طبقت جماعة الإخوان الإرهابية عملا وقولا المثل الشعبى القائل: "يقتل القتيل ويمشى فى جنازته"، فالجماعة – المدرجة على قوائم الإرهاب من قبل مصر والسعودية والإمارات والبحرين- تفجر وتكفر ثم يظهر عناصرها عبر وسائل الإعلام فى تركيا وقطر يحرضون ضد الدولة المصرية ويتهمونها بما يفعلون.
ومن واقع الحادثة الإرهابية المؤسفة التى تعرضت لها حافلة تقل مجموعة من الأقباط بدير الأنبا صومائيل بمحافظة المنيا، نتذكر اعترافات الإخوان وقياداتها وهو ما يؤكد على أن الجماعة الإرهابية تقف وراء مثل هذه الحوادث، ولعلك تذكر الاعتراف الصريح بتورط جماعة الإخوان الإرهابية فى مثل هذه الأحداث البشعة، والذى صدر على لسان أحمد المغير، أحد العناصر النشطة بالجماعة الإرهابية، والمعروف باسم فتى خيرت الشاطر، إذ قال فى تدوينة نشرها على حسابه الشخصى على موقع "فيس بوك" منذ قرابة عام بعد حادثة المنيا الأولى: "النصارى يدفعون ثمن تحالفهم مع النظام المصرى، ولا حل لهم إلا الرجوع خطوة إلى الوراء والتصالح مع المسلمين، أو أن دماءهم ستظل تجرى أنهارا ولن يبالى بها أحد".
وجاء هذا التهديد استمرارا لمسلسل التهديدات التى أطلقتها والجرائم التى ارتكبتها عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، منذ 2013، واستهدفت عشرات الكنائس بالحرق والتدمير، وكذلك استهداف الأقباط بالقتل فى ربوع محافظات مصر.
تنظيم الإخوان والأقباط والمواطنة
أرجع إبراهيم ربيع القيادى السابق بجماعة الإخوان جميع الأعمال الإرهابية التى جرت ضد الإخوة الأقباط، لجماعة الإخوان الإرهابية.
وقال "ربيع" فى تصريحات لـ"اليوم السابع":" من المعلوم أن تنظيم الإخوان تم تأسيسه وتمويله من قبل مخابرات بريطانيا ومازال يتم دعم عناصر التنظيم بالإيواء والتمويل والدعم السياسى والإعلامى من أجل هدف محدد وهو تفكيك علاقة الانتماء والولاء بين المواطن والوطن ومعلوم أن قضية ضرب النسيج الوطنى للمجتمع من خلال الفتانة الطائفية يكون أول الاليات فى تحقيق هذا الهدف".
وأضاف القيادى الإخوانى السابق:" تنظيم الإخوان اعتمد منذ تأسيسه لعبة الفتنة الطائفية والاعتداء على الأقباط ورسخ لهذا المفهوم لدى كل التنظيمات المتطرفة، هو أول من حرّض ضد الأقباط فى مصر، وكل الجماعات والتنظيمات فى مصر سارت على منهجه وتبنت نفس طريقه فى تكفير المختلفين معهم فى العقيدة من أبناء الوطن الواحد، راجع الحوار الذى أجرى مع المرشد الأسبق للجماعة مصطفى مشهور، عام 1997 الذى ذكر فيه صراحة أنه يجب "على الأقباط أن يدفعوا الجزية بديلًا عن عدم التحاقهم بالجيش، بالنظر إلى أن جيش الدولة الإسلامية هو عماد الدولة، ولو حارب دولة مسيحية فيمكن أن ينحاز المسيحيون الذين فى صفوفه إلى جيش الأعداء".
وقال ربيع: "فى العام نفسه صدر كتاب للشيخ محمد عبد الله الخطيب، صاحب المكانة الرفيعة فى تنظيم الإخوان، وله فتاوى كثيرة مثيرة للجدل حول موقع الأقباط، وحقوقهم وفى هذا الكتاب تأصيل واضح لأهل الذمة، وكيف أن عقد الذمة هو أساس العلاقة بين المسلم وغير المسلم فى الدولة الإسلامية.
وتابع الإخوانى السابق: "فى رسائل الإمام حسن البنا نجد نصوصًا تتحدث- صراحة- عن إسلامية الحكم، وتنحو فى اتجاه التشكيك فى أهلية غير المسلم فى تولى وظائف بعينها، أو أن يكون فاعلًا فى المجال الاقتصادى، ورد فيما يعرف برسائل التعاليم والحكومة إسلامية ما كان أعضاؤها مسلمين، مؤدين لفرائض الإسلام غير مجاهرين بعصيان، وكانت منفذة لأحكام الإسلام وتعاليمه".. يكشف النص أعلاه عن أن إسلامية الحكومة وفق التعريف الذى صكه الإمام حسن البنا لا تستوعب سوى المسلمين يعنى ذلك أن حضور غير المسلم فى الحكومة الإسلامية يجسد الغاء حق المشاركة فى السلطة.
وقال "ربيع" : "الإخوان هم من أجج الصراعات الطائفية فى أحداث الزاوية الحمراء 1981 وتم حشد قطعان الإخوان فى مكان الحدث وكانوا يذبحون المصريين المسيحيين فى الشوارع والحارات وبعدما شرب التنظيم من دماء المصريين الأقباط وكانت فتنة كادت أن تحرق الوطن جاء التلمسانى ليستعرض قوة التنظيم وأنه دولة موازية وكان معه حلمى الجزار الذى يلقب بأمير أمراء الجماعة الإسلامية فى جامعات مصر وأمسك بالميكروفون وأمر المحتشدين بالانصراف فانصرفوا".
وواصل القيادى الإخوانى السابق حديثه: "اعتدى التنظيم على أكثر من 80 كنيسة فى محافظات مصر خصوصًا فى الصعيد على خلفية ثورة 30 يونيو 2013، والتى ثار فيها المصريون ضد حكمهم، وهو ما دفعهم للصيد فى الماء العكر وخلق بؤر توتر والتشجيع على تنفيذ عمليات مسلحة ضد الأقباط".
تاريخ طويل للإخوان فى استهداف الكنائس والأقباط
ورصد طارق البشبيشى، القيادى الإخوانى السابق، تاريخ جماعة الإخوان فى استهداف الأقباط والكنائس، قائلا: "زاد استهداف الإخوان وكل الجماعات التى تدور فى فلكهم بعد 25 يناير 2011 بغرض اخضاعهم وتهميشهم حتى لا يتحولون إلى قوة منظمة ضدهم، وقد رأينا كيف منع الإخوان فى كثير من القرى الأقباط من الادلاء بأصواتهم فى الانتخابات البرلمانية سنة 2011 والانتخابات الرئاسية سنة 2012 حتى شكك الكثيرون فى نتائج هذه الانتخابات".
وأضاف البشبيشى :" ثم زادت وتيرة استهداف الإخوان للأقباط بعد ثورة 30 يونيو خاصة بعد فض اعتصام رابعة المسلح، وقامت الإخوان بحرق عشرات الكنائس فى محافظات الدلتا والصعيد وتم استهداف أتوبيسات المسيحيين وقتل الرهبان وتهجيرهم من محافظة شمال سيناء وخاصة مدينة العريش.. انتقم الإخوان من الأقباط بسبب انحيازهم للوطن وعدم الخضوع ابتزاز الإخوان وتهديداتهم".
وقال القيادى الإخوانى السابق: "خطط الإخوان للعب بورقة الأقباط لحساسيتها بالنسبة للدولة المصرية ولصداها الواسع على المستوى الخارجى من أجل أن يتم الضغط على النظام حتى يقبل بعودة الإخوان مرة أخرى للمشهد السياسى، فأرادوا أن يضربوا عصفورين بحجر إرهابى واحد.. أولا الضغط على النظام وإحراجه على المستوى الدولى وتوصيل صورة سلبية عنه وأنه غير قادر على حماية الأقلية المسيحية فى مصر وبالتالى يفتح الباب أمام تدخل أجنبى لحماية المسيحيين..أما العصفور الثانى فهو تحريض الأقباط واستفزازهم وإفقادهم الثقة فى الدولة ثم لجوءهم لحماية أنفسهم بأنفسهم فيكونوا مليشيات مسلحة وتبدأ حرب اهلية فى مصر لا يعلم أحد تباعاتها بعد ذلك".
وتابع البشبيشى حديثه: "الإخوان خبثاء ويقومون يتوزيع التدوار بينهم، فعناصر منهم تخطط لاستهداف الاقباط وعناصر أخرى تنفذ وخطاب اعلامى إخوانى يدين ذلك ويتبنى خطاب المظلومية القبطى، إذا أردنا أن نكشف الجانى المتورط فعلينا أن نبحث من الذى استفاد من الجريمة والإخوان هم من يستفيدون من تلك الجرائم التى تضغط على خصمهم الرئيسى وهو نظام وحكومة الرئيس السيسى أيضا وحتى نتأكد من وقوف الإخوان وراء تلك الجرائم الإرهابية فعلينا أن نتذكر بان تلك الجرائم النوعية من حرق الكنائس وتفجيرها واستهداف أتوبيسات المسيحيين لم تكن بهذه الصورة قبل الإطاحة بالإخوان من السلطة سنة 2013 وبالتالى هم من يقفون وراء كل ما يحدث من إرهاب فى مصر".
الإخوان والتنظيمات الإرهابية يتبعون هدف واحد ومظلة واحدة
بينما اعتبر النائب يحيى كدوانى، عضو مجلس النواب، أن كافة التنظيمات التى تعبث بالأمن القومى المصرى والعربى تنتهج نفس النهج التى تتبعه الجماعة المحظورة، مشيرا إلى أن تورط الجماعة فى حادث المنيا غير مستبعد.
وأشار كدوانى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع "، إلى أن العناصر الإرهابية كانت تنتمى فى الأساس إلى الجماعة وتتبع نفس فكرها، قائلا: "اختلفت الأسماء والهدف واحد والمظلة واحدة.. وجميع يتبعون سيناريوهات واحدة".
ولفت عضو مجلس النواب، إلى أن الإخوان والتنظيمات الإرهابية يدركون جيدا أنهم أداة يتم استغلالها من قوى خارجية لصالح دول بعينها تستهدف النيل من استقرار الدولة وضربها وهى فى النهاية تخدم أجندة إسرائيل.
وشدد كدوانى، على أن جماعة الإخوان تستهدف تدمير الاقتصاد المصرى والنيل من استقرارها وتجويع الشعب وتصوير بأن الأقباط مضطهدين وهو ما يشوه الدين الإسلامى ويروج عنه أفكار خاطئة للعالم.