التقى موقع "صدى البلد" محمود أحمد، الذي فقد بصره منذ الصغر، ورغم ذلك جسد نموذجا في التحدي والإصرار على تحقيق حلمه، ورغم قواعد عدم قبول المكفوفين بكليات الإعلام، أصبح محمود قائدا لفريق مشروع التخرج بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة حلوان.
بدأ محمود أحمد قصته منذ أن فقد بصره قائلا: "أحلم منذ الصغر بدخول كلية الإعلام، منذ دخولي الصف الخامس الابتدائي، ذاكرت واجتهدت لألتحق بكلية الإعلام، لكن الحلم أصبح شبه مستحيل، حيث فقدت بصري في الصف الثاني الإعدادي وتدهور المستوى الدراسي حتى وصلت إلى الثانوية العامة".
ويحكي محمود عن إصراره على تحقيق حلمه: "أنا لن أتخلى عن حلمي بالرغم من فقدان بصري، ولم أفقد أملى بالله، وتأقلمت على الوضع واجتهدت في الثانوية العامة، وحصلت على مجموع كلية الآداب، ولم تكن حلمي الذي أسعى إليه، ولكني علمت بوجود بقسم للإعلام بكلية الآداب بجامعتي عين شمس وحلوان".
استثناء وزير التعليم العالي
أكد محمود أحمد أنه بعد انتهاء مرحلة الثانوية العامة، واقترابه من تحقيق حلمه بدراسة الإعلام، وقع شرط عدم قبول ذوي الاحتياجات الخاصة والمكفوفين بكليات الإعلام عليه كالصاعق: "لم تكتمل فرحتي بوجود قسم الإعلام بكلية الآداب لأنه لا يقبل ذوي الاحتياجات الخاصة، ومع بداية فتح باب الكليات لجميع الطلاب كنت أواجه صعوبات عديدة لعدم مقدرتي على الالتحاق بالقسم الذي أسعى إليه منذ وقت طويل".
وقال أحمد: "من هنا بدأت رحلة المعاناة بعد عدم قبولي بقسم الإعلام جامعة حلوان، فتوجهت إلى مكتب وزير التعليم العالي لأعرض عليه مشكلتي، وبالفعل قابلته بسهولة وساعدني بإعطائي الموافقة لتمكنني من الالتحاق بكلية الآداب قسم الإعلام جامعة حلوان، ثم توجهت إلى الجامعة لأقدم جواب الموافقة لرئيس الجامعة وعميد الكلية وتم قبولي من ضمن طلاب القسم".
ويضيف: "بعد سماعي لعبارة تم قبولك بالقسم، فرحت فرحة عارمة وكأنني لم أعلم معنى السعادة الحقيقية، وبعد بداية الدراسة والانتهاء من الفرقة الأولى اتجهت للتدريب في بوابة الجمهورية بقسم التحقيقات، ثم تدربت في الأخبار المسائي ولُقبت بـ"صحفي العصر"، وكان لي عمود خاص لكتابة المقال، وترشحت في الأخبار برايل للمكفوفين، وتدربت في مطار القاهرة الدولي، في مجال العلاقات العامة لأنني كنت أنوي التخصص بشعبة "العلاقات العامة"، لكن القدر أراد شيئا آخر وتخصصت بشعبة الصحافة".
كفيف وقائد
مر الوقت وحان وقت مشروع التخرج في سنة رابعة، وتم اختيار فريق العمل المكون من 16 فردا لعمل مجلة.
ولفت محمود أحمد، إلى أنه حمل على عاتقه مسئولية التحرك ودفع الفريق للأمام، بعد توليه قيادة فريق المشروع، قائلا: "على الرغم من كوني كفيفا، ولكن شعوري بأهمية الفكرة التي وقع عليها الاختيار، وهي مجلة ترصد حياة ذوي الاحتياجات الخاصة، ومعاناتهم، تحت اسم "1/8 مصر"، جعلني لا أفكر في شيء سوى تحقيق نجاح المجلة، فبدأ الأمر يأخذ الشكل الصحيح وتفاعل أعضاء الفريق، وزاد حماسهم حتى تمكنا في النهاية من الفوز بالمركز الأول، وحصد 8 جوائز بمهرجان مشاريع التخرج".
واختتم أحمد حديثه قائلا: "مازال حلمي كبيرا، ويزيد إصراري كل يوم عما قبله، ولم أكتف بما حققت على المستوى الصحفي، وتدربت في مجال الإذاعة، وعملت في الإعداد بشبكة قنوات فضائية، وبالرغم من حبي للعلاقات العامة إلا أن أساتذتي بالكلية شجعوني على العمل الصحفي".