كشف غموض مصرع طفلتين بالصف.. السم فى «خلطة العطار» | المصري اليوم (فيتشر)

هزّت واقعة مصرع الطفلتين الشقيقتين سمر، وهند سعيد، إثر تسممهما بسبب وصفة عطار لإزالة حشرات الشعر، مشاعر الأهالى في قرية القبابات التابعة لمركز الصف بالجيزة، فيما جدد قاضى المعارضات بمحكمة جنح الصف حبس حسين فاروق، صاحب محل عطارة، 15 يومًا على ذمة اتهامه بالتسبب في قتل الطفلتين أكبرهما 15 عامًا. داخل منزل المجنى عليهما كان والدهما في حالة يرثى لها، وعزاء أهالى القرية لا ينقطع. «المصرى اليوم» تواصلت مع أهل الفتاتين والأهالى. يوم الإثنين الماضى، كانت الطفلتان صائمتان مع والدتهما، وشكتيا الصغيرتان من حشرات الشعر «القمل»، خصوصًا الصغيرة «هند»، صاحبة الـ10 سنوات، التي أردادت قص شعر إثر معاناتها. تتطوقت الطفلتين إلى التخلص من حشرات الشعر، المعاناة انسيتهما جوعهما:«كانا يبكان ياماما راسنا بتوجعنا»، قالتها الأم، وهى تردد كلماتها المعتادة منذ مصرع طفلاتها:«مش عارفة إزاى أنا لسة عايشة». ارتطبت الأم عبير محمد، كثيرًا بـ«سمر وهند»:«أنا رحت اشتغل في مصنع ملابس وأخذت بنتى الكبيرة معاى.. علشان أجهزها للعريس». تقدم إلى خطبة «سمر» قبل أسبوعين أحد شباب القرية، رغم سنها الصغيرة، والتحاقها بالصف الثالث الإعدادى بمدرسة أبوبكر الصديق، وهو ما جعل الأم تعد عدتها لأجل الخطوبة:«اشتريت قبل وفاتها بيومين آوانى وصوانى بـ3 آلاف جنيه.. كنت عاوزة أشوفها عروسة»، وفقًا للأم فإنها كانت تصر على والدها بضرورة زواج الطفلتين مبكرًا!. انفجرت الأم عبير محمد، في البكاء، وهى تحكى الواقعة:«ولادى كانوا يعانوا من الحشرات في شعرهما، وطلبت من أبيهما شراء محللول من أي صيدلية للقضاء على الحشرات، لكنه آت لىّ بالسم من لدى العطار الذي قتلا زهرتا عمرى». دهنت «عبير» أولاً على رأس الصغيرة بالزيت «وصفة العطار»، كانت رائحته نفاذة للغاية:«سرحت شعر ابنتى هند، وقلت لها أخرجى بره، وشيلى أخوكٍ (عمار)- سنتين، وفوجئت بعودة الصغيرة بعد قليل تقول يا أمى حاسسة إنى تعبانة قوى، وهذا بالتزامن مع انتهائى من تسريح شعر أختها الكبيرة سمر». ربكة سرت داخل الأم، عقب شعور الطفلة الكبرى بحالة إعياء:«أخذت الطفلتين وغسلت شعرهما بمسحوق غسيل لإزالة الرائحة الكريهة..بس ولادى تدهورت حالتهما أكثر إلى حد الموت». كان المتهم صاحب محل العطارة كاتب اسمه على زجاجة إزالة المبيد الحشرى «وصفة العطار» ورقم هاتفه المحمول، وقدم نفسه على أنه حاصل على ماجيتسر في العلاج الطبيعى، اتصل والد الطفلتين بصاحب محل العطارة، واشتكى له إعياء الطفلتين «قال لى تعال لى بالبنت الصغيرة نشوفها.. أنا عامل لك زيوت طبيعية بعملها من 12 سنة لزبائنى»، يحكى سعيد، متألمًا لفقدانه فلذتا كبدة، واستهانة المتهم. يتذكر الأب أنه عندما فشل في حصوله على مبيد لإزالة الحشرات من الصيدلية الوحيدة بقريته، توجه إلى العطار «حسين»، والذى نصحه بخلطه الزيوت «المسمومة» رخيصة الثمن بـ6 جنيهات «العطار قال لى زجاجة واحدة تكفى». وصل الأب بالابنه هند، إلى العطار عقب إصابتها بحالة إغماء، فأعطاها المتهم شراب (ماء وملح)، ويقول سعيد:إن ابنتى لم تستجب لهذا الشراب، وما أن عدت بها إلى المنزل، كانت أختها الكبرى تنازع خروج الروح من الجسد. نصح طبيب الأطفال بالقرية ناصر أبوشامة، والد الطفلتين عقب توقيع الكشف الطبى عليهما:«روح معهد السموم في القاهرة.. العيال دول مسموتين»، ذهب الأب إلى المعهد عقب 3 ساعات من معاناة الطفلتين، كما يقول الأب:«وصلنا المعهد قالوا لنا ربنا يعوض عليكم في العيال». توجه «سعيد» إلى مركز الشرطة لتحرير محضر، لكن مأساته أصبحت مأساتين:«12 ساعة لحد ما فكروا يعملوا لىّ محضر..علشان الانتخابات الرئاسية ومحدش كان فاضى». ناظر عبدالعز ربيع، وكيل النائب العام، جثتى الطفتلين، وعندما تأكد من وجود شبهة جنائية، قرر تشريحهما بمعرفة خبراء الطب الشرعى، وتسلم من أسرة الطفلتين زجاجة المبيد الحشرى لتحليلها بالمعامل الطبية المختصة لبيان طبيعة المواد التي تحويها. يذكر أهالى القرية المأساة:«كنا بنجيب من العطار كل حاجة ونعتمد عليه في شراء المستحضرات لعلاجنا من الأمراض كافة»، قالها عم محمود حسانين، أحد الجيران، مؤكدًا أن أهالى القرية جميعهم شاركوا في تشييع جنازة الطفلتين «كلنا حزن وآسى».