بوابة فيتو
87%
نسبة التقييم

إيناس عبدالدايم..«بنت البلد» (بورتريه)

إيناس عبدالدايم..«بنت البلد» (بورتريه) لم تكن عازفة الفلوت الشهيرة إيناس عبد الدايم تتمنى الجلوس خلف مكتب رسمى لتدير مقاليد الفن، ولم تكن تسعى إلى منصب رئيس دار الأوبرا المصرية، وإنما أهلتها شخصيتها للوصول إليه، وتحقيق نجاحات متتالية باسمها واسم الأوبرا لتعيد إليها بريقها الذي تآكل في حلكة الظروف السياسية، وتجعل العامة يشيرون بالبنان إلى صرح الأوبرا بعد إدراكهم أنها لم تعد للنخبة المثقفة و”كريمة” الطبقات الاجتماعية، وإنما صارت مسارحها مفتوحة للجميع. في أحد شوارع حى جاردن سيتى بالقاهرة، كان مولدها لأسرة صغيرة نسبيًا، حيث الأب يعمل مدرسا للموسيقى وعازفا أيضًا، والأم تفرغت لبنتيها، وأخت وحيدة صارت فيما بعد مطربة أوبرا عالمية.. لم تكن فترة الطفولة في حياة إيناس تشبه بقية الأطفال المنشغلين بألعابهم، وإنما اعتنى والدها بتعليمها هي وأختها العزف على آلة البيانو، وصارت قادرة على قراءة “نوتة موسيقية” كاملة في عمر الخمس سنوات.. لم تستمر أنامل إيناس في اللعب على البيانو كثيرًا، ففور دخولها إلى “الكونسرفتوار” في سن السابعة، اختار لها المعهد اللعب على آلة “الفلوت”؛ الأمر الذي لم تستوعبه في البداية، إلى أن أقنعها والدها بالآلة التي عشقتها فيما بعد لأنها الأقرب إلى آلة الناى الشرقية. شخصية إيناس التي عجز الكثير عن فهمها من فرط ما تتمتع به من مسئولية وجسارة وحدة، ولين وطيبة وحكمة في الوقت نفسه، لم تكن لتكتسبها بسهولة، وإنما كان لمجموعة من العوامل التأثير الأكبر في تكوين تلك الشخصية، يتمثل أولها في “والدتها” التي تصفها بأنها الداعم الأول لفنها ومسيرتها، حيث اكتسبت منها الكثير من الصفات التي تستطيع من خلالها الفصل بين طيبتها ولينها كأم وامرأة، وحدتها وحكمتها كشخصية مسئولة تهتم بأدق التفاصيل وتعرف كيفية الإنصات والاختيار والحسم في وقت الجد، فلم تكن والدتها تفارقها هي وأختها أثناء حفلاتهما في دار الأوبرا قبل توليها لمنصبها، وهو ما جعل جميع العاملين والفنانين في الأوبرا يتعرفون على شخصية والدة إيناس عن قرب.. أما ثانى تلك العوامل فتمثل في الدراسة خارج مصر، تحديدًا في العاصمة الفرنسية باريس، حيث حصلت على منحة دراسية من الكونسرفتوار هناك لاستكمال دراستها، ما جعلها تواجه حياة وبلدا جديدا وغريبا وحدها تمامًا، ما أكسبها ثقة في النفس وقدرة على فهم الشخصيات. لم تنتم “إيناس” في أي وقت إلى فئة “كريمة المجتمع” الذين يتحدثون ويتعاملون من “أنوف عقولهم” على الرغم من دراستها الموسيقى الكلاسيكية وقضاء شوط كبير من حياتها خارج مصر، وإنما تتعامل على نحو دائم بصفتها “بنت البلد” التي تأسرك فيها “الجدعنة” من أول تعامل يجمع بينكما.. الأمر ذاته الذي يجعلها تطوف في استراحة حفلات الأوبرا بين الجمهور وتستمع إلى آرائهم وتنصت إلى مشاكلهم وتأمر بحلها على الفور، خاصة جمهور الشباب الذي تعتنى بتوفير قدر كبير من الحفلات المناسبة لأهوائهم. فنانو وعاملو الأوبرا جميعًا باتوا يعرفون شخصيتها وما يرضيها في العمل وما يزعجها فيه، ويدركون أنها تعامل فتيات الأوبرا كـ «فيروز»، ورجالها كـ «شادي»، وهم في واقع الأمر أبناؤها المرتبط لسانها بذكرهم دائمًا، ففيروز الكبرى المتزوجة خارج البلاد، وشادى “آخر العنقود” الذي يدرس بالخارج أيضًا، وزوجها “مدحت” الذي يرافقها كما السند والداعم الأول لها بعد وفاة والدتها؛ ما يثبت أنها تتعامل في منزلها وعملها بمبدأ الأسرة التي متى يتحقق الوئام والوفاق الفكرى بين أفرادها، ارتفع مقامها وحققت ما تريده من نجاح. ورغم النجاحات الكبيرة التي حققتها إيناس فثمة حلم في صدرها لم تحققه بعد وما زالت تحتفظ به بين ثناياها، يتمثل في “قيادة الأوركسترا” وعلى الرغم من فوات الأوان على تحقيق مثل هذا الحلم فإنها تستبدله بالعزف المستمر على آلتها والمشاركة في الحفلات الموسيقية، رغم أعباء المنصب الذي تحمله فوق كاهلها، فالموسيقى والفن يبقيان منزلها الأول وأسرتها الأكثر دفئًا.
التقييم المفصل
هل أشار المحرر إلى المصدر في حالة النقل أو الاقتباس؟
أشار المحرر إلى المصدر في حالة النقل أو الاقتباس
هل فصل المحرر بين تعليقه والمحتوى الخبري المقدم للقارئ؟
خلط بين الرأي والمحتوى
هل نسب المحرر الصور إلى مصادرها؟
نسب الصور لمصدرها
هل ذكر المحرر مصادر المعلومات الواردة بالمحتوى؟
لم يذكر مصادر المعلومات
تم نقل النص من بوابة فيتو 2018-01-14 11:32:34 تصفح أصل المحتوى
أبرز الأخطاء
تمييز
حقوق الإنسان
تمييز
87%
المصداقية
وجهة نظر واحدة
87%
الاحترافية
مصادر مجهولة
87%
نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية
//in your blade template