الوطن
98%
نسبة التقييم

المشرف العام: سنعيد إحياء «الملك توت» فى حفل الافتتاح (حوار)

المشرف العام: سنعيد إحياء «الملك توت» فى حفل الافتتاح (حوار) قال الدكتور طارق سيد توفيق، المشرف العام على المتحف المصرى الكبير، إن العمل بالمتحف يجرى على قدم وساق للانتهاء منه وافتتاحه منتصف العام الحالى، مشيراً إلى أن «الافتتاح سيكون مبهراً، وسيناريو العرض المتحفى للفرعون الشاب توت عنخ آمون مفاجأة الافتتاح، حيث ستعود بنا قاعة العرض 3500 عام للوراء، وسنعيد إحياء الفرعون عبر 5 آلاف قطعة أغلبها لم يُعرض من قبل، سنرى خلالها كيف كان يأكل ويعيش، وحتى محضر جنازته». طارق توفيق لـ«الوطن»: نستهدف 5 ملايين سائح.. و750 مليون دولار أنقذت المشروع وتابع «الأمين»، فى حواره لـ«الوطن»: «استطعنا من خلال استخدام خامات محلية تخفيض تكلفة إنشاء المتحف والحائط العظيم عدة ملايين من الدولارات»، ولفت إلى أن الـ750 مليون دولار التى تم تأمينها نجحت فى تمويل عمليات الانتهاء من المتحف، مضيفاً: «أصبحنا أكثر اهتماماً بحفل الافتتاح عقب ما رأيناه فى لوفر أبوظبى»، مؤكداً أن «حادث الطائرة الروسية وانخفاض التدفقات السياحية وراء وقف مبادرة (دولار من كل سائح)، وسيعود تطبيقها قريباً».. إلى نص الحوار. إلى أين وصل العمل فى افتتاح المتحف الكبير والإعلان عن الاكتشافات الجديدة؟ - تم الانتهاء تماماً من كل الأعمال الخرسانية والمعدنية، وخطونا خطوات كبيرة فى أعمال التشطيبات الداخلية والخارجية، وحتى الساحات الرئيسية والطرق المؤدية إليها سينتهى العمل بها خلال أسابيع قليلة. وكيف استطعتم التغلب على معوقات البيئة المحيطة للمتحف من حيث المكان والإنشاءات؟ - هناك خطوات كبيرة قُطعت بالنسبة للإنشاءات والبيئة المحيطة. من جهة أخرى، وبالتوازى، تم إعداد سيناريو العرض المتحفى لقاعتَى «توت عنخ آمون» التين ستُفتتح بهما المرحلة الأولى من المتحف، واتخذنا خطوات جادة فى سبيل تحقيق ذلك. وما هذه الخطوات؟ - نحن بصدد طرح مناقصة عالمية للفتارين وإعداد القاعتين، وتم الاستقرار على سيناريو الآثار الضخمة التى ستوضع على الدرج العظيم، حيث تم الاتفاق على وضع 87 أثراً ما بين تمثال ولوحة، حيث كان من المفترض أن يوضع أكثر من هذا العدد، لكن بعد المناقشة مع اللجان العلمية المختصة فى وضع سيناريو العرض تم الاستقرار على هذا العدد بعد مراعاة البُعد البصرى من أسفل إلى أعلى الدرج، وحجم القطع، والتوزيع الزمنى، بحيث تروى قصة يفهمها الزائر ولا تطغى قطعة على أخرى ويكون العدد مناسباً فى الدرج الذى يُعتبر منطقة انتقالية، وبالفعل انتقلت 23 قطعة إلى مخازن المتحف، وبالرغم من انتهاء العمل فى المتحف لن يتم نقل تلك القطع لحين خلوّ المحيط تماماً من المعدات الثقيلة حتى لا نعرّض تلك القطع لأى مخاطر لأن سلامة الأثر تأتى فى المقام الأول. ما خطتكم حول الآثار التى سيتم وضعها فى مقدمة المتحف لتكون أول ما يستقبله الزائرون؟ - سيكون أول ما يستقبله الزائرون تمثال رمسيس الثانى، الذى تم نقله من ميدان رمسيس، والذى سينقل خلال الأشهر المقبلة إلى مدخل المتحف ومنه إلى الدرج العظيم بما يحويه من 87 قطعة أثرية بين تماثيل وعناصر معمارية، ومنه إلى قاعتَى توت عنخ آمون على مساحة 7 آلاف متر، وتضم 5 آلاف قطعة هى إجمالى القطع المكتشفة بمقبرة الفرعون الذهبى، وتم بالفعل نقل 4200 قطعة منها إلى مخازن ومعامل المتحف الكبير والمتبقى فقط هو القطع الكبيرة والهامة الموجودة ضمن سيناريو العرض المتحفى للمتحف المصرى بالتحرير، ولن تنقل سوى قبل افتتاح المتحف المصرى بالتحرير، حيث تم ترميم وصيانة 3700 قطعة، أى إن العمل جارٍ على قدم وساق. وماذا عن الإعداد لحفل الافتتاح؟ - ننتظر أن يكون الافتتاح فى النصف الثانى من 2018، ويتم التنسيق حالياً مع كل الجهات المعنية، وأبرزها وزارتا الآثار والسياحة ومجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية لتحديد الموعد المناسب، حيث سنراعى أن يكون مع الموسم السياحى الجديد فى 2018 للحصول على أفضل مردود على التدفقات السياحية من الافتتاح، خاصة مع ما شهدناه مؤخراً من افتتاح ضخم لمتحف «لوفر أبوظبى». بمناسبة تمثال رمسيس، كثُر الحديث عن تضرر التمثال منذ نقله فى 2006 وتأثره بالملوثات وعمليات البناء ما مدى صحة ذلك؟ - مَن يتذكر التمثال يعرف أنه من الجرانيت الوردى، أما من يراه الآن ومن لاحظه فى طريقه فسيكتشف أن لونه أبيض، وذلك لأنه محاط بمادة عازلة بيضاء تحميه من كافة عوامل التعرية والملوثات، وسيتم إزالة تلك الطبقة الحامية وعمل ترميمات مع التنظيف اللازم قبل افتتاحه، ولم يؤثر عليه بأى شكل من الأشكال تركه فى العراء كل تلك الفترة، فتلك التماثيل أساساً موضوعة فى العراء وهى من الجرانيت ولا تتأثر بعوامل الجو. وهل أضيرت أجزاء من المتحف جرّاء توقف العمل لعدة سنوات؟ - العمل الفعلى فى المتحف لم يبدأ قبل 2012 وأغلب الأعمال خرسانية، لذا فإنها لم تتأثر بأى شكل من الأشكال جراء التأخير. انتقد صاحبا فكرة المشروع فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، وزاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، الافتتاح الجزئى، خاصة أن الافتتاح تأخر من عام 2011 إلى 2018؟ - وجهة نظر لها وجاهتها، لكن من الطبيعى أن يكون افتتاح المشاريع الكبرى على مراحل، والمرحلة الأولى ستحوى 5 آلاف قطعة، أى إنه متحف فى حد ذاته، ولك أن تعلمى أن المتحف الإسلامى كله 4 آلاف قطعة تقريباً، أى إن المرحلة الأولى من المتحف الكبير ستكون أكبر من متاحف كاملة داخل وخارج مصر.. هذا أولاً، وجزء كبير من تمويل المتحف قروض من دولة اليابان لا بد من تسديدها، لذا من الأفضل أن يتم افتتاح المتحف، وأن يبدأ فى المساهمة فى عودة السياحة لتسديد القرض بدلاً من أن يظل عبئاً على الدولة لمدة ثلاث أو أربع سنوات أخرى، وحتى لو كنا انتهينا من الإنشاءات كما يقال فإن عمل بطاقات شرح الآثار وترميمها، وعمل سيناريو عرض عالمى مشوق يحتاج لوقت، خاصة أن عدد القطع المتبقية 45 ألف قطعة، تحتاج وقتاً كبيراً حتى لا نكرر خطأ المتحف المصرى المتهم بأن القطع متراكمة فيه دون عرض مميز مشوق وبطاقات شرح. وكيف استعددتم لافتتاح المرحلة الأولى؟ - المتحف من معالم مصرنا الحديثة التى تلقى اهتماماً كبيراً من مؤسسة الرئاسة، وسنكون على قدر الحدث وضخامته وأهميته، والمبنى والأعمال الإنشائية ستكون قد انتهت بالكامل، وغير صحيح أن الزوار سيدخلون المكان وفيه معدات بناء أو أسمنت ورمل، وحين سننتهى من كل الأعمال بما فيها الساحات والحدائق والمتنزهات سيكون هناك فقط عمل داخل قاعات العمل الداخلية، ولها مداخلها الخاصة البعيدة كل البعد عن قاعات العرض التاريخية وجماهير الزائرين، أى إن الزائر سيزور مبنى متكاملاً يحوى متحفاً به نحو 6 آلاف قطعة هى أفضل ما وصل إلينا من أنامل الفنان المصرى القديم لمجموعة «توت عنخ آمون» التى تُعرض كاملة للمرة الأولى. حادث الطائرة الروسية وانخفاض التدفقات السياحية وراء وقف مبادرة «دولار من كل سائح» وسنعيد تطبيقها قريباً مع تحسن معدلات السياحة إلى مصر وكم سيكون إجمالى مساحة المتحف عند افتتاح مرحلته الأولى؟ - 23 ألف متر مربع هى مساحة بهو المدخل والدرج العظيم وقاعتَى توت عنخ آمون، بخلاف 27 ألف متر للساحة الأمامية، أى إن المرحلة الأولى ستكون على مساحة 50 ألف متر من إجمالى 117 فداناً، أى نصف مليون متر تقريباً، تشمل المتحف والمشروعات المكملة من فنادق ومطاعم وغيرها، مساحة العرض المتحفى فيها 50 ألف متر، وسنفتتح أكثر من نصف المساحة الأساسية، وهو ما يهم الزائر. التمويل كان المشكلة الكبرى التى واجهت المتحف المصرى الكبير وعطلت افتتاحه عدة سنوات، فكيف نجحتم فى تخطى هذه العقبة وتوفير تمويل خاص للمتحف فى ظل حالة التضخم وتراجع سعر الجنيه؟ - بعد مفاوضات طويلة نجح مجلس إدارة المتحف بالتعاون مع وزارتَى التعاون الدولى والخارجية فى الحصول على قرض آخر من اليابان بقيمة 450 مليون دولار فى 2016، مع القرض الأول 300 مليون دولار، وبذلك أصبح تمويل المشروع مؤمّناً تماماً، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة تساهم فى المشروع بكوادر نجحت فى ترشيد نفقات هذا المشروع لمواجهة ظروف التضخم والتعويم، وكان المبلغ المرصود لهذا المشروع الكامل مليار دولار، ولن يزيد المبلغ بالرغم من التضخم وارتفاع الأسعار، ونجحنا فى ذلك باستخدامنا المواد المصرية المحلية فى كساء الأرضيات والحوائط. وكيف تعاملتم مع الحائط العظيم الذى كانت تكلفته 300 مليون دولار ويُستخدم فيه نوع من أنواع الألباستر الإيطالى ليعطى انعكاساً كأنه أشعة الشمس؟ - تم استبداله بالألباستر المصرى واستخدام إضاءة خلفية ستعطى نفس التأثير الذى وُضع فى التصميم الأصلى للمتحف، وكان سيتكلف 300 مليون دولار، وتم توفير ملايين الدولارات فى هذا البند وحده. إذا كان البديل المصرى متوافراً منذ البداية، وكان فى الإمكان توفير عدة ملايين، فلماذا استخدام بديل مستورد من الأساس؟ - ربما كان السبب أننا فى 2002، حين وُضع تصميم المتحف، كان الوضع اقتصادياً أفضل، وكانت هناك تدفقات سياحية كبيرة، وكان المشروع فى مراحله الأولى، وحينما بدأت الإنشاءات فى 2012 طُرحت التساؤلات: لماذا استخدام خامات مستوردة؟ ولماذا لا نستخدم مكوناً مصرياً مناسباً؟ ومن هنا جاءت فكرة الترشيد دون المساس بالتصميم والمستوى العام للتشطيبات. فى 2015 كانت هناك حملة «دولار من كل سائح» يتم توجيهها لمشروع المتحف الكبير، فهل طُبقت هذه الحملة؟ - حين أُطلقت هذه الحملة بالتعاون مع وزارة السياحة ووزارة الطيران، كان هناك اتجاه لتطبيق المبادرة، وتزامن ذلك مع حادث الطائرة الروسية، وما لحقه من انخفاض ملحوظ فى معدلات التدفقات السياحية لمصر، فوُجد أن الاستثمار فى هذه المبادرة سيكون دون جدوى، لذا تم إرجاؤه، واليوم ومع تحسن معدلات السياحة سنعيد طرح المبادرة من جديد. بعض القطع التى ستُعرض فى المتحف ستغير نظرتنا للتاريخ، ما أهم تلك القطع من وجهة نظرك كباحث وعالم للمصريات؟ - رأس تمثال أخناتون الموجود حالياً فى معمل القطع الثقيلة قطعة أثرية هامة من وجهة نظرى كأثرى، وستُحدث جدلاً محموداً بين الأثريين، حيث يرتدى أخناتون التاج الريشى للمعبود «شو» الذى يقف على معبودة الأرض «جبت» ويرفع معبودة السماء «نوت» ما يعطى دلالة على أنه يحترم كل المعبودات لكنه توجّه ضد آمون وكهنته، لذا أزال اسمه ولم يُزل باقى المعبودات، وهو أمر سيكون مثار جدل كبير، كما أن المتحف سيشهد عرض 5 آلاف قطعة تمثل المجموعة الكاملة لتوت عنخ آمون، فالمعروض حالياً منه 1600 قطعة فقط فى المتحف المصرى فى التحرير، وعرض المجموعة كاملة سيغير النظرة لتوت عنخ آمون من الفرعون الذهبى وسيصبح ممثلاً للأسرة الـ18 فى عصر الدولة الحديثة الذى يأخذ الزائر 3500 عام للوراء يعيش فيها تلك الحالة التى سيشعر معها كأنه انتقل عبر آلة الزمن، وسيرى من خلال القطع كيف كان يأكل، وما الذى كان يرتدى محضر جنازته ووثائق كتاب الموتى. وكيف ستنقل هذا الإحساس للزائر الذى اعتاد رؤية الآثار مكدسة فى متحف التحرير؟ - سيناريو العرض لمجموعة توت عنخ آمون سيكون مفاجأة الافتتاح، ولن يكون الأمر مجرد فتارين للعرض. وماذا ستترك للمراحل اللاحقة؟ - مع الانتهاء من المتحف المصرى الكبير لن يكون مجرد متحف، ففى القاعات التاريخية ستُعرض 25 ألف قطعة لم تُعرض من قبل، وستكون محل جدل ودراسات أو بمثابة معهد لدراسة المصريات وإلى جانب الـ50 ألف قطعة التى ستُعرض سيكون هناك 50 ألف قطعة فى المخازن المتحفية للدراسات الأكاديمية. وهل سنكتفى بأن يكون المتحف للحضارة المصرية فقط أم أن هناك معارض لآثار حضارات أخرى ومنها اليابانية، خاصة أن الحكومة اليابانية شاركت بشكل كبير فى بناء المتحف؟ - هناك بالفعل اتجاه لأن يكون هناك معرض لعرض آثار اليابان والهند. وكيف ستتم الاستفادة من موقع المتحف الفريد المجاور للهرم؟ - يتم حالياً تطوير المنطقة ككل حتى تكون قلباً حضارياً نابضاً بمحافظة الجيزة، وهناك اهتمام رئاسى بهذا المشروع وسيكون هناك ممشى بين الهرم والمتحف الكبير، وفى سبيل ذلك سيتم تحويل المرور من تلك المنطقة، بما يحقق سيولة مرورية لحافلات السياح، وسيضم المتحف فى مرحلته الأخيرة، إنشاء فنادق على مستوى عالمى ومطاعم، كل ذلك سيفيد حركة السياحة وسيُحدث فيها نقلة، كما سيُحدث نهضة اقتصادية كبيرة فى المكان، ولكن كل ذلك سيحتاج لوقت ليس بالقليل لأننا نتحدث عن منطقة ضخمة، وبشكل عام هناك اهتمام كبير من قبَل القيادة السياسية بالمشروع، ومتابعة دورية لاجتماعات مجلس إدارة المتحف، ومتابعة للقرارات، وبحث دائم للطريقة المثلى لتشغيله، لذا فهناك اتجاه لأن تكون إدارة المتحف من قبَل شركة خاصة. كم نستهدف من أعداد السياح مع افتتاح المتحف المصرى الكبير؟ - نستهدف 5 ملايين سائح سنوياً، ستكون البداية بـ3٫5 مليون سائح سيتزايدون سريعاً مع الدعاية وطريقة العرض والتشوق لتوت عنخ آمون، كل ذلك سيضاعف العدد سريعاً.
التقييم المفصل
هل أشار المحرر إلى المصدر في حالة النقل أو الاقتباس؟
أشار المحرر إلى المصدر في حالة النقل أو الاقتباس
حوار خاص لـ(الوطن)
هل نسب المحرر الصور إلى مصادرها؟
نسب الصور لمصدرها
هل ذكر المحرر مصادر المعلومات الواردة بالمحتوى؟
ذكر مصدر المعلومات
تم نقل النص من الوطن 2018-01-08 12:37:43 تصفح أصل المحتوى
أبرز الأخطاء
وجهة نظر واحدة
حقوق الإنسان
جيد
98%
المصداقية
وجهة نظر واحدة
98%
الاحترافية
جيد
98%
نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية
//in your blade template