في المناطق المتاخمة لسد النهضة الإثيوبي بولاية «بنيشنقول- قماز»، يلتف الناس حول شاشات التلفزيون لمشاهدة مباراة «برشلونة» و«آيندهوفن» في أولى منافسات دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، بالتزامن مع الملايين في جميع أنحاء العالم.
ومن داخل مقهى شعبي في منطقة «عرب المعادي»، دوت الصيحات وعلت في الأرجاء، عندما أحرز البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي، الهدف الأول لفريقه في شباك منافسه الهولندي.
صاح المشجعون بـ«الإنجليزية والفرنسية» اختطلت بعربية رديئة وعادوا إلى مقاعدهم البلاستيكية التي صُفّت خصيصًا للقاء اليوم، وطلب «محمد» كوب شاي ونارجيلة.
محمد لاجئ إثيوبي من قبيلة «الأورمو» يقول لـ«الوطن»، إنَّ غالبية اللاجئين الأفارقة الذين يعيشون في منطقة «عرب المعادي» يشجعون النادي الكتالوني وينتظرون مباريات الفريق بفارغ الصبر للتجمع وتشجيع الفريق الذي يحبونه.
ويضيف «محمد» الذي جاء إلى القاهرة منذ 3 سنوات، أنَّ منطقة عرب المعادي تحتضن أكبر تجمع لقبيلة «الأورمو» في مصر.
وفي الجهة المقابلة لمقهى «المشجعين الأفارقة»، مقهى آخر باسم «دوّار العمدة» لم يصيح مرتادوه ولم يحركوا ساكنًا مع هدف النجم الأرجنتيني ولم يعيروا مذيع «بي إن سبورتس» أي اهتمام، إذ كانت آذانهم تصغي لصوت المعلَّق الشهير أحمد شوبير بينما يراقبون هجمة يقودها محمود كهربا تُرِجمت إلى هدف بأقدام المهاجم أوباما في شباك محمد أبو جبل حارس سموحة.
هنا فقط تعالت الصيحات بـ«العامية المصرية» لتنافس إنجليزية وفرنسية النظراء الأفارقة على الرصيف المقابل، مقهى يهتف باسم «ميسي» وآخر يتغنّى باسم الرئيس الأمريكي السابق الذي يشتهر به لاعب الزمالك «يوسف أوباما».
اعتاد روّاد «دوّار العمدة» ومنهم «منصور» على متابعة المشجعين الأفارقة للمباريات الأوروبية بالمنطقة التي يعيش فيها: «همّا هنا كتير وعايشين معانا.. وكل واحد بيشجع الفريق اللي بيحبه، والكورة بتجمّعنا».