إنشاء أول مدينة للمشردين بمصر.. «دار البسمة»: أعدادهم تزداد ولم نبت في 1800 بلاغ.. المشروع مقام على 2.5 فدان.. يحتوي على مجمع طبي وملاعب وحمامات سباحة.. وخبراء علم الاجتماع يوضحون معايير إقامتها

بناء أول مدينة للمشردين.. مبادرة جديدة تقودها «دار البسمة» للإيواء بالتعاون مع وزارة التضامن، بعدما اكتشفوا أن أعداد المشردين كثيرة خلال الحملة التي أطلقوها لاحتضانهم من الشوارع، بعد وفاة حالات منهم بسبب ظروف البرد القاسية.

وكشف المهندس محمود درج، مؤسس ورئيس مجلس إدارة دار بسمة للإيواء، خلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر في برنامج "يحدث في مصر" المذاع عبر فضائية "mbc مصر"، أن وزارة التضامن الاجتماعي تنسق معهم بشكل كامل، وأن الدار تتواصل مع كافة المحافظين لإنقاذ حالات المشردين.

بناء المدينة

وأشار درج إلى أن الشقق التي يقيم فيها المشردون غير مناسبة، وأنهم اشتروا أرضا لبناء أول مدينة أو دار كبرى لرعاية المشردين وأنه سيتم الإعلان عن إنشاء الدار قريبًا.وعن تفاصيل المشروع، تقول "آلاء ضياء" أحد مؤسسي الفريق، إن لديهم فرعين للدار، أحدهما للرجال وآخر للسيدات، ولكنهم لم يكتفوا بالعدد الموجود من المشردين، ومازال هناك ما يقرب من 1800 بلاغ لم يتم البت فيهم، لذلك قرر الفريق بالتعاون مع وزارة التضامن والأجهزة الحكومية شراء قطعة أرض لبناء مدينة متكاملة لتلك الفئة المهدر حقها.

وتابعت، في تصريحات لـ"فيتو": "بالفعل تم شراء قطعة الأرض ودفع ثمنها بالتقسيط من أموال التبرعات، وهي على طريق العصلوجى بميت أبو على في الزقازيق بمحافظة الشرقية، وستكون مدينة متكاملة بها مجمع طبي وملاعب وحمامات سباحة، وسبل لممارسة كافة الأنشطة، وستكون على مساحة 2 فدان ونصف، ومن المتوقع أن تحتضن عددا لا بأس به من المشردين، مؤكدة على أن الجمعية حصلت على الموافقة من وزارة التضامن والصحة ووزارة الداخلية، ولكن تأسيس المدينة بأكملها قائم على تبرعات المواطنين، منوهة على أن فكرة المشروع جاءت بسبب تزايد الأعداد، وأيضا عدم مناسبة الشقق التي يقيم فيها المشردون لإقامتهم".

معايير إقامتها

تساءلت إنشاد عز الدين، أستاذة علم الاجتماع بجامعة المنوفية: "هل ستكون تلك المدينة أول مدينة في العالم للمشردين، في هذه الحالة من الممكن أن تكون ترويجا لوجود نسبة كبيرة من المشردين في مصر، أو ستكون وسيلة للاعتراف بتلك الفئة لإعطائهم حقوقهم، وأشارت "عز الدين" إلى أنها تخشى أن يترك الأبناء منازل آبائهم لاختلافهم في طريقة التربية، ويقيمون في الشارع وتصبح تلك المدينة جاذبة لكل الفئات والمراحل العمرية؟".

أستاذة علم الاجتماع سعت لوضع معايير إقامتها، مؤكدة أنه ينبغي وضع في الشروط أن يكون الفرد فاقدا لأحد ذويه، والشخص الآخر عاجزا عن تلبية احتياجات الأسرة، فلابد من وجود شروط مقننة غير قابل للتلاعب فيها، على أن يتم توزيع المهام والحقوق وفقا للمرحلة العمرية، والظروف التي يمر بها الشخص، فكون المشرد معاق يختاف عن كونه طفل أو كونه شاب قادر، منوها على أنه يجب الانتباه إلى من سيوضع في تعداد المشردين.

إستراتيجية عملها

وطالبت "انشاد" بالتعاون بين كليات علم الاجتماع والنفس لوضع استرتيجية لعمل تلك المدينة، والتعرف على ما إذا كانت هناك تجارب مشابهة لها في الدول الأخرى، للبدء من حيث انتهى الآخرون، حتى وإن كان تحقيق أهدافها بشكل مرحلي، قائلة "ويا حبذا من توفير دار مسنين داخل المدينة"، حيث كبار السن الذين لديهم قدرة على العطاء على أن يعملوا كمتطوعين في المدينة، بدلا عن الأسر البديلة.