«الوطن» تفتح «الصندوق الأسود» للمجتمع المصرى (تحقيق-ملف)

تعرض المجتمع المصرى لتغييرات وتحولات كبيرة خلال العقود الماضية، وزادت تلك التغييرات والتحولات مع الأعوام الستة الأخيرة التى شهدت أحداثاً متسارعة سياسية واقتصادية وأمنية أثرت بلا شك فى مجتمع الـ94 مليون نسمة، الذى بات يعانى من مشكلات وأزمات كثيرة تؤثر على حركته وتقدمه وتطلعات أبنائه لتحقيق التنمية المنشودة، بداية من مشكلة الكثافة السكانية المستمرة فى الزيادة التى يصفها خبراء بأنها «المشكلة الأكبر»، مروراً إلى الظواهر السلبية التى تفشّت خلال سنوات طويلة ماضية، مثل الأمية والتسرّب من التعليم وزواج القاصرات والعنف الأسرى وزيادة معدلات الطلاق وتطور وانتشار الجريمة وغياب ثقافة العمل الجماعى وقلة معدلات الإنتاج للأفراد.ل 4 حوارات مع خبراء ومتخصصين ترصد أزمات المصريين وتقدم «روشتة حل» للخروج من «دائرة الخطر» أرقام مرعبة على مستويات مختلفة تعلنها الجهات الرسمية، تكشف عن حجم المشكلات التى تعانى منها مصر، والموجودة فى تقارير وكتب المسوح والإحصاءات، وليس كتب التاريخ والجغرافيا، مصر الموجودة على أرض الواقع فى البيوت والجامعات ودور العبادة والطرق العامة وجهات العمل بعد سنوات من الفوضى والتشوّه والتراجع دفعت بالمجتمع المصرى كله إلى «دائرة الخطر»، تلك الدائرة التى تزداد فيها التحدّيات والعراقيل والقنابل الموقوتة، ليس على المستوى الرسمى فحسب، لكن على المستوى الشعبى أيضاً، الذى يمثل خطورة أكبر. «الوطن»، انطلاقاً من مسئوليتها وواجبها، قررت أن تفتح «الصندوق الأسود» للمجتمع المصرى، من خلال حوارات معمّقة مع عدد من الخبراء والمتخصصين من أساتذة علم الاجتماع وعلم النفس، لرصد وتحليل مختلف الأرقام والظواهر والقضايا المجتمعية، فى محاولة لتشريح المجتمع وفهم التغييرات التى حدثت بين أفراده خلال السنوات الماضية، بهدف التوصل إلى نقاط الضعف والقوة فى الشخصية المصرية، والتعرّف على الإيجابيات والسلبيات الموجودة فى المجتمع حالياً، ووضع روشتة شاملة لعلاج مواطن الخلل المجتمعى التى تعيق خطوات التقدم على الطريق الصحيح، وتخصم من الجهد المبذول للتنمية، وتعطل من ثمار إجراءات الإصلاح.