كلما تقدمت عقارب الساعة إلى الأمام، تراجعت فرصهم في الوصول إلى منازلهم في الوقت المناسب، قبل دخول حظر التجوال الذي أقرته الحكومة للوقاية من فيروس كورونا المستجد، لذا تدافع ركاب المترو في الدقائق المتبقية من الساعة الأخيرة قبل الحظر، غير عابئين بخطورة تكدسهم داخل عربات المترو الذي يمكن أن يسبب انتشارا للفيروس القاتل.
مشهد مخيف، رصدته "بوابة الأهرام" من داخل إحدى عربات الخط الأول بمترو الأنفاق، فعلى الرغم من الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة حفاظا على سلامة المواطنين من انتشار فيروس كورونا، إلا أن هناك بعض المواطنين يتعاملون مع الموضوع باستهتار دون أدنى مسئولية مجتمعية تجاه الأزمة التي تمر بها البلاد.
"قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"، مقولة يرددها جميع الركاب قبل دخولهم إلى عربات المترو الممتلئة بالناس، فرغم التحذيرات الكثيرة بعدم التواجد في أي تجمعات إلا أن المواطنين لا يفكرون إلا بالذهاب إلى بيوتهم، دون التفكير في خطورة هذا التكدس داخل العربات في هذا الوقت العصيب التي يمر به العالم بسبب فيروس كورونا.
فتقول "سعاد أحمد"، أنها "مضطرة تركب المترو في وسط الزحمة علشان تلحق أروح قبل الحظر، وربنا يحفظنا، والشركات رافضة الإجازات".
فينا صرخت إحدى الراكبات بسبب خوفها من هذا التكدس قائلة إن هذا الزحام مشهد مخيف وغير مطمئن نهائيا، فالمكان مغلق ويسهل انتشار فيروس كورونا به، مطالبة من الجهات المعنية بوضع آلية لمنع الزحام والتكدس داخل محطات مترو الأنفاق.
وداخل العربة، التي لا تتسع لموضع قدم، وشهدت صراخا ومشاجرات، خوفا من الزحام وشعور البعض بالاختناق، لجأ بعض الرجال إلى الركوب داخل عربات السيدات، لعدم قدرتهم على الركوب في العربات الخاصة بالرجال، وفيما يواجهون اعتراضات من الأغلبية يجدون في الوقت نفسه الكثير من الدعم والتعاطف من عدد قليل من السيدات، مما آثار ضجة وحدوث أكثر من مشاجرة بين مؤيدي ومعارضي ركوب الرجال عربة السيدات.
فتقول "مروة" إحدى الراكبات، "مهما كانت الظروف يجب ألا يركبوا في العربات المخصصة للنساء، والمفروض أن تكون شرطة المترو متواجدة لتطبيق العقوبة على كل رجل مخالف، فالمكان لا يستحمل وجود عدد إضافي".
ولكن هذه الأفكار لا تجد تأييدًا من السيدة "نجلاء"، التى تحتد فى النقاش، مشيرة إلى أن "الرجالة زى ولادنا وإخواتنا، وحرام علينا ما نساعدش بعضنا فى ظروف زى دى، لازم كلنا نستحمل، لأنه الحظر على الكل".