لم تشهد الانتخابات الداخلية لما يسمى "الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين"، أى جديد، فقد تم استبدال إرهابى بإرهابى آخر يحمل نفس الفكر بعدما أعلن الاتحاد عن اختيار الداعية الإخوانى المغربى أحمد الريسونى، رئيسا للاتحاد خلفا ليوسف القرضاوى المنظر الإخوانى الذى ترأس هذا الاتحاد منذ عام 2004.
بالنظر إلى الشخصيتين سواء رئيس الاتحاد السابق، يوسف القرضاوى، أو رئيس الاتحاد الحالى أحمد الريسونى سنجدهم ضمن قائمة الإرهاب التى أعدها الرباعى العربى فى منتصف العام الماضى، بل إن اتحاد علماء المسلمين الذى يتخذ من قطر مقرا له أيضا تم وضعه منذ عدة أشهر ضمن لائحة الإرهاب التى تعدها دول الرباعى العربى الداعى لمكافحة الإرهاب.
ضمن لائحة الاتهامات التى وجهها دول الرباعى العربى لأحمد الريسونى مع 11 فردا آخرين فى نوفمبر الماضى، والتى دعت لوضعه ضمن قائمة الإرهابيين، أن الأفراد الـ11 نفذوا عمليات إرهابية مختلفة، نالوا خلالها وينالون دعما قطريا مباشرا على مستويات مختلفة؛ بما فى ذلك تزويدهم بجوازات سفر وتعيينهم فى مؤسسات قطرية ذات مظهر خيرى لتسهيل حركتهم.
وخلال قرار الرباعى العربى، بتصنيف اتحاد علماء المسلمين، ضمن قائمة الإرهاب، أكد الرباعى العربى، أن هذا الاتحاد مؤسسة تأسست عام 2004، وهى مرتبطة ارتباطا وثيقا بتنظيم جماعة الإخوان الإرهابى، وبعض أعضائها مقبوض عليهم بتهم دعم الإرهاب، وتقدم مصلحة جماعة الإخوان على مصلحة الإسلام والمسلمين، وسبق أن كان لها دور فاعل فى إثارة الفتن فى بعض الدول الإسلامية والعربية على وجه الخصوص، ومدعومة من قبل الحكومتين القطرية والتركية.
الغالبية العظمى من أعضاء هذا الاتحاد تم وضعهم ضمن قوائم الإرهابيين، نظرا للفتاوى التحريضية التى يطلقونها، بل إن بعض أعضائه محبوسين على ذمة قضايا إرهابية على رأسهم صفوت حجازى وعصام سلطان، بل إن رئيسه السابق يوسف القرضاوى صادر ضده حكم بالإعدام فى أحد القضايا، بينما ترفض قطر تسليمه إلى مصر.
هذا الاتحاد معروف بارتباطه الوثيق بكل من قطر وتركيا، بل إن هذا الاتحاد كان يصدر فتاوى تدعم رجب طيب أردوغان فى الانتخابات الرئاسية التركية، ومحاولة استغلال الدين لإصدار تصريحات تدعم أردوغان، وتهاجم منافسيه فى توظيف مباشر للدين فى أغراض سياسية.
كما أن أعضاء هذا الاتحاد مرتبطين بشكل كبير بتنظيمات إرهابية، بينهم على الصلابى القيادى الإخوانى، الذى كان يسعى لأن يكون خليفة يوسف القرضاوى فى هذا الاتحاد، وهو أحد أبرز الشخصيات التي على صلة بتنظيم القاعدة وفروعها فى ليبيا.
كما أن أكرم الكساب ، الداعية الإخوانى أحد أعضاء مجلس أمناء الاتحاد، وهو صاحب الفتاوى التحريضية التى حرض فيها قبل ذلك أعضاء الإخوان على تفجير أنفسهم حال تم إلقاء القبض عليهم، وكذلك فتوته التى حرض فيها أعضاء الإخوان على الإفطار فى شهر رمضان، من أجل الاستمرار فى التظاهر، وكذلك من بين أعضائه جمال عبد الستار، عضو مجلس شورى الإخوان الذى حرض فى وقت سابق للإخوان، بحمل السلاح وإشعال الشوارع بالنيران خلال فتوى نشرها فى وقت سابق عبر صفحته الرسمية.
على جانب متصل، فإن الإطاحة بيوسف القرضاوى من اتحاد علماء المسلمين، الذى يتخذ من الدوحة مقرا له، يثير علامات استفهام كثيرة حول ما إذا كان هذا القرار استقالة منه لكبر سنه، أم إقالة من الإخوان وقطر، ولعل الثانية هى الأقرب فى ظل عدم قدرة هذا الاتحاد خلال الفترة الماضية على تنفيذ أهدافه التحريضية التى أوكلته قطر بها.
في هذا السياق، يقول هشام النجار، الباحث الإسلامى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن نهج هذا الاتحاد لن يتغير فربما دور يوسف القرضاوى انتهى لفشله في ملفات كثيرة ولمرضه وخطوة تنصيب أحمد الريسونى تأتى فى سياق تنشيط مشروع هذا الكيان الإرهابى الذى يضطلع بمهمة رئيسية وهى إضفاء الشرعية الدينية زورًا على ما ترتكبه قطر وتركيا من جرائم إرهابية فى الدول العربية.
ووصف الباحث الإسلامى، تصعيد أحمد الريسونى مكان يوسف القرضاوى بمحاولة استبدال إرهابى بآخر، حيث إن كلاهما تم وضعه ضم لائحة الإرهابيين التى أعدها دول الرباعى العربى الداعى لمكافحة الإرهاب، وكلاهما يتلقى التمويل من قطر.
وحول دور هذا الاتحاد التحريضى خلال الفترة المقبلة، قال هشام النجار، إنه سيمارس نفس الأدوار القديمة المتمثلة فى إطلاق فتاوى تدعم إرهاب التنظيمات التكفيرية وتيار الإسلام السياسى وإضفاء القداسة على أردوغان والترويج لمشروع الخلافة الأردوغانية.