البوابة نيوز
65%
نسبة التقييم

"البوابة نيوز" تكشف في تحقيق استقصائي.. "صنع في إسرائيل".. مواد محظورة تسرطن لبن الأم وتسبب الفشل الكلوي والعقم (تحقيق)

"البوابة نيوز" تكشف في تحقيق استقصائي.. "صنع في إسرائيل".. مواد محظورة تسرطن لبن الأم وتسبب الفشل الكلوي والعقم (تحقيق) «أفاقت الأم على لدغة عقارب الساعة التى تشير إلى الخامسة مساء، بينما تنظر بحسرة إلى جسد ابنتها، لربما تجدى معها محاولات إعاشة الأطباء، متمنية أن يعود الزمن ساعتين فقط إلى الخلف». وقفت «عفاف الشنواني» تحبس أنفاسها بترقب، فى غرفة الإعاشة باستقبال المستشفى الجامعى بمحافظة المنوفية، كان أطباء الطوارئ يقومون بواجبهم، بينما هى فى عالم خاص بها وبابنتها ذى السبعة عشر عاما، تتذكر عندما وضعت حبات رمادية اللون فى لفافة من القماش فى برميل القمح بحجرة التخزين بالمنزل، قبل أن تجد ابنتها ممددة على الأرض، بسبب التسريبات المنبعثة من الغرفة. نقلت الطفلة إلى المستشفى وحالتها متأخرة، تتشبث فى الحياة بقليل مما تبقى من وعي، وظل نبض القلب غير محسوس حتى أعلنت صافرة جهاز متحسس ضغط الدم عن نهاية حياة لم تبدأ بعد، ليعزى الأطباء سبب الوفاة بانخفاض حاد فى الدورة الدموية بسبب استنشاق غاز «فوسفيد الألومنيوم» وفق تقرير طبى بتاريخ 19 سبتمبر 2017. هذه قصة علياء خالد، واحدة من العشرات اللاتى راحت حياتهن سدى جراء عشوائية منظومة المبيدات الزراعية فى مصر، اللاتى يقودهن حظهن العاثر إلى استنشاق أو استخدام مبيدات محظورة دوليا. فى هذا التحقيق تكشف «البوابة» عن انتهاكات بعض الشركات المصرية التى تصدر منتجات زراعية باسم «صنع فى إسرائيل» وتستخدم غازات محرمة دوليا، إلى جانب رصد تداول مبيدات زراعية محظورة دوليا، وبذور مهندسة وراثيا فى غياب رقابة وزارة الزراعة، مما يسبب الإصابة بتسرطن لبن الأم وإصابة الفلاحين بالعقم والفشل الكلوى والموت المفاجئ. عبر «مدقّات» صحراوية، تتاخم طريق ٣٠ يونيو بالإسماعيلية، قيد الإنشاء، ينعطف السائق إلى جهة اليمين، لتغدو ترعة الكسّارة على اليسار، ثم تقف السيارة إزاء جسر صغير فوق الترعة، لا يمكن عبوره إلا سيرًا على الأقدام، ومن بعده تصطف مزارع الموالح والموز. تستقبلك لافتة سوداء بخطوط ملونة تقف على أربعة حوامل تحمل اسم «مزرعة تبارك» لبيع شتلات الفاكهة والفلفل والشرى والموز والفراولة، وعلى أقصى يسار اللافتة اسم الشركة «تكنوجرين»، تليها بوابة سوداء ضخمة داخل تجويف مكتوبا عليها قائمة بالمحظورات داخل الشركة، من بينها كاميرات التصوير. تبعد مزرعة «تبارك» عن الموقف الجديد بمدينة الإسماعيلية مسافة ٢٤ كم، و٣٧ دقيقة تقريبا بحسب ما أظهره تطبيق «جوجل ماب»، أثناء محاولة معد التحقيق الدخول للشركة كعامل باليومية، حيث وثق أصناف الطماطم الإسرائيلية التى تبيعها وتزرعها «تكنو جرين» من داخل المقر الأم للشركة فى الإسماعيلية، بمنطقة سامى سعد. استقبلنا فى البداية رجل خمسينى فى حجرة متواضعة بجانب البوابة من الداخل، يرتدى عباءة رثة، طلب منه معد التحقيق توفير فرصة عمل بالشركة، فهو حاصل على دبلوم «صنايع»، فسجل عامل الأمن رقم هاتفه، وجلس بجانبه على مقعد خشبى مستطيل يستند لحائط الغرفة يحدثه عن الشركة وأن طاقة تصديرها للطماطم الشيرى التى تصل لإسرائيل، وحجم توزيعها بمحافظات مصر، ثم اعتذر عامل الأمن عن عدم توفر فرصة عمل فى الوقت الحالي، بعد محادثة مع المهندس أحمد أبوالليل، المشرف على قطاع الفراولة بالشركة، وهو الحوار الذى وثقه معد التحقيق بالفيديو «مخفيا». عاد معد التحقيق مرة أخرى بصحبة «زاهر. ع» مشرف سابق على قطاع زراعة الفراولة توسط له للعمل داخل المزرعة، ليقضى بداخلها ساعتين كاملتين، قبل أن يصلا إلى الموظف المختص بإلحاقه بالعمل، توجها إلى القسم الخاص بالتصدير، قابل صديق له وقدم «زاهر» رفيقه على أنه تخرج حديثا من الثانوى الصناعي، وطلب أن يسدى إليه خدمة بإلحاقه بالعمل لديهم، لكن القسم كان متوقفا لانتهاء موسم التصدير، وأثناء ذلك رصد معد التحقيق أكياس تعبئة للمنتجات الزراعية بالشركة مدونا عليها بالحروف الكابيتال «PRODUCE OF ISRAEL» بعد مغادرة القسم، نسير و«صوب» المزروعات تمتد على مرمى البصر فى طريق العودة، سألنا «زاهر»: عن الأكياس المكتوب عليها «منتج فى إسرائيل» لم يكن السؤال مباغتًا، أو مثيرًا لاستهجان الرجل الذى بادر إلى الإجابة ببساطة: «هذا أمر طبيعي، فوراء الشركة إسرائيليون، والذين يفتشون عليها أيضًا إسرائيليون».. ثم واصل حديثه: «أنا شاهد على الشركة منذ يومها الأول، أول صوبة عملتها بيدى هذه، عمر طويل قضيته هنا، نحو ١٨ عامًا» . يستكمل «زاهر» حديثه مستعرضا تاريخه وذكرياته مع الشركة، لكن كلماته القليلة وقفت فى ذهنى كحجر، يتصادم عليه الاسم العبرى وانتماء المنتج لدولة إسرائيل مع بشرة خمرية لعدد من العمال المصريين تلطخت أيديهم بتراب الوطن وقطرات العرق تستجيب لأشعة الشمس التى لفحت وجوههم، لتطبع بسمارها بصمة «صنع هنا على أرض الوطن، بأياد مصرية، وتراب يحمل الاسم ذاته، كحقيقة لا يمكن تبديلها بـ«صنع فى إسرائيل».. كما رصدنا على المنتجات من داخل الشركة، والذى يعد انتهاكا صارخا لنصوص القانون المصرى والمعاهدات الدولية مصطفى النجاري، رئيس لجنة التصدير بمجلس الأعمال المصري، شدد على أن قانون ١١٨ لسنة ١٩٧٥، يؤكد أن المنتج عند تصديره يجب أن يحمل بيانات كاملة عن المنشأ، ونوع المنتج ومكوناته، ويحظر على أى شركة مهما كانت جنسيتها أن تصدر باسم دولة غير مصر، حتى إن كانت متعددة الجنسيات، ومخالفة مثل هذه تصل عقوبتها إلى شطب الشركة من السجل التجاري. واتفق معه المهندس رضا إسماعيل، وزير الزراعة الأسبق، واعتبر أن تصدير منتج من مصر باسم دولة أخرى انتهاك لا يوجد أى مبرر قانونى له، أما المهندس شريف الجبالي، رئيس غرفة الصناعات الكيماوية، فأكد أن التعاون بين شركة «تكنوجرين» والجانب الإسرائيلى «قديمة» ومعروفة، وشدد على أن الشركة مصرية وعضوة بغرفة الصناعات الكيماوية ورقم عضويتها «١٧٠٩» . اليوم الواحد والعشرون من فبراير لعام ١٩٩٩، كان بداية التعاون الحقيقى بين شركة «تكنوجرين» والشركات الإسرائيلية، حيث تم افتتاح ثلاجة التصدير الخاصة بمزرعة الشركة بالإسماعيلية «تبارك»، والتى نفذتها الشركات الإسرائيلية، فى حضور وزير الزراعة، آنذاك «يوسف والي» وممثلين عن السفارة الإسرائيلية. وكانت «تكنوجرين» ضمن مشروع شراكة بين الجانبين المصرى والإسرائيلى بتمويل أمريكي، يهدف لزراعة محاصيل تجارية «فراولة، كانتلوب، زهور، فلفل والعنب» وليست محاصيل استراتيجية مثل القمح أو الذرة، حيث إن إسرائيل تحتاج لتأمين المواد الخام اللازمة لصناعاتها الغذائية، والتى تلتهم أكثر من ٦٠ بالمائة من إنتاجها الزراعي مقايضة وتطبيع "زراعيم"، و"حيفا" شركات يهودية استصلحت الأراضى فى مصر للزراعة، كما دعمت شركة «تكنوجرين» بتكنولوجيا الرى والزراعة كوكيلة لها فى مصر مقابل الحصول على ٧٠ بالمائة من الإنتاج سنويا، هذا ما أكده الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز يافا المناهض للتطبيع، وهى النسبة نفسها، التى تقر الشركة الوكيلة بتصديرها عبر موقعها الرسمى على شبكة الإنترنت. تقارير للجنة مخلفات مبيدات الآفات البريطانية أثبتت وقف شحنات عنب لشركة «تكنوجرين» لعدة مرات متتالية، بسبب وجود نسب عالية من متبقيات المبيدات الخطرة، مثل «سيبرمثرين_ فينيكساميد_ ميكلوبوتانيل_ تريادمينول»، وبحسب التقارير فالعينة تم أخذها من شارع ميلور، روشديل، بدون علامة تجارية. «Companies hous»، موقع بريطانى يضم كل المؤسسات التجارية بالمملكة، الغريب أن هناك ثلاث شركات مسجلة فى بريطانيا بالاسم نفسه «Technogreen»، الأولى كانت تعمل فى قطع غيار السيارات، والثانية غير محددة النشاط، أما الثالثة فكانت فى قطع غيار الحاسبات ويديرها حسن محمد مهدى «بريطانى الجنسية» وعنوانها ٢٤٨، هاى ستريت سوث، هاى ستريت سوث، لندن، المملكة المتحدة، E٦ ٣RT. زراعيم".. و«مُحَلل» غير شرعى دفتر صغير أزرق اللون عليه شعار واسم الشركة «تكنوجرين» وكلاء شركة «زراعيم جديرا»، بجانب لوجو لشركة «زراعيم» وهو زهرة مثبتة علي مثلث قاعدته للأعلى مدون على ضلعيه اسم الشركة بالعبرية والإنجليزية لبذور "الطماطم - الكنتالوب - بطيخ - خيار - كوسة". مفاجأة يكشفها البحث فيما يدار داخل كواليس الشركة وهى استخدام «تكنوجرين» لشركة «سينجنتا» كمحلل لتمرير بذور إسرائيلية مهندسة وراثيا ومسرطنة، من إنتاج شركة زراعيم الإسرائيلية، فى الخفاء ليتصدر اسم «سينجنتا» كشركة سويسرية المشهد أمام السوق المصرية، فتكنوجرين بحسب موقعها الرسمى ليست وكيلة فقط لشركة زراعيم، بل وكيلة أيضا لشركة سينجنتا السويسرية ومقرها بازل بسويسرا، وهى المالك لـ«زراعيم». "سينجنتا" واجهت حظرا فى الاتحاد الأوروبى عام ٢٠٠٥ بسبب قوانين منع تداول البذور المعدلة وراثيا لأغراض تجارية، وبلغ معدل تجارتها ١٣ مليار دولار نصفها فى الأسواق الناشئة. وتمتلك «سينجنتا» ثلاثة خطوط إنتاج لمنتجات بذور الذرة وفول الصويا، والمحاصيل الحقلية وتبلغ مبيعات البذور المعدلة وراثيا ٢٥٪ من إجمالى المبيعات. ومن أصناف الطماطم التى تبيعها الشركة بالوكالة لزراعيم الإسرائيلية: فاكولتا ٣٨، عيدان ٨٣٧، ومن الفلفل رافيف، ومن الكانتلوب جاليا وجولان. وزارة الزراعة تنكر على المستوى الرسمى وجود بذور إسرائيلية أو مهندسة وراثيا فى السوق المصرية بحسب بيانها فى ٦ نوفمبر لعام ٢٠١٣، لكن كتاب «دليل المزارع فى إنتاج الطماطم» والذى أنتجه معهد البحوث الزراعية، وثق بيع البذور الإسرائيلية بترخيص من وزارة الزراعة لصالح شركة تكنوجرين منذ عام ١٩٩٧. ومن الأصناف الإسرائيلية التى وثقها الدليل «moserima» تحت الاسم التجارى نورا، ومسجل برقم ٢٧٧٥ لسنة ٢٠٠١، و«Dischbrldor» تحت الاسم التجارى ليفرت، ومينا ٩٧ تحت الاسم التجارى الكرنك، وأوربت صوب برقم ٣٧٧ لعام ١٩٩٧ "حيفا كيميكال" ودونالد ترامب طرف ثالث "حيفا كميكال" الإسرائيلية واحدة من أذرع الإمبراطورية الاقتصادية لمجموعة «ترامب»، الرئيس الأمريكى الـ٤٥، حيث اشترى الشركة من الحكومة الإسرائيلية فى عملية خصخصة تهدف لتنمية أنشطة المصنع بافتتاح فرع آخر فى إسرائيل وثالث فى فرنسا. "حيفاكيميكال" هو المصنع الأول فى العالم الذى يسيطر على إنتاج غاز البروميد المحرم دوليا بموجب اتفاقية "مونتريال"، فنحو ٢٥٠٠ شاحنة تقريبا تنقل منتجات غاز الميثيل إلى ميناء حيفا من مقر إنتاجه بالبحر الميت_ المنطقة التى تسيطر عليها حيفا كيميكال_ إلى جانب ميناء أسدود. "تكنو جرين" هى وكيل أيضا لبيع المنتجات التى تصنعها معامل شركة «حيفا كميكال»، التى تأسست عام ١٩٩٨، فى منطقة النقب بالأراضى المحتلة، وبلغ حجم مبيعاتها عام ٢٠١٠، ٧٠٠ مليون دولار، وكانت المفاجأة أنها الآن تتبع مجموع «ترامب» المملوكة للرئيس الامريكى دونالد ترامب بحسب موقع الشركة. براءة مستهدفة تجلس الثلاثينية «م. د» برضيعها الأول، الذى أنجبته بعد 7 سنوات من صبر كصبر أيوب، تهدهده وتنظر لابتسامته الملائكية وعلامات ذعر تشوب نظراتها المتنقلة بين وجهه وورقة ممهورة بختم معمل التحاليل، تقرأ نتيجة تحاليل عينة لبن يلتقمه رضيعها بين شفتيه صباحا ومساء، لتخبرها أن لبنها يحوى بقايا سامة قد تضر به إلى حد الموت. متبقيات المبيدات، وعلى رأسها غاز بروميد الميثيل المحرم دوليا، لم تترك الأطفال ينجون ببراءتهم من سمومها، إذ تنتقل السموم للأطفال عبر حليب الأمهات وتخرج أثناء الرضاعة مع الحليب فتصيب الأطفال، ذلك ما أثبتته «ناريمان العطاونة» فى دراستها «المبيدات الزراعية وأثرها على الصحة» من خلال المسح الميدانى الذى تضمن سحب 46 مستخلصا لعينات من حليب الأمهات تم تحليلها فى معمل متبقيات المبيدات بوزارة الزراعة، وكانت المفاجأة احتواء 15 عينة على بقايا سامة. المسح الميدانى تضمن أيضا سحب 51 عينة من دم المزارعين بواسطة أطباء متخصصين، وأظهرت النتائج وجود مركبات هيدروكربونية محظورة فى دم المزارعين. ومن بقايا المبيدات المحظورة التى عثر عليها بالدم وحليب الأمهات: "المركبات الهيدروكربونية، مثل مبيد ديلدرين، مبيد دى دى إي، ويحتوى على مادة الميثيل، توباز، توفز، نماكور وميتاسيستوكس وروجر، وغاز بروميد الميثيل الذى يؤدى تكرار استخدامه إلى الترسب فى التربة وتلويث مصادر المياه، وزاد مع استخدامه حالات الإصابة بالفشل الكلوى وأمراض الكبد" بذور إسرائيلية.. وهرمونات مسرطنة حرب كيماوية تدار في الخفاء من قبل كيميائيين بقطاع الحرب الكيماوية في الجيش الإسرائيلي، فبعضهم يعمل في مصانع حيفا كيميكال، وبعض منتجاتهم في السوق المصرية ممنوع تداولها في اسرائيل مثل «تومست واوراست» هرمونات الطماطم، كما أوضح المهندس حسام رضا، مدير سابق بالإرشاد الزراعي بالإسماعيلية. سجل «رضا» شهادته في وزارة الزراعة عندما لاحظ تشوهات في حقول بالإسماعيلية زرعت بخيار "دليلا" الإسرائيلي، وامتد التدمير للحقول المجاورة، وأدت الذرة المهندسة وراثيا لظهور أمراض زراعية في مصر لم تكن موجودة من قبل، مثل البياض الذهبي المنتشر في الخيار، ودودة اللوز القطنية، وهي أمراض تعالج بمبيدات جهازية تترسب في النبات وتصيب الإنسان بالسرطان بحسب التقارير الأمريكية، ولازالت البذور تدخل عبر وكلاء مثل شركة تكنوجرين وكيل "حيفا كميكال وزراعيم". "إسرائيل في الزراعة المصرية" كتاب وثق فيه حسام رضا، شهادة لاثنين من العمال قضيا فترة في ثلاجات الشركة الخاصة بتصدير المنتجات، أكدا أن الشركة تصدر منتجات مكتوب عليها بالإنجليزية "Produc of Israel"، والشركة بدأت عملها في يوليو ١٩٩٧ _أي قبل افتتاح الثلاجات بعامين_ بشراء ٢٠٠ فدان من تجار الاراضي وانشأت صوب، وثلاجة تبريد لتصدير المنتجات لإسرائيل واعادة تصديرها لأوروبا من أجل احتفاظ اسرائيل بأسواقها، واعفاء المنتج من اشتراطات صارمة لا تطبق علي الإسرائيلي. "الغريب أن إسرائيل سرقت من مصر ٦ أصناف طماطم في فترة الملكية الفكرية"، يؤكد رضا: وأعادت تصديرها إلي مصر باسم مختلف مثل صنف "ادكو" الذي نستورده الان باسم "الطماطم الحلوة" بانتاج إسرائيلية. "لا يوجد مبرر لإنكار علاقة تحكمها اتفاقية سلام، لكن يجب تشديد مراقبة المبيدات المهربة كونها محظورة دوليا" يقول مدحت حسن، المدير الحالي للإرشاد الزراعي بالإسماعيلية، والذي تلقي دورة تدريبية في إسرائيل: التعاون موجود بشكل غير معلن حتي في استيراد غاز البروميد المحظور دوليا بالاعتماد علي بعض رجال الأعمال وهناك أسمدة مثل "NPK" معروف أنها لا تأتي الا من اسرائيل لتصنيعها من البحر الميت. وتنتشر البذور والمبيدات الإسرائيلية في الإسماعيلية والصالحية والنوبارية ومدينة الخطاطبة بالمنوفية، وبعض المبيدات تدخل مهربة عبر سيناء فوسفيد الألومنيوم... "اغتيال موثق" "سعاد محمد بلتاجي" ربة منزل على أعتاب عامها الواحد والثلاثين، اختطفها موت مفاجئ من زوجها، الذى أدلى فى شهادته أمام النيابة بأنها استنشقت خطأً أقراص فوسفيد الألمونيوم، أثناء عملية تشوين القمح بالمنزل. سعاد أصبحت مجرد حالة وفاة تحمل رقما فى دفتر أحوال الشرطة مدون بـ ٨٣٥٠ لسنة ٢٠١٧، وسط حالات عدة من الوفيات التى وثقتها محاضر رسمية وتقارير طبية بسبب استنشاق غاز فوسفيد الألمونيوم، ووصلت فى الفيوم إلى ٢٥ حالة. "قرص واحد كاف لقتل شخص" حظرته السعودية والإمارات، لكن الكارثة أن لجنة المبيدات بنشرتها الدورية تنصح باستخدامه، هو ما أكده الدكتور خالد غنيم، أستاذ العلوم البيئية بجامعة الأزهر، متابعا: من الصناعات الإسرائيلية، ويدخل السوق المصرية بأسماء تجارية هندية وصينية. مخاطبات حصل عليها «محرر البوابة» أكدت أن وزارة الصحة طالبت الزراعة بضرورة سحبه من السوق نظرا لخطورته على الصحة العامة، وذلك فى المخاطبة التى تحمل رقم وارد «٤٠٩٠٨/١٨_٢»، لكن الشركة المصرية القابضة للصوامع طلبت ٢٠٠٠ كرتونة فى المناقصة الأولى لها فى عام ٢٠١٨. وبمحافظة أخرى عجزت الأسرة التى تقطن بريف المنوفية عن حماية أبنائها الأربعة الذين تخطفهم الموت، واحدًا تلو الآخر. فاجعة الأسرة كانت تزداد مع كل طفل تذهب به إلى المستشفى لمحاولة إنقاذه، فتكون العودة من طريق المقابر، لكن الحادثة الغريبة وجهت شكوك قسم الطب الشرعى بالمنوفية نحو احتمال استخدام الأسرة لأقراص الفوسفيد فى تخزين الحبوب بالمنزل. الدكتورة صفاء عبدالظاهر رئيس قسم الطب الشرعى والسموم الإكلينيكية بالمنوفية تقول: إن حالات الوفاة بلغت ٧٤ حالة نتيجة تسمم الفوسفيد ٨٦٪ منها سيدات بقرى المنوفية. بروميد الميثيل.. وسبتمبر الأسود يدعو الله كل عام أن يباعد بينه وبين سبتمبر.. شهر يعقم فيه الفلاحون التربة بغاز بروميد الميثيل، يصفه قاسم عواد، «سبتمبر الأسود»، ينظر إلى الأكياس البلاستيكية الممتدة على مساحات شاسعة من الحقول كغيمة ضباب تجلب الشر، تختبئ وراءها خراطيم تسرى فى أحشائها غازات مميتة، يتذكر صديقه، وهو ملقى بجانبها يلفظ أنفاسه بين يديه جراء الإصابة بفشل كلوى من وراء استخدامه للبروميد. «عواد»، هو أيضا واحد من مرضى الفشل الكلوى بحسب تقرير طبى يحمل رقم ٢٢٧٧٦٧٣ بتاريخ ١٠ /٧/ ٢٠١٧، جراء كثرة استخدام الميثيل، الذى يتسرب إلى المياه الجوفية فى التربة مسببا فشل الكلى والتهابات الكبد. بروميد الميثيل، غاز يستخدم لتبخير القمح، وتعقيم التربة ضد الآفات قبل الزراعات الحساسة مثل الفراولة والطماطم والخيار، وحُظر دوليا بموجب بروتوكول مونتريال، بهدف حماية طبقة الأوزون من خلال تقليص استخدامه تدريجيا، وقعت مصر عليه عام ١٩٩٧، مقابل منحة مليار دولار أمريكى لإيجاد حلول بديلة، وأعلن المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أن معدلات استخدامه «صفر» عام ٢٠١٥ بعد أن كانت ٣٠٧ أطنان سنويا. وبالعودة إلى «زاهر.ع» مشرف سابق بقطاع الفراولة بتكنوجرين، أكد «عملت فى تعقيم التربة بغاز بروميد الميثيل أثناء وجودى فى الشركة، وكانت أسوأ أيام السنة»، وهو ما أكدته العديد من شهادات العمال الذين اشتغلوا فى ذات القطاع، إضافة إلى صور حصل عليها معد التحقيق وثقت استخدام الشركة للغاز فى تعقيم التربة قبل زراعة الفراولة. الفلاح هو الحلقة الأضعف فى المنظومة الزراعية، فلا العائد يكفيه لسد الرمق، ولا البيئة التى يعمل بها تحميه من المبيدات التى تهرى كبده. وثق ذلك معد التحقيق من خلال رحلة بحث فى عدد من محافظات مصر،كشف فيها عن مدى انتشار استخدام غاز بروميد الميثيل فى تعقيم التربة، كما رصد عدد من المزارعين الذين أصيبوا بفشل كلوى جراء استخدام البروميد. "الكسابية" قرية صغيرة بالقليوبية، تبعد عن القاهرة بساعة ونصف تقريبا، ترى على جانبى الطريق حقول الفراولة بمجرد أن تدلف عبر طريقها الزراعى، والتى تعد الاقتصاد الأساسى لسكانها. "محمود التوانسى" مزارع من أهل القرية، يعمل بالأزهر الشريف، اشتكى من جيرانه الذين يستخدمون الغاز سنويا قبل زراعة محصول الفراولة للقضاء على الحشائش وأمراض «النمياتودا»، فسبق وأن أصيبت طفلته بضيق تنفس بسبب تسريبات للغاز، مضيفا أن ثلاثة تجار معروفين لدى الجميع يعملون بتجارة المبيدات الحشرية مسئولون عن جلب أسطوانات غاز البروميد للقرية، وبالتقسيط، على مدار ٢٥ عاما تزايدت خلالها الإصابات بالفشل الكلوى والكبد. عجلات السيارة تلتهم الطريق من جديد إلى النوبارية بالبحيرة، والتى تبعد مسافة ١٧٥ كيلومترا عن القاهرة، لنوثق من جديد استخدام الغاز المحرم، التقينا «رامى غانم»، مزارع، وتحدث عن انتشار الغاز وطرق وصوله لأيدى المزارعين قائلا: «لا يوجد فلاح واحد لا يستخدم الغاز».. ويدخل «بروميد الميثيل» إلى الأسواق بشكل غير شرعى، فى صورة معقمات مخازن، ويزعم مستوردوه أنه مخصص لتبخير الأخشاب، ويجرى تسجيله فى سجلات وهمية، لوزارة البيئة. ويصل سعر الطن إلى ٢٠٠ ألف جنيه، ويعتبر انهيار التربة، من التبعات السلبية الخطيرة التى تنجم عن استخدام الغاز، لأنه يقضى على الكائنات الضارة والنافعة أيضا، بحسب ما أكده محمد أبوعويس، وهو مزارع فى طنطا مسرطن".. والقلب هدف رئيسى حيرت حادثة وفاة أسرة أمريكية مكونة من ٥ أفراد، جهات التحقيقات بولاية كاليفورنيا، حتى أثبت الطب الشرعى استخدام شركة لمكافحة الحشرات لـ«الميثيل» فى تنظيف المنزل، رغم تجريمه فى أمريكا، فوكالة البيئة الأمريكية تصنف البروميد غازا مسرطنا، لخطورته المباشرة على المستخدم، وإتلافه للجهاز العصبى والتنفسى عند التعرض لتركيزات عالية. أما إسرائيل المُصّدِر الأول لمصر، فتمنع استخدامه داخل أراضيها طبقا لموقع حماية البيئة. "جميع الأبحاث أثبتت أنه يصيب بسرطان الجلد" ويصيب النباتات بالتقزم والتشوه ويجهض الحيوانات، ويترك البروميد متبقيات فى الثمار، هذا ما جزم به الدكتور محسن عثمان رئيس قسم الزراعة الحيوية بالأزهر، ومستشار سابق بالأمم المتحدة لمشروع بدائل الميثيل «UNP». تحليل العينة.. نسب مميتة عينة حصل عليها معد التحقيق من أماكن متفرقة وأبعاد مختلفة وفق الطريقة العلمية لسحب العينة كما حددها خبراء أمراض النبات بمركز البحوث الزراعية بالقاهرة، ليكشف معمل متبقيات المبيدات الزراعية التابع لوزارة الزراعة الذى تم تحليل العينة فيه، تربة معقمة بغاز بروميد الميثيل واحتواء العينة التى بلغت ٢ كليو جرام على ١٦ مل جرام من عنصر البروميد السام. "نتيجة كارثية ونسب مميتة»، بحسب وصف الدكتور محمد سالم أستاذ الزراعة بجامعة المنوفية بعد الاطلاع على تقرير المختبر بنسب العينة، ليؤكد أن عمليات الغسيل التى تتم للأرض الزراعية تجعل الغاز يترسب فى المياه الجوفية ما يؤدى للعديد من الأمراض على رأسها الفشل الكلوى وتليف الكبد، يكمل: «وقعت حوادث وفاة بسبب الاختناق" مزارع من كل50 يستخدمون البروميد يكشف استبيان أجراه معد التحقيق بين المزارعين حول استخدام غاز بروميد الميثيل، شمل ٥٠ مزارعًا، ٤٦ منهم أقروا باستخدامه، أى بنسبة ٩٢٪، و٦٢٪ أكدوا إصابتهم بفشل الكلى، بالإضافة إلى حالتى التهابات كبدية، أما أسباب استخدامهم لغاز البروميد فكانت لتأثيره السريع على الآفات، ونفى ٨٢٪ منهم متابعة إدارة الإرشاد الزراعى لهم. الاستجواب سيد الأدلة الدراسات التى أثبتت خطورة استخدام الميثيل والمواثيق الدولية التي وقعت عليها الحكومة المصرية لم يمنعاها من استخدامه في تعقيم القمح، ففى إبريل ٢٠١٣ رصدت لجنة الزراعة بمجلس الشورى تبخير صوامع القمح بالميثيل، وبحسب تأكيد محمد شلوف صاحب الاستجواب لمعد التحقيق فإن رئيس بنك التنمية والائتمان الزراعى اعترف باستخدامه وأن مصدره "إسرائيلى" خرق مواثيق دولية اللافت للنظر أن الإدارة المركزية للبساتين والمحاصيل «تتبع وزارة الزراعة وتعنى بمراقبة الصوب» تنصح المزارعين باستخدام غاز بروميد الميثيل، وتعتبره خطوة مهمة للحصول على نبات غير مصاب، وذلك فى منشورها عبر صفحتها الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك». ٥ ملايين فدان تقريبا تعقم بغاز بروميد الميثيل من إجمالى ٩ ملايين فدان ويتسبب في التغيير الفيزيائى للتربة بالقضاء علي الكائنات الدقيقة وهناك، ذلك بحسب عبد الفتاح الزناتى استاذ مساعد بقسم الوراثة كلية الزراعة جامعة المنوفية ضبطيات مهربة لا تجد محارق لإعدامها «وجدنا مخزنا سريا أسفل السيارة».. جملة قضت على كل آمال الشاب الأسمر «محمد. ص» فى النجاة من كمين شرطة القنطرة شرق، عندما أخبر المفتش قائد الكمين بالعثور على مبيدات كيماوية فى أكياس بلاستيكية أسفل السيارة تتبع «نتانيا الإسرائيلية»، ومدون عليها باللغة العبرية والمادة الفعالة فيها «aceto chlor» المحرمة دوليا،، ليقتاد الشاب لمركز الشرطة، وهى الواقعة التى دونت فى محضر يحمل رقم ٢٨٧١ لسنة ٢٠١٧. الأسلاك الحدودية بين مصر وغزة، هى النقطة الأولى فى محطة تهريب المبيدات والبذور الإسرائيلية، بعد تضييق الخناق على الأنفاق، وتوزع للمحافظات عبر الإسماعيلية والسويس، وتعد النوبارية المركز الرئيس لاستقبالها، بحسب «موسى الدلح» أحد مشايخ قبيلة الترابين بسيناء، يتابع: كمائن العريش تضبط كميات ضخمة من المبيدات الإسرائيلية مثل مبيد الروماكتين، والمراتون، والبيوفيش، وأوراست. "الضبطيات تسرق من المخازن ويعاد طرحها فى السوق بلاصقات جديدة"، فمصر لا تمتلك محارق لإعدام المبيدات المحظورة، كما يوضح «كرم صابر»، الباحث بمركز الأرض. «سموم يومية بأحشاء البسطاء» يصف محمد عبدالغنى، منسق حملة «أرواحنا مش رخيصة» خطورة أقراص الفوسفيد التى تستخدم فى الغذاء اليومى للمواطن، بنسبة استهلاك ١٠ ملايين طن للقمح و٨٠٠ ألف طن للفول. "السوق الرسمية للمبيدات ٩٠٠ ألف جنيه نظير ٤.٥ مليار للمهربة، و٢٢ موظفا فقط لديهم الضبطية القضائية لـ٢٧ محافظة" بحسب النائب فايز بركات لقاء المهرب بصفقة وهمية "أرض مساحتها ١٠ أفدنة، بالظهير الصحراوى لمحافظة المنوفية، أتلفتها حشرات محرق النفايات الطبية المجاور لها، ونريد تعقيمها بغاز البروميد" هى القصة التى اخترعها معد التحقيق لإقناع المهرب الذى حاولنا من خلاله فتح الباب الخلفى لتهريب بروميد الميثيل وذلك بصفقة وهمية. «عبد النبي» مندوب لواحدة من كبرى شركات الزراعة، حدد معنا موعدا وألغاه أكثر من مرة، فى بداية اللقاء بمقهى شعبى بمنطقة «العتبة» تحدث عن خبرته فى تعقيم التربة، والمفاجأة أنه أشترك مع وزارتى الزراعة والبيئة ومنظمة الأمم المتحدة فى مشروع «UNP» للبحث عن بدائل الميثيل. «شحنة من البروميد تدخل البلاد كل شهرين، وأشخاص معدودون يستطيعون تمريره، وبانتظار شحنة فى يناير المقبل حصتى فيها ثلاثة أطنان»، سندفع ثمن الطن نهاية ديسمبر الجاري، لكن العقبة فى التعبئة فسعر الأسطوانة يصل إلى ألف جنيه، يقول بصوته الأجش: «الرجالة الخونة بياخدوا العبوات ما بيجيبوش الفوارغ فنضطر لتوقيع أوراق أمانة لاستعادة الأنابيب». «البلاستيك المصرى الذي يغطي به الأرض الزراعية أثناء التعقيم، يحدث تسريبات بنسبة ٥٠ بالمائة من الغاز، تصيب الفلاحين بالكبد والفشل الكلوي» ويجب استخدام بلاستيك أمريكى الصنع بجودة أفضل، وأحيانا يخلط الغاز بمبيد «أجريسليون» لتقليل التكلفة. وزير الزراعة: "لست مسئولاً" "بالفعل لدينا بذور إنتاج هزيرا الإسرائيلية، لكن تأتى عبر الأردن وهولندا"، هو رد المهندس «محمود نسيم»، مدير قطاع الفراولة بشركة تكنوجرين، وعن استخدام الميثيل فى التعقيم أوضح أن الشركة لديها مخزون قبل الحظر وتحصل على حصة سنوية لزراعة الفراولة، لكنه أنكر تصدير الشركة لحاصلات زراعية تحت اسم «صنع فى إسرائيل». من جانبه، قال الدكتور عبد المنعم البنا، وزير الزراعة، إن «كميات بروميد الميثيل التى تستخدم فى تعقيم التربة مهربة، والوزارة ليست مسئولة عنها»، متسائلا:"طب ده تهريب هايبقي الوزارة مسؤولة عنه؟"، وعن نصائح الإدارة المركزية للبساتين باستخدامه رغم الحظر قال: "سنحقق فى المخالفة". هكذا كشفت "البوابة نيوز" عن فوضى المنظومة الزراعية، وأيضا عن شحنة سموم ستصل البلاد خلال أيام، الآن انتهينا وعلى الحكومة أن تبدأ.
التقييم المفصل
هل أشار المحرر إلى المصدر في حالة النقل أو الاقتباس؟
أشار المحرر إلى المصدر في حالة النقل أو الاقتباس
هل فصل المحرر بين تعليقه والمحتوى الخبري المقدم للقارئ؟
خلط بين الرأي والمحتوى
هل ذكر المحرر مصادر المعلومات الواردة بالمحتوى؟
ذكر مصدر المعلومات
تم نقل النص من البوابة نيوز 2017-12-20 15:24:43 تصفح أصل المحتوى
أبرز الأخطاء
تمييز
حقوق الإنسان
تمييز
65%
المصداقية
لقطات خارج السياق
65%
الاحترافية
خلط بين الرأي والمعلومة
65%
نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية
//in your blade template