'معمرات الجبل'.. كيف تغيرت أسطورة قرية الأرامل والمطلقات في أسوان؟ (cross media) (فيتشر)

«جنة الله فى جنوب مصر».. عبارة تخلو من أى مبالغة عند الحديث عن محافظة أسوان، تلك اللوحة الربانية التى رسم الخالق تفاصيلها من النعيم وملامحها من الفردوس ونيلها من أنهر الصالحين، لتنصهر فى مشهد بديع، مياهها الزرقاء ورمالها الذهبية وأشجارها الخضراء ومراكبها الفضية، ويختلط أبناؤها السُمر «أطيب خلق الله» مع القادمين إليها من كل حدب وصوب فى أنحاء العالم. «الدستور» زارت أسوان، ونقلت من واقع معايشتها للأهالى هناك، مشاهد مجهولة من «جنة الجنوب»، لا يعرفها كثيرون، وستفاجئهم بتفاصيلها وغرابتها وتفردها الإنسانى. أولى مغامراتنا فى أسوان ستكون فى قرية «السماحة» التابعة لـ«وادى الصعايدة»، التى خصصت وزارة الزراعة فى عام ١٩٩٨ مساحتها البالغة ١٢١٨ فدانًا للسيدات الأرامل والمطلقات، لتكون عونًا لهن على حياة جديدة. وننقل، خلال السطور التالية، تفاصيل ٢٤ ساعة قضيناها مع سيدات «السماحة» الأرامل والمطلقات المتبقيات فى القرية، بجانب أسر عادية، من رجال وسيدات، اشتروا المنازل والأراضى من صاحباتها الأصليات المخصصة لهن، وأنهوا أسطورة اقتصار سكان القرية على السيدات فقط.