بوابة فيتو
85%
نسبة التقييم

أول صماء تدخل كلية الطب.. «الحياة لا تقف في محطة» (صور) (فيتشر)

أول صماء تدخل كلية الطب.. «الحياة لا تقف في محطة» (صور) (فيتشر) استيقظت كالمعتاد من نومها مبتسمة، في صباح يوم جديد، على أمل تقديم عرض مسرحي جديد بمدرستها الابتدائية، فابنه الـ11 عاما كانت بارعة في رقصات الباليه، الجمباز، والتمثيل المسرحي، باعثة للأمل لكل من يرى وجهها المبتسم، لكن يوما كان أحداثه مختلفة مختلفا، فلم تتمكن من سماع صوت عصافير الصباح المغردة، صوت الأم عند إيفاقها لم يصل اليوم لآذانها الصغيرة، بات الكون من حولها صامتا، وأعلنت الحياة بدء الخصومة بينها وبين الصغيرة هذه، وانتهت اليوم طفولتها مضطربة الأصوات، وصاخبة الأنغام. حمى شوكية، تسببت في فقدان "فادية عبد الجواد"، طبيبة أمراض الجلدية والتجميل، حاسة السمع في عمر الـ11، بعد طفولة صاخبة، مليئة بالأحداث، فكانت صدمة كبرى، يصعب على طفلة صغيرها تحملها، محاولة بشتى الطرق التأقلم مع وضعها الجديد، وتقول "أصبحت أسيرة لعالم الصمت والصمم..وكانت صدمتي الهائلة"، عام بعد عام استسلمت لعالمها الهادئ البسيط، هدأت نفسها، وتأقلم عقلها، فلا مفر من إرادة الله عز وجل، وتتابع: "بعد فترة قصيرة، أكرمنى ربى بحالة سلام داخلي، وقررت أنه ليس أمامي، إلا أن اساعد نفسي، وأتغلب على ما أنا فيه وأن أكسر حاجز الصمت من حولي، فالحياة لن تقف هنا". "جرب حاول عاند".. كانت هذه الكلمات نهج الدكتورة فادية عبد الجواد للتغلب على إصابتها بالصمم في سن صغير، فتمكنت من التوصل لطريقة بسيطة للتواصل مع الآخرين، وفي وقت قصير، أصبحت تتمكن من قراءة الشفاه لمعرفة أغراض الآخرين، والتي تعلمتها ذاتيا في منزلها، من خلال التعامل مع إخوانها الستة، أما عن الأب، فكان العون الأول لها، الذي وثق في قدراتها تماما، وألحقها بمدرسة عادية وليست للصم، إيمانا منه بإمكاناتها، التي تؤهلها للتعامل مع صحيح السمع بسهولة. رحلتها الدراسية في مرحلتي الإعدادية والثانوية، كانت حافلة بالإنجازات، فتمكنت الطفلة الصغيرة من التفوق في المرحلة الإعدادية بمدرسة غمرة للبنات، وحصلت على مجموع 98% في مرحلة الثانوية العامة، لتؤهل إلى أصعب محطة في حياتها، وهي الدراسة في كلية الطب بجامعة عين شمس، لتصبح أول صماء، تتمكن من دخول هذه الكلية. " "كانت أمنية حياتي منذ الطفولة، أن أكون طبيبة، تخدم الناس وتداوي آلامهم، ولا تتاجر بعلمها، ولم تتأثر تلك الرغبة مطلقا بعد إصابتي بالصمم، بل ازددت قوة وإصرارا ورسوخا"، بهذه الكلمات وصفت "فادية"، شغفها بدراسة الطب، منذ الصغر، كان كل يوم يمر عليها، بمنزلة تحد جديد لها، فقد أتقنت اللغة الإنجليزية، لكنها لم تتمكن من قراءة حركة الشفاه بها، لذلك لم يكن للمحاضرات أي معنى بالنسبة لها، فاعتمدت على عشرات الكتب في المجال الطبي، لتتمكن من اجتياز الاختبارات، والتفوق بمجالها، وكان المعمل والمشرحة ملاذها الثاني، فقضت أوقات كثيرة بين أركانهما، باحثة عن العلم. وعن الأزمة الكبرى كانت بالامتحانات الشفوية في كلية الطب، حيث تضيف: "واجهتني أزمة مع الامتحانات الشفوية، وعدم قدرتي على قراءة حركة الشفاه للممتحن باللغة الإنجليزية، لم يتفهمني أحد من الأساتذة، أو يحاول مساعدتي سوى الدكتور طلعت الديب أستاذ الباثولوجى، وهكذا قضت السنوات الست في الكلية والمستشفى، وأحيانا كان الممتحن يخرجها من حجرة الامتحان بمجرد أن تشرح له حالتها، وتطلب منه أن يكتب لها السؤال، ولكنها تخرجت، بلا أي رسوب في أي سنة أو أي مادة رغم الكثير من الدرجات التي فقدتها ظلما". المحطة التالية كانت العمل بوزارة الصحة، وتمكنت من السفر سنوات عديدة لدول عربية وأفريقية، بعد أن حصلت على نيابة أمراض جلدية، وتعاقدت للعمل في التأمين الصحي، ثم استقالت وفضلت العمل في عيادتها الخاصة، والتواصل مع المرضى في عالم صامت ليس بأمر سهل، لا يتمكن منه إلا ذوي الإرادة الحقيقية، تمكنت بطلة قصتنا من التواصل مع مرضاها بسهولة، بقراءة شفاههم أيضا، فلم يتمكن أحد من معرفة إصابتها بالصمم، بسبب إجادتها التامة لقراءة الشفاه، قراءة جيدة وصحيحة، فكانت هذه الطريقة، مفتاحها للتواصل مع الآخرين، دون ملاحظة أي شيء غير اعتيادي عليها. خلال المرحلة الابتدائية، واجهت صعوبة في إتمام اختبار اللغة العربية، لاسيما القطعة الإملائية، فانتدبوا لها مدرسة لتملي عليها القطعة، لكن بلا أي جدوى على الإطلاق، فأشفقت المدرسة عليها فأعطتها ورقة الإملاء لتنقلها في ورقة إجابتها تعاطفا منها، ولكن هيهات انتفضت روحها التي كانت أفاقت لتوها من غيبوبة الحمى الشوكية وارتعدت كرامتها وكبرياؤها كطالبة متفوقة على قمة مدرستها وقارئة ممتازة لم تخطئ أبدا في الإملاء، ورفضت تماما، وحاولت حتى تمكنت وحصلت على 94% بهذه المرحلة. تزوجت الطبيبة الصغيرة عقب تخرجها، وأنجبت 4 زهور تمكنوا من ملء محيطها الصامت، لكنهم لم يتمكنوا من رؤية سندهم الأول في الحياة بتحمل هذا الصمت لمدة تقرب من 20 عاما، تمكنوا من إقناعها بزراعة القوقعة، وهنا سمعت لأول مرة تغريد بلابلها بجانبها، صوت أبنائها الأقرب لقلبها دائما وأبدا، وعن ذلك تعلق "لا يوجد أي وصف أو أي كلمة في أي لغة، تستطيع وصف شعورى بعد استعادة السمع حقا، صمتت حروفى وأبدت عجزها لغتي كأن استعادة السمع بالنسبة لي كاستعادة الحياة حتى أننى كنت أتساءل كيف عشت طوال تلك السنوات في عالم الصمت والصمم؟". شعرت بالعودة 20 عاما إلى الوراء، واكتسبت طاقة هائلة، وأن الحياة تبدأ من جديد، وانطلقت لتنشر الأمل لكل شخص أصم، ولكل أسرة لديها طفل يعاني من الصمم أو ضعف السمع، لهذا أطلقت مبادرة للقضاء على مشكلة الصمم وضعف السمع، وعلاجها جذريا، وأسست جمعية خيرية، غير هادفة للربح، لرعاية زارعي القوقعة وضعاف السمع.
التقييم المفصل
هل فصل المحرر بين تعليقه والمحتوى الخبري المقدم للقارئ؟
خلط بين الرأي والمحتوى
دمجه في صياغة المحتوى
هل نسب المحرر الصور إلى مصادرها؟
لم ينسب الصور لمصدرها
هل ذكر المحرر مصادر المعلومات الواردة بالمحتوى؟
ذكر مصدر المعلومات
تم نقل النص من بوابة فيتو 2018-06-02 08:04:07 تصفح أصل المحتوى
أبرز الأخطاء
تمييز
حقوق الإنسان
تمييز
85%
المصداقية
وجهة نظر واحدة
85%
الاحترافية
صورة بدون مصدر
85%
نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية
//in your blade template