رمضان فى مكاتب «الصحة» بكفر الشيخ: نوم وطبيخ (فيتشر)
June 03, 2018 |
| تم التقييم بواسطة: Dina Aboelmaaref | التصنيف: منوعات
«الموظفة نائمة»، كانت الصورة صادمة للممرضة، بعدما قادتها قدماها إلى أحد مكاتب مديرية الصحة فى مجمع المصالح الحكومية بكفر الشيخ، بحثاً عن «توقيع» على إجازة خاصة بإحدى زميلاتها، وبعد أن أفاقت الممرضة من صدمتها، نفذت بتلقائية تعليمات «بين الصحو والمنام» من الموظفة: «روحى المكتب التانى». يوم عمل كامل قضته «الوطن» داخل مبنى مكون من 6 طوابق، يضم أهم المديريات الخدمية فى المحافظة، حيث يلجأ إليه آلاف المواطنين يومياً لإنهاء مصالحهم المتنوعة، ويقف على أبواب المبنى فردا أمن وسيدة لتفتيش الزائرين، وفور عبور مرحلة التفتيش يدخل المواطن عالماً متكاملاً من الروتين، الذى يزيد عليه فى رمضان «تكاسل الموظفين» و«حديث الطبخ بين الموظفات».
عم «عطية» كعب داير بين 4 مكاتب لتجديد إجازة ابنته.. والدكتور «محمد»: ماكينة التصوير معطلة
داخل مديرية الصحة، التقت «الوطن» فتاة عشرينية ترتدى الزى «الكحلى» المميز لممرضات المحافظة، وقالت إنها تعمل فى «المركز الطبى»، وحضرت لاعتماد الإجازة الخاصة بإحدى زميلاتها، وهو إجراء روتينى بالنسبة لها، إلا أنها شعرت بالصدمة عندما فوجئت بالموظفة المختصة نائمة على مكتبها، وعندما حاولت إيقاظها طلبت منها الموظفة التوجه إلى مكتب آخر.
أمام أحد المكاتب الإدارية فى الطابق الثانى من المجمع، وقف عم عطية، مرتدياً جلبابه البسيط، وحاملاً فى يديه حافظة كبيرة من المستندات، وقال «حضرت إلى مديرية الصحة لتجديد الإجازة السنوية لابنتى الطبيبة المعارة فى إحدى الدول العربية»، مشيراً إلى أنه عانى كثيراً من بطء الإجراءات خلال أيام رمضان، دون أن يتمكن من إنهاء كل الأوراق المطلوبة.
بالقرب من عم عطية، وقف الدكتور محمد إبراهيم، حائراً بعدما اكتشف أن ماكينة التصوير معطلة، ما دفعه إلى النزول إلى الشارع لتصوير الأوراق ثم العودة مرة أخرى، وسط أجواء شديدة الحرارة، موضحاً «حضرت إلى مديرية الصحة للحصول على إخلاء طرف للانتقال إلى القاهرة، بعد 3 سنوات من العمل فى كفر الشيخ».
أما عم الشحات، الموظف السابق، فوقف بوجه مبتسم وجلباب بسيط أمام أحد مكاتب مديرية الصحة للحصول على إجازة لزوجته العاملة فى أحد المراكز الطبية، إلا أنه اضطر للانتظار أكثر من ساعة ونصف لحين وصول الموظف، الذى أصر فى النهاية على ضرورة اعتماد الإجازة من وكيل الوزارة أولاً، ما يراه عم الشحات «صعباً»، يقول «وكيل الوزارة، الدكتورة لميس المعداوى، غير موجودة بشكل دائم فى المديرية، والموظفات تركن العمل ليتفرغن للحديث عن الطبخ». وداخل مركز معلومات مديرية الصحة، رصدت «الوطن» جلوس موظفتين شابتين على مكتب واحد، وأمامهما جهاز كمبيوتر واحد لتسجيل البيانات، إلا أن إحداهما كانت تركز فى قراءة القرآن، بينما أسندت الأخرى رأسها على المكتب لتنام، ولم تجب واحدة منهما على سؤال لأحد المواطنين عن إدارة الشئون الإدارية، رغم أنها لا تبعد سوى أمتار قليلة.
موظف لمواطن: «لا أحد يطيق العمل فى الحر فتسامح وارمى أحمالك على الله»
كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة والنصف صباحاً، عندما دخلت «الوطن» إحدى غرف المديرية، لتفاجأ بـ5 مكاتب خالية، بينما تجمع موظفان على مكتب واحد للتسامر، عندما دخل أحد المواطنين ليبلغهما برغبته فى تحرير شكوى ضد المسئولين فى مستشفى عام، نظراً لتغيبهم ما تسبب فى تعطيل مصالح المواطنين، فأجاب أحد الموظفين عليه «رمضان كريم، الموظفون يغادرون المكاتب مبكراً، فلا أحد يطيق العمل فى هذا الجو الحار، خاصة مع الصيام، فتسامح وارمِ أحمالك على الله».
وفى مكتب «الشيكات» المختص بإصدار وصرف جميع أنواع الشيكات البنكية المتعلقة بالعمل، الذى لا تزيد مساحته على 4 أمتار مربعة، تكدست 5 موظفات مع أحد زملائهن، فيما وضعت موظفة منتقبة ترتدى عباءة سوداء وحجاباً مزركشاً سجادة الصلاة على المكتب، وغطت فى النوم، بينما جلس الموظف بجوارها، ودار النقاش بين باقى الموظفات حول الطعام، وعندما قاطع حديثهم أحد المواطنين بدخوله للسؤال عن مكان إدارة الخدمة الاجتماعية، كان الرد «كل مكتب عليه اسم الإدارة، روح شوف بتدور على إيه». داخل حجرة صغيرة مجاورة لمكتب الشيكات، جلست موظفتان بجوار اثنين من زملائهما، أحدهما فى العقد الرابع من العمر، كان يرتدى جلباباً بينما يضع «الشبشب» على الأرض، وعند سؤاله «أنت موظف هنا؟!»، رد «طبعاً، أنا حارس أمن، واسمى رمضان عبدالواحد»، ثم تساءل باستغراب «هو شكلى مش موظف ولا إيه؟!»، فيما أسند موظف آخر رأسه على المكتب لينام، وأمسكت موظفة بدفتر لتباشر عملها.
وفى مكتب مجاور، وضع الموظفون حجارة على مجموعة من الملفات حتى لا تتطاير أوراقها، بينما خلعت موظفة حذاءها، وجلست أعلى مكتب، فى مواجهة موظفة أخرى لتناقشا الطبخ، ودار بينهما هذا الحوار، «لا أعرف ماذا سأطبخ اليوم؟، احترت، فأولادى لا يأكلون سوى الأسماك واللحوم، وأنا أريد التغيير»، فردت زميلتها «آه يا أختى، ولسه الشهر طويل».
عند الوصول إلى مكتب خدمة المواطنين، جلست 3 موظفات، إحداهن على المكتب، محاولة النوم، بينما جلست زميلتاها على مكتب واحد، وعندما أبلغتهما برغبتى فى تقديم شكوى عن إهمال فى مستشفى الرياض المركزى، ردت إحداهما «تقديم الشكاوى فى مكتب وكيل الوزارة، وبعدها ستحول إلينا، لكن لماذا تريدين تقديم الشكوى بنفسك؟، اتصلى بالخط الساخن 16528، وقولى: أغيثونا من مستشفى الرياض والأطباء، ثم سجلى الشكوى برقم التليفون والبطاقة».
التقييم المفصل
هل أشار المحرر إلى المصدر في حالة النقل أو الاقتباس؟
أشار المحرر إلى المصدر في حالة النقل أو الاقتباس
هل فصل المحرر بين تعليقه والمحتوى الخبري المقدم للقارئ؟
خلط بين الرأي والمحتوى
هل نسب المحرر الصور إلى مصادرها؟
لم ينسب الصور لمصدرها
هل ذكر المحرر مصادر المعلومات الواردة بالمحتوى؟
ذكر مصدر المعلومات
هل تمثل المصادر المستخدمة بالمحتوى جهة واحدة من الرأي أم تعرض الرأي الآخر؟
جهة واحدةسرد المحرر لمشاهد من داخل أماكن عمل مختلفة
هل المصادر المستخدمة حديثة ومناسبة لسياق الموضوع؟
حديثة ومناسبة
هل هناك معلومات خاطئة ضمن المحتوى؟
غير محدد
هل قدم المحرر تغطية كافية للموضوع؟
قدّم التغطية الكافية للموضوعمدى إقبال المواطنين على تلك المكاتب، خاصة وأن الصور المعروضة تظهر أن المكاتب خاوية من المواطنين، ولا يوجد ما يستدعي النفرة التامة من الموظفين لآداء الخدمة
هل المحتوى المرئي المستخدم مناسب للموضوع؟
مناسب
هل يعبر العنوان عن مضمون المحتوى المقدم؟
لا يعبر بشكل دقيق
هل العنوان واضح وغير متحيز؟
متحيز
هل هناك أي تعميم في المحتوى؟
يوجد تعميم من المحرر
هل هناك أي إهانة /أو تشويه /أو تشهير لفرد أو مجموعة ضمن المحتوى؟
أشار المحرر لوقوع المصدر بـ (إهانة /أو تشويه /أو تشهير) بحق فرد أو مجموعة
هل استأذن المحرر صاحب التسجيلات أو الصور الشخصية المعروضة بالمحتوى؟
استأذنالاعتداء على الخصوصية بتصوير الأفراد دون علمهم
هل هناك التزام بمبدأ المتهم برئ حتى تثبت إدانته؟
ليس هناك التزام بمبدأ المتهم بريء حتى تثبت إدانتهالمحتوى يوحي بالتكاسل في الآداء، في حين أنه لا توجد تحقيقات في جهة العمل للفصل في ذلك
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط. لمعرفة المزيد برجاء زيارة الصفحة الخاصة ب ملفات تعريف الارتباط أو سياسة الخصوصية