وكانت تركيا قد زعمت أن المركب دخلت المياه الإقليمية للشطر الشمالى من قبرص، وهى منطقة تحتلها تركيا عسكرياً منذ 1974، وأعلنتها فى 1983 دولة مستقلة باسم «جمهورية قبرص الشمالية التركية»، لكن لم يتعرف بهذه الجمهورية أى دولة فى العالم باستثناء تركيا.
من جانبها، قالت السلطات القبرصية إن ما حدث «عمل غير قانونى» من قبل تركيا التى تسيطر على الشطر الشمالى من الجزيرة، وقال برودوموس برودرومو، المتحدث باسم الحكومة القبرصية المعترف بها دولياً، إن بلاده احتجت على توقيف الصيادين لدى قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فى قبرص.
فيما قال عليم صديقى الناطق باسم الأمم المتحدة «هذا مؤسف، ونحاول تسوية الموضوع».
وقال المتحدث باسم الخارجية القبرصية، دميتريس صامويل، إن مالك مركب الصيد أبلغ السلطات القبرصية بأن البارجة التركية اقتربت من زورقه على بعد 32 كيلومترا من الساحل الشمالى الغربى للجزيرة مساء الجمعة الماضى، وأوقفت البارجة التركية الصيادين، وتم جر المركب إلى ميناء فى الجزء الشمالى من قبرص والواقع تحت السيطرة التركية.
وفى السياق نفسه، نقلت صحيفة «قبرص ميل» القبرصية عن وزير الخارجية فى شمال قبرص، كودريت أوزيرساى، قوله منذ يومين، إنه زار الصيادين المحتجزين فى كيرينيا، وأكد كودريت للصحيفة أن الصيادين وهم: أحمد فرج طه الزاهد، وسامح صبحى على محرم، وعبدالرؤوف الديد عبدالرحمن، وعبدالله إبراهيم عيد الجندى، وعمرو محمود عبده محمد، تتم معاملتهم بشكل جيد».
وكانت العلاقات بين القاهرة ونيقوسيا، قد شهدت تطوراً كبيراً فى الفترة الأخيرة، توج هذا التقارب بين البلدين، بتوقيع اتفاق لإنشاء خط أنابيب لنقل الغازبين البلدين، وهى الخطوة التى اعتبرتها السلطات القبرصية الشمالية انتهاكا لحقوق قبرص التركية.
وهدد مسؤولون فى قبرص التركية، من أن بلادهم «سوف تتخذ إجراءات انتقامية بالتشاور مع أنقرة». من جانبه، قال مصدر مطلع فى وزارة الخارجية المصرية، إن القاهرة «تتابع مع السلطات القبرصية، تطورات القضية»، وكانت السفيرة مى خليل، سفيرة مصر فى قبرص قد أكدت فى تصريحات تليفزيونية أن «الصيادين المصريين لم يرتكبوا أى جريمة»، وأوضحت أن «السلطات فى قبرص التركية أحالتهم للمحاكمة للاستماع لأقوالهم فى جلسة أولية» قبل أيام.
ولم تتمكن «المصرى اليوم» من التواصل مع السفيرة حتى مثول الجريدة للطبع. وقال مصدر قبرصى لـ«المصرى اليوم»: «يمثل الصيادون المحتجزون أمام المحكمة المزعومة للشطر الشمالى، اليوم، فى جلسة هى الثانية لهم».