بوابة الوفد الإلكترونية
70%
نسبة التقييم

بلد المليون مطب

بلد المليون مطب
شوارع ملتوية أشبه بالثعابين.. طرق غير ممهدة.. أصوات تهشيم السيارات تعلو كلما زادت سرعتها.. ومطبات فى كل مكان.. هذه هى الملامح الرئيسية التى تميز شوارع كل مدن وقرى مصر، ففى كل شارع تشتعل صراعات بين الأهالى والسائقين بسبب المطبات المتوالية والتى لا تبعد واحد عن الآخر سوى بضع أمتار.

وبحسب التقارير الدولية فإن 40% من حوادث الطرق بسبب المطبات العشوائية، فمع كل 100 كيلو متر فى الطرق يلقى 50 شخصاً مصرعهم، والسبب المطبات غير مطابقة للمواصفات الفنية، وعدم وجود أعمدة إنارة ولوحات إرشادية وغياب المرور، وتهور السائقين وسرعتهم الجنونية وتكدس السيارات، تزداد نسبة الحوادث على الطرق.

وبحسب الدراسة الصادرة من مركز دعم واتخاذ القرار بمجلس الوزراء، فإن معدلات حوادث المرور ارتفعت فى العالم كله، ووصلت معدلات الضحايا فى مصر إلى 7 آلاف قتيل سنوياً من حوادث الطرق، إضافة إلى 32 ألف مصاب، وهو يعنى أن حوادث الطرق تقتل سنوياً أكثر ممن قتلوا فى عبور قناة السويس فى حرب أكتوبر 1973.

وفى جولة لـ «الوفد» بمناطق بولاق الدكرور وأرض اللواء بمنطقة المهندسين بالجيزة، أجمع الأهالى على أنهم لجأوا لعمل المطبات أمام المنازل خوفاً من القيادة المتهورة لسائقى التوك توك والميكروباص، وأشاروا إلى أن عددا من السائقين يقودون سياراتهم وهم متعاطون المواد المخدرة.

وقال عبدالعال فرغلى، أحد أهالى بولاق: إن كثيراً ما يتعرض أطفالنا لحوادث سيارات وتوك توك بسبب القيادة المتهورة وينجم عن ذلك العديد من المشكلات بين الأهالى والسائقين، فى ظل غياب الجهات التنفيذية عن احكام السيطرة على شوارع المناطق الشعبية.

وأشار «فرغلى» إلى أنه مثل غيره الأهالى قدموا شكاوى لرؤساء الأحياء لإنقاذ أرواح أبنائهم من السيارات الطائشة، وجاء رئيس حى بولاق وأقام لهم عدة مطبات، ولكن كانت بدون جدوى، فلم توفر الأمان الكافى للأطفال.

من جانبه قال ناصر عواد، بائع تسالى ببولاق الدكرور: إنه أقام مطبًا أمام المحل لتنجب الأتربة التى تثيرها السيارات المسرعة، ومع طبيعة الأرض الترابية فتصبح المنطقة أشبة بـ»الشبورة»، فضلاً عن تواجد مدرسة العقاد بالمنطقة، ولهذا أقام الأهالى أمام المدرسة عدة مطبات لتجنب تهور السائقين.

وتابع: رأيت أمامى العديد من حوادث تصادم السيارات الأطفال أثناء خروجهم من المدرسة، وغيرها من معارك الأسلحة البيضاء بين الأهالى والسائقين بسبب تهور القيادة، ما دفع الأهالى لإنشاء مطبات كثيرة أمام منازلهم، فلم تجد شارع أو حارة إلا لما تجد مطب أو 2.

نور كامل، صاحب محل حلويات فى أرض اللواء، قال: إن عددا كبيرا من قائدى السيارات «المشروع» والـ «توك توك» يتعاطون المواد المخدرة ويقودون وهم فى حالة

غياب تام للوعى ومع السرعة الجنونية يفقدون السيطرة على السيارة حال تواجد أحد من المارة أمامهم.
وأشار صاحب محل الحلويات إلى أن المطبات أمام المنازل مبالغ فيها ولكن لا يوجد سبيل لحماية أرواحنا سوى هذه الطريقة، وقال: إنه يمتلك سيارة ملاكى وكثيراً ما يصرف على صيانتها مبالغ كبيرة بسبب عيوب المطبات التى تهلك فرش السيارات.

وفى المقابل سادت حالة من الاستياء والضيق قائدى سيارات الأجرة والملاكى من انتشار المطبات العشوائية بشكل كبير خلال السنوات الماضية، وأشاروا إلى أنها سببت لهم خسائر فادحة، فضلاً عن الحوادث التى تزهق الأرواح.

وقال سليم عوض، قائد سيارة أجرة: إنه يتعرض يومياً لخسائر تقدر بمئات الجنيهات، بسبب عمليات الصيانة اليومية للسيارة بعد يوم عمل يمتد على مدار 15 ساعة يومياً، تشهد خلالها السيارة مئات المطبات العشوائية التى تم إنشائها بطريقة خاطئة تهشم عفش السيارة.

وأشار السائق إلى أنه مثل غيره من السائقين طالبوا الأهالى مراراً بإزالة المطبات والتى تعد غير قانونية، ولكن مطالبهم لا تجد أبداً استجابة.

قال كريم زيان، قائد سيارة أجرة: إن مالك السيارة يغرم السائق قيمة خسائرها من المطبات ما يجعل السائق فى حالة استياء شديد وتنشب بينه وبين الأهالى المشاحنات يومياً، وكثيراً ما يتطور الأمر إلى معارك بالسلاح الأبيض.

وأوضح السائق إلى خسائر السيارة من المطبات يومياً لا تقل عن 300 جنيه لوازم الصيانة والفرش وغيرها من المسامير التى تفتقدها السيارة من الأسفل نتيجة الاحتكاك بالمطبات.

من جانبه قال أمجد مهران، قائد سيارة ملاكى: إن إنشاء المطبات العشوائية تعد تخلفاً وجهلاً من البعض لعدم شعورهم بمدى الخسائر التى تلحق بالمارة من قائدى السيارات.

وعن رغبة الأهالى فى حماية أبنائهم من الحوادث، رد مهران قائلاً: إن المسئولية تقع على كاهل رؤساء مجالس المحلية والقيادات التنفيذية بالمحافظة التابع لها المنطقة، فهم معنيون بإنشاء مطبات صناعية مطابقة للمواصفات الفنية فى المناطق التى تحتاج فعلاً للمطب.

 

وزير تنمية محلية أسبق: 90٪ من المطبات غير مطابق للمواصفات

أكد اللواء محسن النعمانى، وزير التنمية المحلية الأسبق، أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة كبيرة فى المطبات فى الشوارع والحوارى وجميعها غير مطابق للمواصفات الفنية.

أوضح وزير التنمية المحلية الأسبق، أن أول تلك المواصفات هو ألا يتعدى عرض المطب


 
عن ٣ أمتار و٦٠ سم، وألا يزيد ارتفاعه علي ١٣ سم، حتى لا يسبب أضراراً للسيارات والمُركبات التى تمر عليه، كما أن تلك المواصفات ضرورية لتتفادى الإضرار التى يمكن أن يسببها المطب للسيارات.
وأضاف «النعمانى» أن غالبية المطبات المتواجدة أمام المنازل غير قانونية، والمحافظة هى الجهة الوحيدة المعنية بإقامة مطبات فى الأماكن التى تحتاج لذلك، مشيراً إلى أن التجاوزات فى إقامة مطبات عشوائية زادت من بعد ثورة 25 يناير.. وقال: 90% منهم غير مطابق للمواصفات الفنية.

وأوضح وزير التنمية المحلية الأسبق، أن مسئولى المحافظة لابد أن يزيلوا المطبات غير الفنية، وفقاً لما ينص عليه القانون، حتى لا توجد مطبات بالشوارع سوى المصرح بها من الحى أو المركز والمدينة التابعة لها.. وقال: من يقوم بعمل تلك المطبات ويصنع مطباً أمام منزله أو محل عمله، يجب أن يمثل أمام النيابة والقضاء، وعقوبته غرامة مالية كبيرة.

 

خبير طرق: تجب محاكمة من ينشئها بتهمة تكدير الأمن العام

قال الدكتور عماد الدين نبيل، خبير واستشارى الطرق والكبارى: إن المطبات مجرد وسيلة لتخفيض سرعة السيارات لضمان أمان المواطنين والمارة، مشيراً إلى أن فى مصر توجد 35 وسيلة لتهدئة السرعة وأسوأها المطب الصناعى، والموجود على الطرق السريعة.

وأضاف خبير الطرق والكبارى أن مواصفات المطب الصناعى يجب ألا يتعدى ارتفاعه عن 10 سم، وعرضه 3 أمتار، على أن يكون موازياً لمستوى الرصيف ويساعد المارة من ذوى الإعاقة على المرور حينما تتحول الإشارة إلى اللون الأحمر، كما يجب أن يتواجد فى المطب علامات إشارة ضوئية لتعطى إشارة للسائقين فى فترات الليل حتى لا يتعرض لحادث مروع.

وأشار خبير الطرق إلى أن يوجد فى طريق الصعيد «الدائرى» 1001 مطب عشوائى نجم عنه العديد من الحوادث المريرة، فضلاً عن الخسائر التى تلحق بالسيارات منها تكسير العفش.

ووصف خبير الطرق انتشار المطبات العشوائية بـ «المرض المعدى» بين الأهالى، فكل منهم يريد الحفاظ على أطفالهم بإنشاء مطب لحماية أرواحهم غير عابرين بمخاطر المطب من أساسه, مشيراً إلى أن كلما زاد الجهل زادت هذه المطبات العشوائية.

وطالب خبير النقل الدولة بوضع قانون يجرم إنشاء المطب العشوائى بتهمة تكدير الأمن العام.. وعن المطبات الصناعية خارج مصر، قال: إن المطبات المتواجدة الآن ليس لها علاقة بالمطبات التى نراها فى دول الخارج والتى تم إنشاؤها بمعايير علمية.

وعاد خبير النقل فى حديثه عن المطبات العشوائية وقال: إنها تعد أيضاً آفة مجتمعية ليس لها أى سند قانونى بل كانت وسيلة لزيادة نسبة الحوادث خلال الفترة الماضية.

 

خبير سيارات: تزيد الحوادث

قال ناصر العشرى، خبير بسوق السيارات: إن المطبات غير الفنية زادت فى الفترة الأخيرة فى الشوارع وخاصة بالمناطق الشعبية، باعتبارها وسيلة يحمى بها الأهالى أبناءهم من تهور السائقين.. وأضاف لكن هناك جانب آخر للصورة وهى الخسائر التى تلحق بقائد السيارة من المطبات، منها تعرض أجزاء كثيرة من السيارة للتلف.

وأضاف خبير سوق السيارات، أن المطبات غير المطابقة للمواصفات الفنية تؤدى لتهشيم السيارات وكسر الأجزاء الخلفية والسفلية بها.

وأشار خبير سوق السيارات، إلى أن المطبات خاصة الأسمنتية أكثرها خطورة على السيارات وكذلك المطبات المحفورة بشكل خاطئ، فجميعها تسببت فى ارتفاع نسبة حوادث الطرق، لكونها مطبات مفاجئة على السائقين الغرباء مع عدم وجود لافتات توضيحية للسائق.

التقييم المفصل
هل فصل المحرر بين تعليقه والمحتوى الخبري المقدم للقارئ؟
فصل التعليق
بمقدمة المحتوى
هل نسب المحرر الصور إلى مصادرها؟
لم ينسب الصور لمصدرها
هل ذكر المحرر مصادر المعلومات الواردة بالمحتوى؟
ذكر مصدر المعلومات
معايشة بين السائقين والمارة في منطقة بولاق الدكرور أرض اللوا، والمعلومات الوثائقية من دراسة صادرة عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة مجلس الوزراء
أبرز الأخطاء
تشويه وتشهير
حقوق الإنسان
تشويه وتشهير
0%
المصداقية
جيد
100%
الاحترافية
صورة بدون مصدر
86%
نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية