الوطن
75%
نسبة التقييم

مكتب بريد «المنشية» بالإسكندرية خلال رمضان.. طوابير من السابعة صباحاً وخدمة بطيئة.. والأهالى: «كرهنا نفسنا»

مكتب بريد «المنشية» بالإسكندرية خلال رمضان.. طوابير من السابعة صباحاً وخدمة بطيئة.. والأهالى: «كرهنا نفسنا»

فى السابعة من صباح كل يوم، تبدأ طوابير المواطنين أمام مكاتب البريد، رغم أنها لا تفتح أبوابها إلا فى التاسعة، يتأهبون لقضاء مصالحهم عبر الطابور الذى نفذوه تراضياً فيما بينهم، جحيم الزحام يزيد نار الحر فى الصيام، خاصة لحظات انتظار وصول الموظفين وبدء العمل رسمياً بالمكاتب، لتبدأ مشاجرات ومناوشات بين المواطنين إثر تفرع طوابير عن الطابور الأصلى عقب زيادة الوافدين.

12 موظفاً يدخلون مكتب بريد المنشية فى الساعة التاسعة صباحاً، يوقعون فى دفتر «الحضور»، فيستبشر الأهالى خيراً بسرعة إنجاز أعمالهم وتقديم الخدمة التى يطلبونها بشكل عاجل، إلا أنهم يفاجأون بأن المنوط بهم التعامل مع الجمهور وتقديم الخدمة إليهم 4 موظفين فقط، لتسيطر حالة من الملل على المنتظرين بسبب البطء الشديد فى أداء الخدمة.. «الطابور بيزيد ومش بيقل».

12 موظفاً بينهم 4 فقط يقدمون الخدمة للجمهور من خلف «الشبابيك».. وماكينات «ATM» مُعطلة

وقفت هناء عبده، 49 عاماً، ربة منزل، إلى جوار شباك لا يشغله موظف، أرهقها التعب من طول الفترة التى قضتها بالمكتب لقضاء مصلحتها: «مكتب بريد المنشية من أفضل المكاتب فى الإسكندرية، ولكن فى التصميمات فقط، ننتظر بالساعات بسبب عدم وجود موظفين كفاية لخدمة المواطنين، فضلاً عن عدم بقاء الموجودين خلف النوافذ أثناء فترة عملهم، فتارة الموظف يصلى الظهر وتارة أخرى فى الحمام، وغيرها عند المدير»، مؤكدة أن مكتب البريد يضم أكثر من 12 شباكاً لكن القائمين بأعمال تقديم الخدمة للجمهور هم 4 موظفين فقط.

وأضافت «هناء»: «لا بد من تطوير خدمة العملاء لإنهاء الإجراءات فى أسرع وقت، فأنا أنتظر أوقاتاً كثيرة لإرسال حوالة بريدية إلى أهلى بمحافظة أخرى، كما أن كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة لا يتوافر لهم شباك خاص للتعامل من خلاله، فيظل أغلبهم جالساً أو واقفاً لأوقات كثيرة دون مراعاة حالتهم الصحية وتعبهم».

على نافذة خالية من الموظفين، اتكأت إحسان عبدالمجيد، 69 سنة، بالمعاش، بعد أن أرهقها الوقوف والانتظار: «نواجه معاناة كبيرة بمكتب بريد المنشية لصرف المعاشات يوم 10 من كل شهر.. أقف فى أيام صرف المعاش من الساعة الثامنة صباحاً قبل الشمس ما تحرق جسمى، عشان أعرف أصرف معاشى»، موضحة أن أماكن الانتظار قليلة ولا تكفى العدد الهائل من المترددين على مكتب البريد، ما يتطلب ضرورة زيادة المقاعد لمراعاة ظروف كبار السن.

مصدر بـ«البريد»: لا يوجد تكاسل أو تباطؤ من الموظفين على مستوى المحافظة

وأضافت: «تم تسليمى بطاقة ATM لصرف المعاش بها، ولكن الماكينات غير متوافرة وعددها محدود بمكاتب البريد، والماكينات دائماً متوقفة لعدم صيانتها بصفة مستمرة، وعند سؤال أحد الموظفين تكون الإجابة (السيستم واقع يا حاجة)»، موضحة أنها تجاهلت البطاقة وظلت تقف فى الطابور من أجل صرف المعاش البسيط لمساعدتها على المعيشة بعد وفاة زوجها.

وقال حسن عبدالمجيد، 40 عاماً، محامٍ: «إن المشكلة الكبرى التى تسبب الزحام الشديد على مكاتب البريد هى عدم وجود رقابة على الموظفين، فمعظم الوافدين على المكتب من كبار السن والمرضى، ولا توجد مقاعد متوافرة للجلوس عليها، والفترة المقبلة ستشهد ارتفاعاً فى درجات الحرارة بسبب وفود فصل الصيف، ونشاهد الكثير من كبار السن يتساقطون على الأرض من الزحام والحر الشديد».

علاء إبراهيم، 45 عاماً، محاسب، قال: «إن مكاتب البريد صممت وجددت الشكل الخارجى فقط، ولكن لم يغيروا المعاملة مع الجمهور لتكون بشكل لائق»، مؤكداً تطوير صالة الانتظار فى مكاتب البريد لتصبح مثل البنوك، ولكن البنك يلتزم بالوقت المحدد فى رقم الانتظار، فبعد حصولك على الرقم لمتابعة اللوحة الإلكترونية تنظر فى آخر الرقم تلاحظ أن وقت انتظارك 20 دقيقة للوصول إلى الشباك، ولكن للأسف تنتظر أكثر من ساعة لإيداع أحد المبالغ فى حسابك الشخصى». وأضاف هشام عبدالعزيز، طالب جامعى بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية، أن مكتب بريد المنشية أقرب مكتب إلى سكنه وكليته، ويضطر إلى التعامل عبر المكتب رغم بطء تقديم الخدمة، لافتاً إلى أنه ينتظر صرف الحوالة التى أرسلتها لها أسرته من المنصورة أكثر من ساعتين، لافتاً إلى أنه يحتاج للحصول على المبلغ المحول فى أسرع وقت لدفع مقابل الكورسات الخاصة به، إلا أن الموظف يتحجج بأن (السيستم) به عطل ويتوجب عليه الانتظار: «ده أنا أروح المنصورة وأرجع أحسن من الذل اللى الواحد بيشوفه»، وتابع: «كرهنا نفسنا وكرهنا التعامل مع البريد أو أى مؤسسة حكومية فى رمضان، وكأن الناس دى عايزانا ننام طوال الشهر ونصحى بعد إجازة عيد الفطر علشان يكونوا فاقوا وعرفوا إزاى يشوفوا شغلهم».

مصدر مسئول بهيئة البريد بالإسكندرية، نفى أى تكاسل أو تباطؤ من جانب الموظفين فى المكاتب على مستوى المحافظة، مشيراً إلى أن حجم إقبال المواطنين على المكاتب يفوق مقدرة الجهاز الإدارى للهيئة وموظفيها، الأمر الذى يتسبب فى مشاهد الزحام على نوافذ المكاتب. وأضاف المصدر، لـ«الوطن»: «الأمر ليس له أى علاقة بشهر رمضان والصيام، فالموظفون يعملون بأقصى طاقة لهم سواء فى الأيام العادية أو فى المناسبات مثل شهر رمضان، كما أن المواطنين أيضاً يقبلون بنفس الكثافة طوال الوقت لتسلم المعاشات أو إرسال وتسلم الحوالات أو طلب دمغات وطوابع أو سحب وإيداع أموال فى دفاتر التوفير أو غيرها من الأمور والخدمات التى تقدمها الهيئة للمواطنين».

وعن تخصيص عدد قليل من الموظفين لتقديم الخدمة للمواطنين بينما يظل باقى الموظفين على مكاتبهم، قال: «هذه أمور إدارية، والكل يعمل على تقديم الخدمة للجمهور سواء بالتعامل المباشر من خلال النوافذ المخصصة لذلك أو من خلال المراجعة وإدارة العمل وغيرها من الأمور التى تصب فى النهاية فى تقديم أفضل وأسرع خدمة ممكنة للمتعاملين فى ضوء الإمكانيات المتاحة للهيئة».

التقييم المفصل
هل أشار المحرر إلى المصدر في حالة النقل أو الاقتباس؟
أشار المحرر إلى المصدر في حالة النقل أو الاقتباس
هل فصل المحرر بين تعليقه والمحتوى الخبري المقدم للقارئ؟
خلط بين الرأي والمحتوى
دمجه في صياغة المحتوى
هل نسب المحرر الصور إلى مصادرها؟
لم ينسب الصور لمصدرها
هل ذكر المحرر مصادر المعلومات الواردة بالمحتوى؟
ذكر مصدر المعلومات
تم نقل النص من الوطن 2018-06-11 21:17:10 تصفح أصل المحتوى
أبرز الأخطاء
تمييز
حقوق الإنسان
تمييز
50%
المصداقية
جيد
86%
الاحترافية
صورة بدون مصدر
75%
نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية
//in your blade template