تطوير وهمي.. نواب الشعب يرفضون زيادة أسعار المترو والقطارات (ريبورتاج)

اعترض عدد من أعضاء مجلس النواب، على تصريحات وزير النقل والمواصلات المهندس هشام عرفات، والخاصة بإعادة تسعير تذكرة المترو والسكك الحديدية لتكون بالقيمة الاقتصادية، ما يعني زيادة أسعارها لأضعاف السعر الحالي، وهاجم الأعضاء وزارة النقل، موضحين أن الزيادات السابقة لم ينتج عنها أي تطوير للمرفق، كما لم تقدم الوزارة دراسة أو خطة متكاملة للتطوير، مما كان سيقنع المواطنين. «التحرير» سأل النائب الوفدي محمد فؤاد عضو لجنة الخطة والموازنة، عن رأيه فى تصريحات الوزير، فقال إن الحديث عن زيادة أسعار تذاكر المترو والسكك الحديدية ليس المشكلة الأبرز في هذه المنظومة، فقد يكون مقبولا أن تزيد هذه الأسعار بما يتناسب مع قيمتها الاقتصادية الحالية، لكن الأزمة في ضرورة وجود خطة محكمة تقوم على تطوير هذا المرفق الحيوي، مضيفا: "لم أر أي تطوير أو بوادر خطة لتطوير المترو رغم ارتفاع سعر التذكرة للضعف"، وأشار إلى أن الهيئة القومية لمترو الأنفاق تعانى منذ فترة من وجود خلل في ميزانيتها بسبب وجود فجوة كبيرة بين مصروفات التشغيل والمدخلات والعوائد أو الإيرادات التى تقوم بتحصيلها نظير تقديم الخدمة. وتابع فؤاد: "سبق وتقدمت بخطة لتطوير هذا المرفق المهم تقوم على 3 محاور رئيسية، الأول يقوم على رفع قيمة الخدمة بنسبة 50% من قيمة التشغيل، والثاني تحسين استغلال الحيز المكانى من خلال إجراء مقايسة مساحية بالمحطات وإجراء مناقصات على حقوق الانتفاع من تلك المربعات للشركات المختلفة لوضع أكشاك عرض ودعاية وفقا للشروط والمواصفات الموضوعة من قسم الدراسات والمشروعات التابع للهيئة، وكذلك الإعلانات الموجودة على عربات المترو، والإعلانات داخل المحطات، والتي ستسهم في زيادة الدخل بنسبة 20%". وتمثل المحور الثالث بخطة النائب الوفدي لتطوير المرفق، في خفض نفقات التشغيل بنسبة 10% كحد أدنى، من خلال تطبيق أنظمة رقابة حقيقية على سير العمل وتحسين كفاءة التشغيل، محذرا مما وصفه بـ"الاستسهال" في رفع سعر التذكرة في ظل ظروف اقتصادية صعبة يمر بها المواطن المصرى. أما النائب إبراهيم نظير، فقد أكد أن وزير النقل سبق ولوح في عدة مناسبات بأن الهيئة العامة لمترو الأنفاق، والسكك الحديدية، تعانيان من خلل في الإيرادت وتحققان خسائر، وأن الحل الوحيد لإنقاذ القطاع هو تحريك أسعار التذاكر، مضيفا أنه ليس منطقيا أن تتم زيادة أسعار التذاكر إلى الضعف بشكل مفاجئ، بل لا بد من تقديم دراسات جدية للتطوير والتحديث، ورفع الكفاءة، كما لا بد وأن يشارك المواطن في صنع القرار، والإعلان عن الزيادات قبل تطبيقها بوقت كاف. وقال النائب محمد البدراوي، إن أي زيادة في هذا المرفق في الوقت الراهن ستمثل عبئا كبيرا على محدودي الدخل والبسطاء، موضحا أن زيادة أسعار التذاكر لا بد أن يقابلها تحسن في الخدمة بشرط تقديم الوزير لخطة التطوير، على ألا يكون الهدف منها مجرد زيادة حصيلة الوزارة. يذكر أن المهندس هشام عرفات وزير النقل، صرح أمس بأن تكلفة المقعد الواحد في عربة القطار تتراوح بين 65 و75 قرشا لكل واحد كيلو متر، في حين يبلغ سعر التذكرة الحالى 14.3 قرش لكل كيلو، أي نحو 20% من التكلفة. وأضاف "عرفات"، خلال مؤتمر صحفى، ردا على تحريك دعوى قضائية ضده وضد رئيس هيئة السكك الحديدية أمام مجلس الدولة، تطالب بإلزام الوزارة بإعادة تسعير تذكرة السكك الحديدية والمترو لتكون بالقيمة الاقتصادية، أنه يحيي المواطن الذي رفع الدعوى على موقفه المحترم وإحساسه بالمسئولية.