«يوميات طفل الفرن».. عمره 8 سنوات ويوميته 50 جنيهًا (فيتشر)
April 01, 2018 |
| Reviewed by: Dina Aboelmaaref
يجلسان سويًا على أريكة خشبية مواجهة للمنزل، يبدو حديثهم هامًا، الأول يتكئ بزراعه على حافة الأريكة بائسًا ومنهمكًا في إخراج المسمار الذي التصق بحذائه، بينما يرتدي الآخر قميص أزرق، يحمل حقيبته على ظهره، كان في طريق عودته من المدرسة، وإذا به يقابل صديقه فجأة، وجده حزينًا فاقترب منه لعله يخفف من وطأة حزنه وبدأ حديثهما.
محاولات مستميتة قام بها «عمرو» لإقناع صديق طفولته «إسلام خليفة» بالعودة إلى المنزل، لكنه رفض وقرر البقاء في الشارع، هاربًا من بطش أمه، يعمل «إسلام» في «فرن عيش» باليومية منذ دخول والده السجن لمساعدة والدته في تغطية احتياجات المنزل، يقول: «والدي كان يعمل بالفرن، لكنه أخذ حكم بالحبس لمدة 9 سنوات في المنيا، ذهبت إلى الفرن لأعمل مكانه، أحمل أقفاص العيش بمفردي وأنقلها إلى الزبائن، أما والدتي فتبيع الفراولة في السوق على المحطة».
يقطن «إسلام» في قرية «برطس» بالجيزة، عمره 8 أعوام ولديه أخ صغير يُدعى «خليفة»، يمكث برفقة ابنة خاله وقت ذهابه هو وأمه إلى العمل، ما زال صديقه «عمرو» يحاول إقناعه لكنه لا يستجيب: «لابد أن تعود للمنزل وتخبر والدتك أن صاحب الفرن ضربك وهذا ما دفعك أن تتركه وترحل»، 5 أيام مضت على عمله في الفرن لكنه لم يعد يحتمل، يقول: «أذهب إلى العمل 10 صباحًا وأعود إلى المنزل 11 مساءً، صاحب العمل يعاملني بقسوة والأقفاص ثقيلة وأشعر بتعب شديد وأنا أحملها، أمي هتموتني من الضرب عندما تعلم أننى لم أعمل اليوم».
يؤكد «إسلام» أن يوميته 50 جنيها تدخرها والدته في «الحصالة» الخاصة به، كي يتحمل مسئولية ذاته ويشتري الملابس التي يريدها في العيد، يتوافد الصبية واحدًا تلو الآخر حول «إسلام» منهم من يتهكم عليه قائلًا: «رايح فين يابن خليفة إنت مش سيبت المدرسة»، يلتقط منه آخر أطراف الحديث: «أصل أبوه في السجن وكل يوم يعيط عليه، كان بيشرب برشام وحشيش الحكومة طبت عليه قفشوه وخدوه في البوكس ومشيوا».
ما زال «إسلام» غارقًا في صمته لا يعلم ماذا سيفعل عندما تعود والدته إلى المنزل، بينما يقول ثالث: «لما بيجنن أمه بتروح شقلاه بالاتنين كيلو، عشان كده مش بنلعب معاه لإن ساعات واحد ياخده يدي للتاني حشيش وبرشام بيوصل الحاجات دي للناس، هو طالع زي أبوه»، يقترب «أحمد» من هذا التجمع الطفولى وينضم إليهم معلقًا: «لو كان عايش في بيئة كويسة وظروف حلوة مكنش هيطلع كده»، بينما يتجه «إسلام» إلى حيث لا يعلم ويعود الشارع إلى صمته مرة أخرى.
Our detailed review
Does the author refer to the source when quoting or paraphrasing?
أشار المحرر إلى المصدر في حالة النقل أو الاقتباس
Does the author differentiate between his\her own comments and the presented news?
خلط بين الرأي والمحتوى
Does the author refer to the source of the images used in the article clearly?
نسب الصور لمصدرها
Did the editor refer to the sources of the information used in the article?
ذكر مصدر المعلومات
Do the sources used in the article convey the same opinion or different opinions?
جهات مختلفةعمرو وإسلام - بطلا الحكاية
Are the sources up-to-date and relevant to the story?
حديثة ومناسبة
Is there any false information in the article?
غير محدد
Did the editor present sufficient information about the topic?
أشار المحرر إلى عدم تمكنه من الحصول على المعلومات الكاملة.
Is there any tampering with information or its context in the article?
غير محدد
Is the visual content suitable for the story?
مناسب
Does the video content match with the article?
نعم يتناسب
Does the headline express the contents of the article?
يعبر عن المحتوى
Is the headline clear and unbiased?
واضح
Is there any insult, defamation or slandering for individuals or groups in the article?
المحتوى خال من أي (إهانة /أو تشويه /أو تشهير) بحق فرد أو مجموعة
Is there a violation of privacy in the article?
ليس هناك أي انتهاك لخصوصية الأفراد
Is there any hate speech in the article?
المحتوى خال من خطاب كراهية
Is there any violence-instigation message in the article?
المحتوى ليس فيه أي تحريض على العنف
Is there any discrimination or/and stereotyping against individuals or groups in the article?