروب عقله، فمن يترك خطبة ابنه ليحضر مباراة للأهلي في الإسكندرية ؟، من يترك عزاء والده ولا يبكيه بقدر ما يبكى وينعي وفاة نجم الأهلي "صالح سليم"، من الذي كاد أن يقف رافضا لزيجة ابنه الأكبر بسبب أنه خطيبته زمالكاوية ؟!
إنه عم وزة، الذي أحب فأخلص في حبه، أحب وأعطى ولم ينتظر يوما مقابلا، "يوم خطوبتي من خمس سنين قلتله يلا يا حاج الخطوبة هتبدأ خلاص، قالي أجلوها لما أخلص الماتش، وفعلا رجع الساعة 11 كانت الخطوبة انتهت".
"كل ذرة في دم محمد أخويا بتحب الأهلي، عاش 74 سنة منها 66 سنة بيعشق ترابه، لو كل حد حب كيان وأخلص في حبه مثله، كان الوضع في الدنيا اختلف".
تخادع الدموع عينيّ شقيقته فتتساقط رغما عنها، بينما هي تصف أخاها بالأسطورة التي لن تموت، ليقاطعها ابنه قائلًا "المقصورة والمدرجات ستشتاق إليه"، أول مباراة ستعقد غدا يا عم وزة وأنت غائب عنها، "الغياب عن الماتش، كلمة عمره ما فكره يطبقها، لكن بكرة هيطبقها بحكم القدر".
Our detailed review
Does the author refer to the source when quoting or paraphrasing?
أشار المحرر إلى المصدر في حالة النقل أو الاقتباس
Does the author differentiate between his\her own comments and the presented news?
خلط بين الرأي والمحتوى
Does the author refer to the source of the images used in the article clearly?
نسب الصور لمصدرهاتصوير: أميرة سيد
Did the editor refer to the sources of the information used in the article?
ذكر مصدر المعلومات
Do the sources used in the article convey the same opinion or different opinions?
جهة واحدةرواية محررة الموضوع لتفاصيل حياة بطل القصة الخبرية
Are the sources up-to-date and relevant to the story?
حديثة ومناسبة
Is there any false information in the article?
غير محدد
Did the editor present sufficient information about the topic?
أشار المحرر إلى عدم تمكنه من الحصول على المعلومات الكاملة.
Is the visual content suitable for the story?
مناسب
Does the headline express the contents of the article?
يعبر عن المحتوى
Is the headline clear and unbiased?
واضح
Is there any stereotyping in the article?
المحتوى خالي من التعميم
Is there any insult, defamation or slandering for individuals or groups in the article?
المحتوى خال من أي (إهانة /أو تشويه /أو تشهير) بحق فرد أو مجموعة
Is there a violation of privacy in the article?
ليس هناك أي انتهاك لخصوصية الأفراد
Is there any discrimination or/and stereotyping against individuals or groups in the article?